الثالثه والعشرون

3.5K 231 47
                                    


الخوف من جانب "زيد" هو ما جعله يتجنبها من آخر حديث لهم معا ،ينجرف معها وكأنها تسحره، يجرب معها مشاعر لم يجربها من قبل ويعيش معها أغرب حالة إنتبته فقرر الإبتعاد إن استمر على هذا الإقتراب وإنجرف مع أحاسيسه تجاهها سيُهلك تماماً كان مستعدا الإكتفاء بها عن العالم لكن غريزه الأبوة بداخله لم تندثر لدرجة نسيانه ابنته واحتياجها له ،لذا كان لابد أن يكون قوى ولايعطيها مشاعر تقوى بها ويظل غامضا مختفيا بعيدا عنها مدعياً أنه يتجاهلها لكن بعض التجاهل رساله واضحه مليئه بالاهتمام ،اسبوع كان طويلا على كليهما من تجهيزات لكن اليوم هو آخر يوم لهذه التجهيزات ، اليوم يوم زفافهم اليوم الذي سيربط بينهم أمام الله والجميع

جهز الجد الذبايح ونصب قوائم الفراشه على باب قصره ليستقبل الزوار ويعلن بفرح وسعادة زواج حفيده البكرى زيد على حفيدته صبا واجتمعت العائله بالكامل من نساء ورجال وضج المكان بالحضور .

جلست "بثينه"امام "مها" وحديثهم لم ينقطع حتى وصل إلى نقطه معينه ومهمه تهامسوا عليها:
- فين بقى الشيخ بتاعك مش قولتى هنروحلوا سواء

اجابت "بثينه"وهى تلتفت حولها بريبه:
-هو دا بيترحلوا من غير معاد ،دا انا بعتالوا من يوم ما قولتلك ولسه ما إداش إذن بالسماح

نفخت "مها"بتذمر وردت متعصبه:
-يعنى ايه احنا لسه هنستنى لما تخلف، انهارده الدخله اخلصى بقى.

امسكت "بثينه"يدها لتهدئها وتحسها على خفض صوتها :
- وطى صوتك الحيطان ليها ودان ،اتجدعنى انتى بس و شوفيلنا حاجه من اطرها
سالت مها متعجبه:
-ايه اطرها دى ؟
اجابت "بثينه"موضحه:
- حاجه بتلبسها على طول حاجه فيها ريحتها

زمت "مها"شفاها بيأس كان الأمر سهل فى البادى لكن أمام نقل أغراضها غرفة زيد بات صعبا :
-مش كنتى تقولى قبل ما تنقل حاجتها اوضة زيد اجيبه ازاى دلوقتي ؟

كانت سعيدة من اندماج شخص معها بما تريد فعله على عكس ونيسه التى رفضت رفض قاطع هذا الامر هتفت"بثينه" :
-حاولى انتى اكتر حد ليه دلال عليها حاولى انتى بس والتوفيق من عند ربنا

فى جانب ونيسة" جلست فى طرف اسرتها ونساء عائلتها تشعر بألم يفتك بقلبها من فرط الحزن والتأثر شارده تماما عن هذه الضجه، سمعت أحد اقاربها يناديها ويقول:
-وشك اصفر زى الليمونه كدا ليه يا ام زيد
ردت سيده اخري :
- اي والله نفس شكلك يوم جوازك من عماد
جاهدت الابتسام على ذكري سحيقه لا تحب ذكراها واجابتهم مطمئنه:
- انا بخير ما تقلقوش
هتفت سيده كبيره بالسن على درجه قرابه قريبه منها :
- حاساكى مش راضيه عن الجوازه دى كمان يا ونيسه

نظرت لها وهى توشك على البكاء فالإجبار كالعلقم لا يشعر به سوى متجرعه أجابتها وقلبها يتمزق:
- هو انا من إمتى رأيي كان مهم يا خاله ؟ انا طول عمري بقول يا حيطه دارينى

عشقت إمرأة خطرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن