مضت الايام وانقضت الشهور مخلفة اربع سنين اخرى في عمر أليوت تزايد معه قلق لاريا وجاك لأن أليوت لم يعد يلعب كباقي أقرانه من الصغار وجل ما يفعله قرأت مختلف الكتب والجلوس امام شاشة الحاسوب الذي اشتراه جاك له يدون الملاحظات ولا يسمح لأحد بالاطلاع عليها الرسم كان الشيء الوحيد الذي خصص له وقتا ولاريا بدأت تفقد أعصابها واصبحت تنفعل بسرعة لم تتعود من قبل على تحمل المسؤولية ولم يسبق لها ان كانت ملزمة بشيء كما هي الان وليس أي شيء بل ابنها كما أن تصرفات أليوت الغريبة زادت الأمر سوءا فمؤخرا اكتشفت من رسمات أليوت التي يخفيها ومذكرته أنه كان يتنصت عليها عندما تجابه ذلك الصندوق الذكرى الوحيدة من أفرام وتبكي بحرقة وحدها بينما هو يجلس خلف الباب مأحست ستمعا لها. أحست انها دمرت طفولة ابنها بنفسها وتمنت لو انها ضبطت نفسها ولم تشركه بمعاناتها إحدى رسوماته حملت عنوان الخط الفاصل رسمها جالسة تبكي بحرقة ظهرها يجابه الباب وبين يديها صندوق مظلم وخلف الباب يجلس طفل صغير يستند على الباب بظهره كما هي والدته عينيه بعيدة عن الباب ولكن يده لمسته بحزن، عندما رأت تلك الرسمة وقعت من يديها صدمت لدرجة أنها لم تستطع اظهار اي ردة فعل وقفت تصارع مخاوفها مخاوفها التي تصبح تدريجيا حقيقة ظنت انها ستكون قادرة على تحمل مسؤولية ابنها وتربيته في بيئة ملائمة وتراه يكبر ويصبح رجلا لكن الان هي خائفة من انها تسببت بدماره ولم يعد لديه طموح ليعيش لنفسه وأنه سيكتفي كما قال بجعلها تعيش برفاهية وهذا ليس ما تريده عندها ادركت أن جاك وجوليان محقان الطفل يحتاج وجود والده وتمنت لو انها صارحت أفرام ولم تكترث لما سيظنه الناس كان عليها أن تفكر بطفلها بمصلحته فقط.
- ها انت تبكين مجددا كطفلة أمي
كانت تجلس على الأريكة في الصالون وحدها رفعت رأسها ونظرت لطفلها الواقف على الدرج ممسكا بمسند الدرج بملامح هادئة تذكرها بأفرام كالعادة.
- انا والدتك لا يمكنك التحدث معي كما لو أني صديقتك أليوت
قالت بعصبية ويأس تفرك وجهها الفاجع بالدموع بيدها بخشونة.
- لم امتلك أصدقاء من قبل لذا لا اعرف
بهدوء قال مما جعلها تصرخ به:
- هذه المشكلة أنت لا تمتلك أصدقاء لما لا تفعل؟
- الاصدقاء غير مهمين ولا فائدة تذكر منهم كما أني قرأت أن الصراخ في وجه طفلك يسبب له عقد نفسية يجدر بكِ معرفة ذلك أمي
- كف عن القراءة واللعنة فل تتوقف
وقفت بغضب تصرخ به لكن لم يرف له جفن مما زاد ألم قلبها القوي وجعلها تردد بيأس:
- والدتك لم تدخل المدرسة كما فعلت أنت لذا أعذرها على قلة معرفتها
- المدرسة ليس مكانا تستطيع به زيادة معرفتك أنها فقط منطقة حرب وتنمر يجدر بك النجاة فيها للحصول على الشهادة يمكنك قرأت بعض الكتب انها تساعد

أنت تقرأ
Eliot
Romanceملامحه باردة لسانه لاذع وكلماته جارحه لا يكترث بما قد تسببه يكره العلاقات الانسانية وروابط العائلة يعيش وحيدا الا ان يكتشف انه يمتلك عائلة واشقاء ليقرر ان يدخل بينهم ويقلب حياتهم الى جحيم حي.