الثالثه والثلاثون

3K 196 27
                                    


فى الصباح

وقف "زيد"أمام الشرفه ينظر فى هاتفه الذي إستمر بالرنين مدة طويلة يقرأ حروف إسم نهي بتردد كبير فى فتح الخط بينه وبينها أخيراً إهدي لأن يحادثها وخاصتا وصبا مختفيه بالحمام رفع الهاتف على أذنه وهتف بنبرة جافه:
-نعم عايزه إيه
تعجبت من طريقته وردت بذهول:
-انت بتكلمنى كدا لي يا زيد
نظر خلفه ليتأكد من خلو الغرفه من صبا وصاح بخفوت :
-عايزانى اكلمك ازاى بعد ما عرفت إنك قطعتى فستان الفرح بتاع صبا يوم الفرح
ظهر التوتر على نبرتها وتقطعت اجابتها وهي تسأله :
-هي اللى قالتلك انت صدقتها يا زيد
قاطعها ناهيا :
-هي ما قالتليش حاجه ولعلمك هى لسه ما تعرفش انا أقسمت إن لو عرفت مين لهعاقبه وانا سبق ونبهتك

راوغته قائلة:
-خلاص قولي مين قالك مين من مصلحته يبوظ علاقتى بيك
اجابها :
-امي ولا هي كمان كدابه
لم تجد حجه فى ذالك ان قالت ونيسة شئ يعني أنها حشرت فى مصيده حاولت تغير الامر والعبث فى عقلة متحدثه :
- حاسة إنك مش عايزنى يا زيد وإكتفيت ببنت عمك لا بقيت عايز مريم ولا نهي ولا أي حاجه من ريحة غالية غاليه اللى ضحت بنفسها عشانك
عرفت أين موطن الالم وضربت لكنه حذرها من جرفه فى هذه الحالة التى سبق وعايشها وهتف من بين أسنانه محتدا:
-ما تلفيش وتدورى يا نهي انتي غلطانه وبتكابري
سالته بجديه:
-الفرح مش اتعمل وفرجت البلد كلها إنك نسيت غاليه ووقعت لشوشتك فى العيلة دي عايز إيه تاني مش عايز مريم بلاش أخد بنت أختى وإنت عيش براحتك مع ست الحسن والجمال

أطبق أسنانه بضيق من حديثها ورمي التهمه عليه أنه نسي زوجته وترك إبنته كالدمية فى يد صبا تلوى ذراعه بقوة وتسأله دون إكتراث:
-هتيجي تتغدى معانا انهارده ولا لأ
مال برأسه ليهمس  مغتاظا:
-هاجي ،هاجي عشان بس أحاسبك على اللى عملتيه
اجابة بلا مبالاة:
-تعال يا زيد لما اشوف أخرتها معاك
ما إن أغلق الخط بينه وبينها والتفت حتى إختطفت صبا منه الهاتف بشقاوة وهي تسأله بمرح:
-بتوشوش مع مين ؟
رات إسمها على لوحة الشاشة وإختفت إبتسامتها وتغير ملامح وجهها بالكامل وظلت تنظر اليه بصدمه أربكته
هتف بملل:
-صبا ما يبقاش عقلك صغير
صاحت بإندفاع فى وجهه:
- عقلي صغير إنت مستصغر عقلى إنت لسه امبارح دا قايلي إن انا ملكك وانتى ملكي إنت بتنيمنى يا زيد لدرجادي شايفنى مغفله
امسك بيدها ليهدئها لكنها لم توافق دفعت يده عنها بعنف وزمجرت زاعقه بحده:
‏- انت بتعمل زيهم إنت بتضحك عليا لكن وحياة ربنا لاوريكم من هي صبا
استدارت من أمامه لتعود حيث الحمام تحرك من ورائها لكنها أغلقت الباب بوجهه نادها وهو يطرق بضيق:
-بطلي شغل العيال دا إفتحي نتكلم

هتفت من خلف الباب بعصببه:
-ما فيش بينا كلام
لكم الباب بغضب من منعها له وهدر مغلولا :
- يا صبا افتحي البيت كلو هيصحي على خناقنا ،يا بنتي افتحي
استمرت على عنادها ولم ترد عليه انفجرت فى نوبة بكاء هستريه ،ضم فاه بغضب من تصرفها الاهوج وعدم السماح له بتبرير شئ دفع الباب بجسده عدة مرات لكن متانة الباب حالت دون فتحه  فهتف اخيرا قبل ان يغادر:
- براحتك يا صبا انا هسيبك دلوقت وأرجعلك كمان شويه
والله لأوريكي على عمايلك دى

عشقت إمرأة خطرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن