داعبت مارسيلا فروة شعر دينيس، أبنها الغالي وأحست بشعور فظيع لرؤيت التعب في عينيه. لم تكن لتكذب لو قالت أنها اهملته كثيرا لا تذكر متى كانت أخر مرة تحتضنه بها فهو كان مختلفا عن رازفان ونيليا. لم يكن سهلا معرفة ما يشعر به أو ما يمر به فقد كان شديد التكتم حنونا في الخفاء.
- أخبرتك أنا بخير
قال ينظر إلى وجهها الحزين وكم شعرت بالذنب.
- ماذا حصل؟ ماذا قالت جدتي؟
سأل.
- يبدو أن كلام ووعود والدك اقنعها بطريقة ما
لم تتوقف عن مداعبة شعره مما جعله يشعر بالراحة.
- إذا ستعودين للمنزل؟
- لا سأبقى في منزلي الجديد
لم تعلم من تعبيره ما ردة فعله.
- نحن بالغون لسنا أطفالا حتى تضطري لمجالستنا أفعلي ما تشأين ولا تكترثي لما تقوله جدتي أو نيليا نحن بخير تماما
كلماته جعلتها تقترب منه وعانقته قائلة:
- طفلي الكبير اللطيف
وقفت ألما مكانها بصمت لثواني سمح ليوجين بتقديمهما لبعضهما.
- أميرة إنها ألما، ألما الأميرة أميليا
احنت الأميرة رأسها بخفة وحركة يدها أظهرت النبالة. ظلت ألما تحدق بها بملامح غير واضحة مما جعل يوجين ينظر لها. فتاة العاصمة هذه لا تصمت إلا لتفجير أمر ما يجول بخاطرها. فنقلت الأميرة أميليا نظرها من ألما إلى يوجين بتسأل بسبب هدوء رفيقته. وفجأة أبتسمت ألما باتساع ومرح وتقدمت تقول للأميرة:
- لا أصدق عيني تبدين حقا أميرة
أبتسمت أميليا برقة.
- سررت بالتعرف عليكِ آنسة ألما
تحدثت الأميرة بلهجة متزنة لطيفة ورفعت يدها إلى ألما التي استغربت فقالت:
- لم أعلم أنه يمكن مصافحة الأميرة
صافحتها بحرارة فلم تذكر الأميرة حقيقة أن ذلك تقريبا ممنوع في وطنها.
ترك يوجين ألما ذات التصرفات الغريبة وحدها مع الأميرة أميليا التي أخذت تخبرها بعض الأمور الضرورية عنها كي لا يكشف تخفيها. كان قد إتصل بفيونا ليسأل عن موعد وصولهم. عندما عاد فتحت له أميليا الباب ونظرت له باضطراب فقال بحيرة عينيه تبحث عن ألما في الغرفة:
- ما الأمر؟
تلفتت أميليا حول نفسها ثم توقفت تنظر إليه وأجابت بشحوب:

أنت تقرأ
Eliot
Romanceملامحه باردة لسانه لاذع وكلماته جارحه لا يكترث بما قد تسببه يكره العلاقات الانسانية وروابط العائلة يعيش وحيدا الا ان يكتشف انه يمتلك عائلة واشقاء ليقرر ان يدخل بينهم ويقلب حياتهم الى جحيم حي.