Eliot

45

احتضنت قبضة يدها حافة الباب لتجلس القرفصاء بعد أن تأكدت من كل الغرف أنفاسها اللاهثة المضطربة لم تخف لكنها ضبطتها ونهضت عائدة لهوغو المنهار جلست أمامه تنظر لرأسه الحاني.

- أنه ليس هنا ماكس ليس هنا هوغو هذا يعني أنه حي لو أرادوا قتله لتركوه هنا لتحذيرنا أنه حي

قالت بصوت منفعل ومضطرب لم يعكس شخصيتها القوية البته.

- إلى متى؟

سأل فجأة فنهارت ساقاها وجلست على الدرج تنظر له.

- إلى متى سيبقى حيا ماذا يضمن أنه سالم ربما بتروا ساقه أو ذراعيه إنهم لا يرحمون ما الأمل الذي ستعطيني إياها لأصدق أنه بخير

أردف بنبرة تضعف أمتلأت بالألم والندامة.

- ليس هناك أمل أستطيع أعطاه لك هوغو مخاوفك قد تكون حقيقية

قبضته اشتدت على قضيب السلم بغضب وحزن مزج بالخوف والندم أنخفض اكثر يغلق عيناه بقوة. هذا الضعف الخوف الذي يملئ هوغو لم يمر على فيونا من قبل من ما جعلها منفعلة نهضت مبتعدة للأعلى تعيد شعرها بعصبية وفكرت بعمق وفجأة نظرت له تصيح به بغضب:

- لما أحضرته؟ لما جعلته جزءا من هذا؟ ألم أحذرك واللعنة يا هوغو لما تعلقت بشخص عرفته في السجن لثلاث أيام فقط؟

- لأنه كان لطيفا

صاح لا ينظر لها لا يفتح عينيه حتى وأردف نبرة صوته تنخفض:

- كان لطيفا معي طلب صداقتي أراني جانبا مضيئا من الحياة الحياة التي لم أحظى بها

نظرتها أنقلبت من الغضب المنفعل للعطف.

- أردت فقط أن نصبح أصدقاء أصدقاء يعيشون معا يقضيان الوقت بالمرح والسهر مشيت خلف أنانيتي رغبتي متناسيا حقيقتي حقيقة أني لن أحظى بحياة طبيعية أبدا

- انهض الندم لن يغير شيئا فل تقف على قدميك هوغو الإنتحاب هنا لن ينقذ حياة ماكس

بنبرة متزنة هادئة قالت.

- سننقذه مهما كانت المخاطر سنقوم بإنقاذه مهما كانت حالته

رفع ذقنه ببطء ونظر لها بضعف لا يعكسه وقال:

- لا نعلم حتى من منهم قام بإختطافه

تنهدت وقالت بنبرة جادة:

- لن اتناقش معك وأنت جاثٍ بلا حول ولا قوة

مشت من جانبه على درجات السلم وقالت:

- سأكون عند المنارة اجمع شتات نفسك والحق بي

غادرت تاركة رفيقها يجمع شتات نفسه يجمع طاقته و يهيئ نفسه لمواجهة كل الاحتمالات.

كان يوجين يتفحص أثاث صالون فيلا عائلة غابري الفاخر جدا رغم أن البيوت الفاخرة ليست ذوقه لكن لم يعلق وبقي يتطلع بالتفاصيل يمشي ذهابا وإيابا توقف يلاحظ المدخنة ذات اللون البني الزيتي وحدق بها بشرود لا يقول شيئا.