كان يقف أمام مدخل البيت يحدق بقدميه ويديه تتشابك خلف ظهره وها هو يتنهد مجددا فقد كان يقف في مكانه منذ تركه والده منطلقا للشركة وقد مضت أكثر من نصف ساعة وهو لازال مترددا في الدخول.
لعن تحت أنفاسه مغمضا عينيه بغضب هو يكره عندما يشعر بهذه الاحساس الحرج واللهفة يكره هذا الشعور بشدة في كل مرة يهرب ويعود مجددا يشعر بهذا الاحساس المقزز بالنسبة إليه. هدئت ملامحه المنزعجة فجأة وأخذ يتأمل الباب بشرود. مفهوم العائلة والالتزام بها وعلاقاتها ليست شيئا يألفه لم يعتد على أن هناك من ينتظره دائما من سيوبخه لعدم إلتزامه يجبره على البقاء بجواره هو لا يستطيع الاعتياد على هذا بعد واضافة لذلك أن آدم لن يسمح له بأن يكون جزءا من عائلة والده ويستطيع تخيل مدى فظاعة ما سيحصل عندما يعرف وربما عليه فقط الابتعاد الهرب من هنا كي لا يسبب لهم الألم كما فعل بأمه كاد يستدير عندما فتح الباب وصوت دينيس يتحدث:
- أخبرني أبي أنه أوصله للمنزل قبل أكثر من نصف ساعة ذلك المعتوه المخادع لابد أنه هرب
للحظة برقت عيني أليوت لكنها تلاشت فورا في ذات اللحظة ونظر لوجه دينيس ببرود بادله دينيس النظرات بإستغراب للحظة ثم قال بإنزعاج طفيف:
- ها أنت ذا
- اوصل شقيقنا المزعج
وها هي نيليا تدفع الباب لتقف بجوار دينيس ولم تخفي الفضول في عينيها اللتين تحدقان بأليوت وفجأة سألت تتنهد بعصبية:
- أين كنت؟
ألتفتت تنظر خلفها ثم عادت تنظر له وأردفت تخفض صوتها:
- هل أنت أحمق؟ لما تهرب من المشفى وأنت مصاب؟
كاد يقهقه لكنه ضبط نفسه يضع يديه في جيبي سرواله مجيبا:
- لا شأن لك
- يبدو بخير تماما..
قال دينيس يحدق بشقيقه الذي نقل نظره له فأردف:
- وهذا مزعج
أدار نظره بينهما قائلا:
- أتقمان بإستقبالي
- لا
أجاب معا وأضافت نيليا:
- قطعاً
حدق بهما أليوت بقلة حيلة قائلا:
- يا لسخفاتكما
تقدم مردفا:
- فل تبتعدا
أفسحا له الطريق فمر من بيهما متنهدا وهمست نيليا لدينيس بعد أن أقتربا من بعضهما:
- أتظن أنه سيوافق على اخباري بمكان روبرت
كان دينيس لازال يحدق بظهر أليوت الذي يمشي نحو الصالة وأجابها يحرك رأسه:
- قطعا لن يفعل
حركت قدميها بإنزعاج وقالت بعصبية:
- لما عليه أن يكون مزعجا هكذا؟

أنت تقرأ
Eliot
Romanceملامحه باردة لسانه لاذع وكلماته جارحه لا يكترث بما قد تسببه يكره العلاقات الانسانية وروابط العائلة يعيش وحيدا الا ان يكتشف انه يمتلك عائلة واشقاء ليقرر ان يدخل بينهم ويقلب حياتهم الى جحيم حي.