الرابعه والثلاثون

3.2K 199 41
                                    


"الرابعه والثلاثون "

امام الحفرة العميقة يسمع ندائات موحده ب:

_لا اله الا الله، لا اله الا الله، لا اله الا الله

من داخله يرفض تماما ان يترك ثمرة فؤاده فى التراب فعاد الانهيار والبكاء إنكب على إبنته ود لو يدفنها بأضلعه

لقد أخذ نصيبه بالكامل م الحزن وفاضت كفته تماما ، الشئ الوحيد الذي أخذه من الدنيا هو الحزن والمرارة كانت إضافيه ،بصعوبه إنتزعت منه "مريم" لتختفى فى مثواها الآخير لكنها لم تدفن وحيده بل سقط قلب زيد فى الحفرة ليعود وحيدا باردا متألم كل الاصوات سكت فجأة وقف على بوابة المقبره ليستقبل عزائها مع إخواته وجده وكأن هذا الصمت أشعل براكين بداخله ،توال الحضور لتعزيته وهو يحاول الثبات لكن عيناه كانت يتضح عليها الحزن والآلم

جاء الكثير حتى انتهي الامر ليدخل خالها "ياسر"الذى حالته لم تقل عن حالة "زيد"من الألم والوجع صافحه وتشبث بيده ليقول بنبرة حادة وحزينه بوقت واحد:

- خلاص يا زيد قتلت أخر حته من غاليه والله لآخر يوم فى عمري هفضل أكرهك لا حافظت على أختي ولا حافظت على بنتها انت السبب فى موت الاتنين

تدخل "بلال"ليفصلهم لأنه مدرك ان صمت زيد وتأثره سيحوله من جديد لمسخ ،امسك بيده ليسحبها من يد زيد وصاح به :

-ياسر مش وقتوا الكلام دا

انفعل الآخر وصاح بجنون :

- اومال يبقى وقتوا إمته ؟ حسبى الله ونعم الوكيل فيك وفى مراتك قتلتوها عشان يخلكم الجو كنتوا سبتوهالنا كنتوا سبتلنا حاجه من ريحه غاليه

زعق "فايز"ودفعه بعصاه فى غضب ،زيد فى حالة سيئه اكثر منه واستمرار صمته يقلق ،من الممكن أن يسقط ميت دون سابق إنذار :

-إمشي بطل هلفطه بكلام انت مش قده بنت اختك قضاء ربنا نفذ فيها هتعترض على قضاء ربنا

لم يتأثر ياسر بغضب فايز ورد عليه :

- مش قولتوا كانت مع مرات ابوها رمتها من فوق السطح

تحدث فايز بانزعاج شديد:

- ‏التحقيق واتقفل إنت هتحقق معانا هتكون احن عليها من ابوها يعنى

إتهمه ياسر بوضوح :

- ‏ انتوا بتداروا عليها عشان منكم فيكم

لكم الارض بعصاه وإشتد غضبه وقال :

_لولا إن إحنا فى مكان له قدسيته كنت عرفت احاسبك يا ابن شاكر روح على بيتك كفايا الهم اللى احنا فيه

دفعه بلال وساعده يحيي وظل على نفس حالته يصرخ بهياج:

-يا زيد فرحان دلوقت خلصت من اختى وبنتها ودمرت التانيه انا وانت والزمن طويل.

عشقت إمرأة خطرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن