السادسه
"فى وسط القصر "
ناد "فايز"بصوت جهور غاضب يرج أرجاء المنزل :
ـ فين الكلب اللى اسمه بلاليا بـــــــــــــــلال
ندائه الغاضب لم يخرخ فقط "بلال "مذعور بل جلب معه كل من بالبيت بهلع وكذالك خرجت "صبا"من غرفتها لتقف امام الدرج المُطل على ساحة المنزل هرول "بلال" وهو يرتعش
من نداء جده له ليمثل امامه مجيبا فى خنوع:
_نعم يا جدى
هجم عليه جده وامسك جانب كتفه بعنف ضارى صارخا فيه:
_بقى تاخد بنت عمك وسط البلد وتفرج الناس عليها يا واطى انت طالع خسيس وندل كدا لمين ؟
تحرك قلب "صبا"من مكانه وثباته المزيف الذى ادعته وهى تشاهد الحدث من أعلى جعلها تترجع فور ما رأت كيفلجدها الهادى أن يتحول لذئب شرس, لكن تلك العائلة لن تكف عن مفاجأتها ونسل الذئاب شئ متأصل بها
والتناقض أمر عادى
رأت كيف لشاب ناضج يتحول الى فأر مذعور داخل مصيده من مجرد الامساك بقميصه وتعنيفه وتسالت
ما الذى يخيفه وما الداعى لكل هذه الفوضى لقد كان امر عاديا لكن هنا حتى العادى ليس بعادى.
بلاسفلتدخلت "ونيسه" والحقيقة أنها كانت الاشجع بين الجميع للتدخل فى وسط تعصب الجد الهرم وان كان صوتها
مهزوز يتمتم بمدافعه واهيه لتخلص ابنها من بطشه :
_ الغلط عند اللى مشت على كيفها مش عند ....
لاحظت"صبا" كيف ابتلعت حديثها عندما دحجها بنظرة قاتلة وعلى اثر ذلك اختفت الشجاعه وحل محلها الصمتوالترقب والرضوح
الوضع يبدوا كارثى و"فايز" لم يكن ينوى التساهل مع أى طرف، من الباب الرئيسي دخل "زيد" بخطواته الهادئه
وتعبيراته وجهه كما هى لم يكن مذعورا أو حتى متأثرا، كعادته وكأن مشاعره ماتت دفعة واحده فى ظروف غامضة
وقف خلف "جده" لاينوى حتى إثناءه عن ما يفعل او محتمل أنه لا يقدر مثل غيره إن كان والد بلال بنفسه يقف بالزاويهصامتا ،عاد صوت جده يرج الارجاء:
_ اناماعنديش رجالة بتغلط فاهم يا ابن الواصل الكلام دا قولته للرجالة اللى المفروض انك منهم
لم يكن ل"بلال"أى قوة أو نيه حتى لمخالفته والدفاع عن نفسه يبدوا انهم معا مقرين بخطأهأقر وهو يحاول التماسك:
_ أول وآخر مره يا جدى
تدخلت عمته "بثينه" بخبث تنظر لأعلى بالتحديد لموضع صبا :
_ والله يا ابويا الموضوع مش مستاهل اكيد بلال ما يقصدش مش هنحط الذنب كله عنده
شعرت "صبا" بغرابه وأن كل الغضب المنطلق من جدها يعاد توجيه نحوها هى، لكن ما اقصى ما يفعله لها جدها
أنت تقرأ
عشقت إمرأة خطره
Romanceكانت تقدم قدم وتأخر قدم وهى تخطو نحو منفاها الاخير فى قصر بعيد تماما عن كل ما تحلم مقبرة لشبابها وخندق لكل أحلامها وطموحاتها الجامحه ،هناك حيث السلطه ولا مفر من تنفيذ الأحكام حتى ولو كان سيف العشق بتار فإن للسلطه مطرقه تقضى على كل المشاعر ولا تع...