الاربعين
المنزل بدأ يهدأ بعد وقت طويل من انفعال فايز كنار مشتعله وفجأة إنطفئت ،إختتم فايز جلسته بمها الوحيدة التى لم ينالها أي توبيخ منه وعلى عكس الكل استقبلها بهدوء وتقبل منها سؤالها عن حاله لكنه لم يطيل معها لقد أوشكت طاقته على النفاذ وبقي له "صبا"لكنه لم يهتم كثيرا بمقابلتها لقد تقابل معها كثيرا اثناء مرضه ولم يعد هناك شئ مهم الآن لمحادثتها ،لكن فضولها بمعرفه أخر الأخبار التى وصلته عن فكرتها فى الانفصال عن بيت العائلة جعلها تتبع زيد وهو يقف على باب المكتب ،نظر لها بدهشه عندنا لاحظ انها تقف خلفه مباشره فإلتف ليسألها ويده تقبض على قابض الباب :
-فى إيه ،ايه اللى جايبك ورايا
اجابة بثقه :
-داخله ماهوا مافيش غيري اللى ما دخلتش
رد هازئا وهو لا يعير رغبتها أى أهمية:
-ما هو ما طلبكيش يا ماما لما يطلبك ابقى ادخلي
زاحمته بضيق خشية ان لا يتحقق مرادها فى الدخول :
- هو انا لسه هستني تدخل وتخرج مش عايزه اتعبك انا هدخل معاك
ابعدها عن الباب بيده الاخري مذهولا من جرئتها فى اقتحام مكتب جدها والتى من الممكن ان يعرضها لحرج كبير،مما دفعه للقول :
- مافيش هنا ادخل معاك ،طالما هو ما قالش يبقى ممنوع
ركلت الارض بعند وهى تهتف بتذمر:
- هو اي الممنوع عايزه اشوف جدو هتمنعنى يعني
اومأ باصرار وهو يجيبها :
-ايوا امنعك جدو هيهزقكمطت فاها بإبتسامة ساحره وحاولت إقناعه بطريقة أخري
متسائله بدلال وهى تمسك بياقه قميصه:
- وأهون عليك
تعجب من تحولها الذي يفهمه انه نوع من أنواع التأثير عليه لكنه لم يستطع منع نفسه من مجارتها والتعمق فى ابتسامتها التي تشبه هدوء البحر وضياء القمر فقط تحركت شفاه :
-تؤ
فأضافت بكهن يليق تماما بحجمها الصغير الذي لن يعيش سوي بالدهاء :
-طيب دخلنى
تحدث مثلما تتحدث مستمتعا بالقرب منها :
-ما ينفعش
زمجرت بصوت طفولى :
-خليه ينفعوقبل أن يرد عليها فتح "فايز"الباب وسحبه للداخل فإختل توازنه وكاد يسقط ويسقطها معه تزامن هذا مع صوت فايز الغاضب:
-فى اي بيحصل هنا ؟
بسرعه اشارت صبا نحو زيد بهلع:
-هو
اتسعت عين زيد ورد سريعاً متفاجئ:
-هو ايه دي هي
لوحت بإصباعها فى نفي واصرار:
- لا ..هو ..مش انت اللى ما رضتش تدخلنى لجدو
اتفق معها لانه شعر ان جده بدأ يفقد صبره وقد ظهر الامتعاض على وجهه قائلا :
-ايوا قولتلها ماينفعش لازم هو يطلبكزعق "فايز"بانفعال وصوته متحشرج :
-بس إنت وهي بلاش خوتهلاحظ إقترابهم لبعض وباعدهم بعصاه قائلا :
-بلاش مسخرة علي المسا عندكم اوضتكم ابقى الزقوا فيها براحتكم
بمنتهي الذكاء انتهزت صبا الفرصه لتفرض رأيها بجديه وكأنها تتفق معه فهتفت بإذعان:
-عندك حق يا جدو ،يا سلام بقى لو الاوضه دي كبرت وبقت بيت عشان زى ما انت فاهم هتبقى ضيقه قريب بسبب البيبيرمقها فايز بحنق واذدراء بينما وقف زيد مذهولا من جرئتها ،حتى قطع جده ذهوله بصوته الحاد :
-مافيش الكلام دا ما عندنش حد بيطلع برا القصر دا إلا بموته
أنت تقرأ
عشقت إمرأة خطره
Romanceكانت تقدم قدم وتأخر قدم وهى تخطو نحو منفاها الاخير فى قصر بعيد تماما عن كل ما تحلم مقبرة لشبابها وخندق لكل أحلامها وطموحاتها الجامحه ،هناك حيث السلطه ولا مفر من تنفيذ الأحكام حتى ولو كان سيف العشق بتار فإن للسلطه مطرقه تقضى على كل المشاعر ولا تع...