22

1.5K 117 11
                                    

تخللت ستائر النافذة رياح طيبة داعبتها مقررة اقتحام الغرفة حيث يقبع كلاهما وقفا بصمت لا يخلو من اختلاس النظرات بين عينيهما الباردتين إلا كسرت الصمت فيونا تقول بنبرة باردة هادئة تناقض نبرتها القاتلة:

- ألن تعيد قلادتي؟

- سأعطيكِ إياها ليس وكأنني اريد الاحتفاظ بها

قال بشرود.

- لما أخذتها إذا؟

عينيه غادرت وجهها لكن سريعا ما عاد ينظر إليها وقال:

- أتريدين أن اكون صادقا معكِ؟

- لا أمانع

حدق بها يضيق عينيه واجاب:

- اعتقدت انها إشارة انه مقدر ان نلتقي مجددا

- ربما هي فعلا إشارة

قالت بصوتها الذي خرج غامضا ليحل بينهما صمت لا يخلو من نظراتهما المتبادلة كلاهما يدرك في هذه اللحظة ما ترمي له نظرات الأخر علم كلاهما أن الاخر يشعر بالفضول نحوه وهنا تأتي عبارة" للعيون لغة".

- أرأيت ما بداخلها

سألت ففهم قصدها ليجيب:

- كدتُ أفعل ذلك ولكني لم استطع

- لماذا؟

- عندما ألتقينا أول مرة بدوتِ وكأنك ستحمينها بروحك لذا لم استطع فتحها

حدق بها قبل ان يتجه للدرج بجانب سريره فتحه مخرجا قلادتها الفضية وقدمها إليها يقف أمامها رفعت ذراعها ببطء وأمسكت بها ليفتح قبضته تاركا لها المجال لتتمسك بها.

عينيها ألتمعت وهي تقلبها بين أناملها بلهفة وحنين كسى وجهها الهادئ ليخلف ابتسامة رقيقة جذبت عيني أليوت فراقبها بهدوء وهي ترفعها عاليا وتلفها حول عنقها لتتدلى على صدرها ما أن رفعت رأسها ونظرت إلى وجهه حل بهما فصل جديد من الصمت والمراقبة يليه ابتعادهما عن بعضهما عندما لاحظا انهما قريبين جدا.

السكون كان سيد المكان.

- اعتقد ان هذا أخر لقاء بيننا؟

أليوت قال وكأنه يسأل.

- ربما لن يكون

قالت ذقنها يرتفع بثقة وثبات.

- صائدة جوائز لم أظن أنك كذلك عندما رأيتك في ذلك اليوم

بشرود قال.

- ماذا ظننت بي؟

- أميرة هاربة

قال بنبرة حالمة ناقضت ملامحه الباردة.

- ذلك يبدو خياليا قليلا ومناقض لعصرنا

- وجودنا في القرن الواحد والعشرين لا يعني عدم وجود أمراء

- ولكنها لازالت تبدو خيالية

Eliotحيث تعيش القصص. اكتشف الآن