"الحلقة الثالثه "
الجنون كان أسهل طريق لجذب طفله ذات أربعه أعوم للاندماج بالبدايه لم تهتم "صبا " بمريم " ولم
تحاول التودد إليها كما كانت تفعل صبت إهتمامها وتركيزها على اللعب ومحادثة الدمى، أصابت عندما
عثرت هذا الكنز بالغرفه ، بالنسبه لها كنز فغرفتها لم تخلو من لعبه أو دمى بأى حجم أو نوع
تناقلت بين الدمى وكأنها أقل منها عمراً منها ، مما أوحى للطفله أنها فى نفس عمرها لم تكن تفقه شئ فى اللعب لكن
ما تفعله "صبا " بالدمى أشعرها بالفرح شيئا فشيئا إبتدت تندمج معها وتضحك على نكاتها والمسرح الذى نشأئه
وما إن شعرت "نجلاء" بهذا الاندماج حتى إنسلخت من بينهم لتتركها معها بمنتهى الاطمئنانامسكت بأحد الدمى بمواجتها الاخرى تحكى حديثا بشكل طفولى :
_ لااا انتى مستحيل تضربينىحركت يدها الاخرى لتحرك الدمى الثانيه وكأنها ترد عليها بنبره مختلفه :
_ ياسلام هتضربى وكمان لو قولتى لحد هعقبك وهقول عليكى كذابهقفزت على الدميه بيدها الاخرى وهى تقول :
_ هضربك انا الاول
_ لااا سيبى شعرى
واستمرت تتشاجر بالدمى وضحكات الصغيره تعلو كلما شاهدت جنونها وقفزها وتناقلها بين الدمى________حقوق الملكيه حصريه للكاتبه سنيوريتا ياسمينا احمد _____________
"بالاسفل "
عاد "زيد " من عمله الذى يفنى به اغلب وقته تأخر على العشاء كما تأخر عن الحياه كلها هذا لا يشكل له
فارق فحياته الملونه أصبحت ابيض واسود لولا تمسك جده به وإقحامه فى جلسات الصلح لتأهيله
لأخذ مكانه لترك هذا المنزل بأكمله بذكريات وأوجاعه لن يهنأ طالما يطارده شبح ماضيه فى كل زوايهادارة مصانعهم واعمالهم المتشعبه بالمدينه هى من تلهيه عن كل شئ لكن بمجرد أن يصتف سيارته
امام هذا القصر ننفتح جراحه وينبلج الالم.
خطى للداخل بقدماها الطويله التى يرميها بإهمال وتعب دون أن يرفع عيناها عن الارض وكأنه يخشى
النظر إلى الجدران او أى زويه فى هذا المكان ثمت أشباح سوداء ستهاجمه لو أبدى لها أى اهتمام
لم يحيد عن خطواته التى تعرف خط سيرها نحو غرفته بالاعلى حتى هتفت "ونيسه " الجالسه بأحد
مقاعد الزاويه امام شاشه العرض الكبيره :
_ حمد لله على السلامه ياولدىتوقف ليناظرها من بعيد وهو يرد بنبره يتضح عليها التعب :
_ الله يسلمكاشارت له ليقترب وهى تقول :
_ تعال يا ولدى جدك موصينى اكلمك فى موضوع مهمزم شفتاه وهو يدعوا الله أن لايكون ما يفكر به ليس لديه أى طاقه لهدرها فى موضوع رفضه لمئات المرات
تحرك صوبها ببطء وهو يسأل بحذر :
_ خير ويارب ما يكون اللى فى بالى
سألته مقدما :
_أكلت فى الشغل ولا أقوم أسخنلك الاكلنفض رأسه وهو يستعد للجلوس جوارها مجيبا بفتور :
_ لاء اكلت فى الشغل
سأل وهو يبحث بعينه عن طفلته :
_ اومال مريم فين ؟
التفت بكامل جسدها اليه ثم اجابت :
_ نامت يا ولدى نجلاء قالتلى انها نيمتها وروحت
تطلعت إليه بحذر قبل أن تدس يدها بجيبها وتخرج ظرف كبير وتضعه بين يديه
نظر اليها مستفسرا ثم حسته قائله :
_ إفتحه شوف اللى فيه
إنصاع لامرها لعله ينتهى من هذا الغموض الذى تحاول فرضه تناقل بصره لمحتواه
ولاحظ كم الصور الموضوعه بداخله لامراه على قدر كبير من الجمال وقد نسقتهم ونيسه
بالتريب لعلها تسرق نظره أو تحيى رغبته المنقطعه عن النساء.
زفر بضق قبل أن يكمل وحاول أن يستدعى هدؤئه وهو يقول :
_ مش قولتلك إقفلى ع السيره دى خالص
اجابت وهى ترفع كفيها لتبرئ نفسها :
_ جدك يا زيد مش ساكت وبعدين ياولدى انا نفسي اشوفك متهنى
أنت تقرأ
عشقت إمرأة خطره
Romanceكانت تقدم قدم وتأخر قدم وهى تخطو نحو منفاها الاخير فى قصر بعيد تماما عن كل ما تحلم مقبرة لشبابها وخندق لكل أحلامها وطموحاتها الجامحه ،هناك حيث السلطه ولا مفر من تنفيذ الأحكام حتى ولو كان سيف العشق بتار فإن للسلطه مطرقه تقضى على كل المشاعر ولا تع...