جلس على الأرضية وسط الغرفة ظهره مائل للخلف يضع ذراعيه على رأس ركبتيه خلفه النافذة المقفلة وأمامه الباب المغلق. عيناه لم تغادر خشب الباب والأفكار تضرب رأسه. حدة ملامحه في هذه اللحظة محت قسماته الطفولية وأظهر جمود عضلات وجهه لمحة مختلفة.
الحارسين خارج الغرفة تبادلا النظرات مستغربين هدوئه وتوقفه عن التحطيم والصراخ.
لم تنفذ طاقته وغضبه لكن كان عليه التفكير بخطوته التالية فقد أدرك أنه سيخسر أمرا مهما ما سيقدم عليه أن بقي هنا سوف يخسر أليوت سيخسر كل العلاقات التي بناها خارج هذا المكان وأن هرب سيخسر ثقة رئيسه.
أدرك ما يميل له قلبه وفتح الباب دخل الحارس ينظر له وقال يضع صينية الطعام على الطاولة:
- تناول طعامك
سيهرب أجل أتخذ هذا القرار واقتنعت به كل حواسه.
نهضت يجري نحو الباب لكن الحارس في الداخل أمسك به ودفعه ليسقط وسط الغرفة حدق به بغضب خفيف.
- لا تحاول الهرب ذلك لن ينجح
دخل الحارس الاخر على صوت الضجة ونظر إلى ايدن الجالس أرضا بحالة ثوران التفت إلى رفيقه ورفع حاجبه يسأل عن ما يحصل هنا لكن رفيقه نظر إلى ايدن وقال:
- تناول طعامك وأبقى مطيعا
- هذا مزعج
تمتم بعد مغادرتهما وانغلاق الباب.
كان يائسا عاجزا لا يعلم ما ينوي الرئيس فعله كما أن كلام لويس أيضا يقلقه.
إن كان يريد الهرب إن كان ينوي الخروج من هنا سيكون عليه المخاطرة عليه التفكير جيدا فإن فشل مرة واحدة لن يعطوه المجال للمحاولة مجددا.
فكرة جنونية قفزت إلى رأسه وحدقت عيناه في الباب لن يجلس هنا منتظرا أخبارا سيئة سيذهب إلى أليوت مهما كلفه.
نهض واقفا وأخذ نفسا ثقيلا الثقة تربعت عرش عينيه أمسك الكرسي ثم ضرب زجاج النافذة ذات القضبان بقوة فتناثر الزجاج حوله.
في الخارج تبادل الحارسين النظرات ثم اسرعا يفتحان قفل الباب رغم ان النافذة محصنة بقضبان الحديد إلا أنهما يعرفان ايدن جيدا ويعلمان طريقة عملية عقله الانتحارية.
ما أن دخلا قابلهما منظر الزجاج المتناثر المحطم في وسطه يقف ايدن يده تقبض على قطعة زجاج حادة.
- اترك حالا هذا ليس في مصلحتك
الحارس الذي قدم له الطعام سابقا قال يضبط اعصابه التي تنذر بالانفجار.
الحارس الاخر نقل نظره بينهما بتوتر ايدن معتوه ورفيقه لا ينوي التهاون معه أن حصل لايدن مكروه كما قال لويس فهما في عداد الموتى.
عقل ايدن كان يدير الخطوة التالية الهدف ليس الموت بل إضعاف حذرهما لن يتعمق في الخدش.
الإصرار الذي ظهر في عيني ايدن فجأة ايقظ الخوف التأهب في قلب الحارسين ولم تسعفهما سرعتهما فها قد سقط جسده بعد أن مزق وريدا في معصمه.
أنت تقرأ
Eliot
Romanceملامحه باردة لسانه لاذع وكلماته جارحه لا يكترث بما قد تسببه يكره العلاقات الانسانية وروابط العائلة يعيش وحيدا الا ان يكتشف انه يمتلك عائلة واشقاء ليقرر ان يدخل بينهم ويقلب حياتهم الى جحيم حي.