Eliot

59

- لا أثر له حتى الأن سأكمل بحثي عنه

أغلق آدم الخط بعد أخذ الجواب من كاسبر ونهض يمشي إلى الشرفة الزجاجة وقف يحدق من خلالها بعقل مشغول.

- ظننت أليوت هو حبل نجاتك

حادث نفسه و تنهد بعمق.

ألتفت يسحب معطفه عن الكرسي ارتداه بينما يمشي نحو الباب فتح قفل الباب يخرج إلى المصعد حدق به الحرس وهو يغلق باب المصعد للنزول إلى الطابق الاول.

خرج من المصعد بصمت و اخذ عدة خطوات إلى الدرج العتيق نحو القبو المهجور. دفع الباب الصدئ وتقدم يقف وسط الغرفة عينيه تحدق مباشرة للامام إلى زاوية الغرفة التي تضم سريرا مهترئ.

- انت تختبئ هنا

قال ينظر للجالس على الارض الباردة ظهره يستند لحافة السرير يعانق ساقيه. التفت الوجه المتسخ ذو العينين المحمرة المليئة بالدموع اليه.

- ايدن

اردف ينطق ببرودة وهدوء.

مشى آدم يقترب من مكان ايدن وتوقف بعيدا عنه قليلا يرمقه ببرودته المعتادة وايدن عاد بنظره للارض يعض شفتيه كي يمنع نوبة كادت تخالجه لدى رؤيت والده هنا. لم يكن لدى آدم ادنى فكرة عن ما حصل في العاصمة وكاسبر لم يذكر له حقيقة هرب ايدن.

- ماذا تفعل عندك؟

سأل آدم نبرة صوته مؤذية للسمع ونظرات عينيه الثاقبة الباردة لا تغادر وجه ايدن.

- لا شيء

اجاب ايدن وتبع جوابه شهقه خفيفه مما جعله يدعك انفه لايقاف تضفقها. كان نظر ايدن لايزال يواجه الارض ومشاعر الاحراج لا تبارح تزعج دواخله لم يكن على والده رؤيت ضعفه وعجزه.

- انظر لي بينما اتحدث معك

نبرة آدم اصبحت حادة قاسية وهذا ألم ايدن بشدة وزاد شعوره بالسوء لكنه رفع رأسه ببطء والتفت ينظر إلى والده مطبقا شفتيه التي ترتجف بشدة وحدق به بعينيه الدامعة المثيرة للشفقة.

بالنظر إلى وجه والده الان وفي هذه اللحظة المؤلمة والوحدة التي شعر بها في ساعاته الطويلة هنا جعلت ذلك يرغب بالتحدث قول كل شيء دون خوف او ندم مشاعره السيئة قلبه الذي يؤلمه الذنب الذي يهلك صدره الذي لم يختبره من قبل اراد الصراخ انه يكره نفسه انه بسبب تهوره تعرض اناس ابرياء للأذى.

لكن لحظة ادراك تلت تلك الرغبة والده لا يكترث لامر الأبرياء سيرى الأمر كغباء وطفولية منه سيسمعه كلاما كالملح على الجرح سيطلب منه ان يتصرف كوحش الا يكترث سوى بما سينفعه هو.

لما يتحدث إذا؟ عليه فقط اغلاق فمه فهذا ليس والده انه رئيسه الذي يراه تابعا مثل اي شخص اخر في هذا المكان وذا فائدة له بطاقة تمكنه من السيطرة على أليوت بدون أليوت هو بلا قيمة تذكر لا فائدة منه.