الواحده والعشرين

3.6K 282 65
                                    


"الواحده والعشرون"

قضي عليها أن تكون حياتها بهذا الشكل المأساوي إبنة يتيمه ، شابة منبوذة من الجميع،زوجه بالاجبار .

دخل إليها "زيد " بهيئته الغريبه على عنقة وشاح أبيض لم تراه إلا على صدر جدها من قبل ،إنكمشت أكثر على نفسها

وهى فى زوية الغرفه خصلاتها متبعثره تنزف من أنفها وجانب فمها وما يظهر من جسدها كله كدمات ،رؤيتها بهذا الشكل مزق قلب" زيد" تمزيقا ما يُطلب منه وهى فى هذه الحالة أمر إنتحارى ،زاد رعبها أكثر عندما أغلق الباب من خلفه فلم تجد مأوى للهرب أكثر من الحائط تعالت نبضتها أكثر حتى أصبح صوته يصل الى مسامعها دموعها تجرى كالسيل على وجنتيها هتفت وهى تحتضن نفسها بهلع:

- عايز إي جاى ليه ؟هتموتنى ؟

نزل على ركبتيه أمامها ودون أى اجابه جذبها إلى أحضانه

الالم الذي نهش صدرة عندما رأها بهذه الحالة وهذا الضعف قسم قلبه نصفين ضمها بقوة وتشبثت هى به بقوة

وانهالت فى بكاء مرير مع شهقات متواليه تقطع نياط القلب وصراخات للاسف خرجت بصوت مبحوح ،أجفل من حالتها التى أثرت بشكل قوى فيه وجعلته رغما عنه يدمع

دقائق طويلة قضتها فى هذا الانهيار حتى هدئت الدفي الذي حصلت عليه بين احضانه لم تشعر به حتى بين احضان والدها الأمان الذي منحها اياه وجعلها تسكن وتطمئن بهذا الشكل لم تجربه من قبل، كالمعجزه أتى لها "زيد" ،لطف الله لها فى الأرض كان هو ،زفرت بإرتياح أن مطمئنه أن كل شئ سيكون بخير معه

أما بالنسبة له كان يستشعر كل هذه الثقة التى وضعته فيه

وما بين قلبه وعقله انشطر قلبه كل نصف بهم بحالة مختلفه وشعور نقيض، نصف لا يقوى على ألمها ونصف آخر يرفض وجودها تشتت بينهم لكنه كان يعلم أنه هالك لا محالة وبرغم انه

"كان متيقن من خسارته فى الحالتين " إستمر

‏إبتعد عنها قليلا بالقدر الذي يسمح له برؤية وجهها المكدوم رتب خصلاتها بعنايه ومنحها إبتسامه خفيفه ليطمئنها ثم نهض من جوارها ليبحث بين أغراضها الموضوعه على طاولة المرآه عن قطن أو مناديل ليضمد جروحها مؤقتا ،التقط أيضا قنية عطر وعاد من جديد يتربع بجوارها بالأرض ،أمسك بيدها أولا ليمسح على نوابضها بالعطر حتى تستعيد نشاطها ثم انتقل إلى وجهها وضع المنديل فتأوهت وتراجعت للخلف اؤمأ لها وعاد يطمئنها أنه لن يقسي عليها، وبرفق شديد بدأ بتضميد جروحها محاولا إيقاف النزيف ،مر كثيرا من الوقت وهو يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه وترميم ما أفسده والدها

‏الوقت لم يكن بصالحه فهم بالخارج فى الإنتظار لذا توقف ليبدأ من أول وجديد سحب أنفاسه ليستعد من بعدها قائلاً :

عشقت إمرأة خطرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن