الخامسه والثلاثون

3.1K 238 43
                                    


"الخامسه والثلاثون "

"والله لأخلى الـكــل يــكـــتــرثـــنــى لــو أتــــحــــالــف مـع إبــلــيــس"

كانت ليلة طويلة على "صبا"إذداتت بها حقد وكرها لتلك العائلة إنتقلت من دفئ أحضان "زيد" للظلام والبروده ،لم تتوقع منه هذا لم تجرب قسوتة من قبل ولم تختبر غضبه الذي هدم كل شئ بلحظه وأوله هي ،قضت اليلة تفكر فى كيفية الخروج من هنا والعودة إلى مكانتها قبل مكانها "زيد"هو مصدر قوتها وهي لا تريد العودة إلي الضعف لكن كيف سيتأكد من برائتها إذا كانت هي نفسها غير متأكده منها ما حدث لمريم كان غريب وحدث تحت أنظارها وكأن طائر إختطفها من جوارها ليطيح بها من أعلى السور شعرت بالذنب لكن لم تستوعب كيف حدث الأمر لم تكن تقصد أذيتها أو قتلها لكن ماحدث كان أكبر من إستيعابها وبرغم من هذا كانت تنتظر من "زيد" أن يصدقها يحتويها ويثق بها ،فلم تجد منه إلا الطرد والنفي وتكذيبها تماما كما كان يفعل والدها،وبما أنه لا يريد سماع أي لفظ عن مريم فلتبرء نفسها الآن من واقعت رياض القذر الذى إن ما نهضت من هنا هتدفعه ثمن القديم والجديد ولن تتهاون في حقها ابدا .

صوت اقدام قريبة جعلها تنهض سريعا من مكانها وتقف امام الباب بتلهف لعل هذا منقذها تعلقت بالنافذه الصغيره بالباب وطرقته بشدة وهى تنادي :

-إفتحولي الباب حد يخرجني

ازيحت نافذة الباب لتجد بوجها "حكيم" انسابت دموعها بحرقه وتحدثت بنبرة تملئها الخيبه والحزن والانكسار:

-عمو حكيم خرجنى من هنا انا بموت هنا ساعدني

نظر خلفه فى ترقب وهتف بصوت منخفض وهو يحاول إسكاتها:

-هش هش مش لازم حد يعرف اني جتلك

انتبهت الى ما يقول وتبدل حزنها لعجب على الفور ،تطلعت إليه بقلق وانتظرت تفسير واضح لزيارته.

قال وهو يحدق الى عينها بجد:

- إنتى بنت بشري ما تعيطيش وتتهزى كدا ، انتى أقوي من كدا بس إنتى اللى مش حاسه .

سكتت قليلا وحاولت إستيعاب ما قالوا وإذدات تعجب من مقارنتها بوالدتها وكأنهم سلالة غريبه عن باقي البشر،لم تبقي فى فمها السؤال وطرحته بضيق:

- ‏ لي هي أمي دى كانت أمنا الغولة ؟!

رأي جهلها البين بقدرات والدتها،فأجابها :

- ‏بشري ما كانتش زى أى ست من اللى بتشوفيهم حوليكي ،بشرى كانت ذكيه وقويه كانت بتعرف تتصرف

ولو هى كانت فى يوم فى نفس مكانك عمرها ما كانت هتتصرف زيك كانت الصبح هتكون جوه القصربأي حيلة وأى تمن .

عينها كانت معلقه بشفاه وكأنه يحكي عن أسطورة دفعها بحديثه لسؤاله بفضول:

- إزاي؟

عشقت إمرأة خطرهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن