"الثامنه والعشرون"
وصل كلا من زيد وفايز الى القصر ،وتولت "صبا"مهمه غرف الطعام تنظيم السفره لهم بما أنها الوحيدة التى بقيت فى القصر
كان "زيد" يجلس ويداعب "مريم" بحب ومرح وتتحدث اليه بشان قطتها بثرثرة وحماس:
-قطة صبا قطتى حلوة القطه تقول كدا نيو نيو وتجري
كدا
دارت حول نفسها وهى تقلد قتطها ضحكتها الرنانه غطت على صمت البيت الموحش بعد فراغ أهله ،استرسلت
و"صبا" تغدوا وتروح من المطبخ الى السفره:
-قطتى تاكل هم ونعمل عيد ميلاد ليها
برغم ابتسامات "زيد"المتكرره لها إلا انه لم يكن فى مزاج جيد لهذا الصخب والضجيج الذي تحدثه "مريم"أشار بإتجاه المطبخ قائلا:
-يلا إجري خلى صبا تأكل قطتك
-سمعتهم "صبا"وصاحت معترضه:
- لاااا انا تعبت رايح جاي تعال إنت شيل معايا الاطباق- نهض من جلسته وهو يقول :
-لو ع الشيل أشيل بس أترحم من الصداع اللى عملتهولى مريم
تبعته مريم ولازالت على نفس حالتها الجائعه الكلام:
- أكل قطتى قطتتى جعانه
إبتسمت " صبا" وهى وتمد يدها لتأخذها معها نحو المطبخ والى جوارها زيد كان الامر ممتع مشاركته معها فى تحضير الطعام ،طلبت منه بتهذيب:
-ممكن تجبلى الاطباق من الدولاب اللى فوق
-وقف أمام الطاوله المتوسطه المطبخ وسألها واحد حاجبيه مرفوع:
-وإنتى ما تجبيهوش ليه ؟
رفعت كتفها وأجابته دون تعقيد:
- مش هطول
هتف مستمرا فى عناده :
-أقفى على حاجه وهاتى لنفسك
وضعت يدها فى جانبيها وتحدثت بعناد مماثل:
-واقف لى على حاجه ما انا عندى واحد كول بعرض اهو ما أستفتدش انا منه مثلا
دوما تدفعه للتهور وتنبش فى ثنايا تعقله لتخرج جنونه ،تحرك صوبها وهو يقول بهدوء خطر:
- لأ إزاى لازم أفيدك ،أنا كدا كدا جاى عشان أشيل فهشيلك
تراجعت ولوحت بالمعلقة الكبيرة الممخصصه لغرف الشوربه محذره إياه من التنفيذ:
- إياكوعندما لاحظت تجاهله تحذيرها قررت تفاديه والهرب من امامه وهى تهتف :
- زيد بلاش جنان
أخيراً قبض على خصرها ليفرعها عن الأرض وهو يقول بإنتصار :
-بذمتك هو الجنان يتقلوا لاء
كان يكفيه منه ضحكه واحده لتلتهم حزنه معها هى ينسي كل شئ برغم ان كل ما يسكنه من سنوات طويله لكن هى كانت مختلفه هى من إمتلكت قلبه وجعلته ينبض دون إعتبار لأي ذكري سالفه ،دفعته لمحاولة الفكاك منه مزمجره بطفوله:
-نزلنى ،جدوا لو شافك هيبهدلنانفض رأسه وهو يحدق بعينها بعناد قائلا :
-ما يهمنيشتعندت هى الأخري وصاحت شامته :
-كدا طيييب ،،يا جــــــــــدو.......
قطع ندائها بأن وضع يده أعلى فمها ،والتف حوله بقلق
- بس بس إنتى هتفضحينااسندت مرفقيها على كتفه وقربت وجهها من وجهه وأمرته بإبتسامة إنتصار:
- نزلنى
عاين تفاصيلها بتدقيق مستمتعا بهذا القرب ومناوشتها الطفولية ،ثم تحدث بنبره هائمه:
-عنيا أنزلك حاضر بس إنتى تطلعتى كل دا وعايزه تنزلى ببلاش
ضيقت عينها وحاولت فهم ما قاله لكنها عجزت فسألته بتكهن:
- ببلاش إزاى يعنى ؟هو النزول بفلوس
أنت تقرأ
عشقت إمرأة خطره
Romanceكانت تقدم قدم وتأخر قدم وهى تخطو نحو منفاها الاخير فى قصر بعيد تماما عن كل ما تحلم مقبرة لشبابها وخندق لكل أحلامها وطموحاتها الجامحه ،هناك حيث السلطه ولا مفر من تنفيذ الأحكام حتى ولو كان سيف العشق بتار فإن للسلطه مطرقه تقضى على كل المشاعر ولا تع...