GUARD 3

579 55 30
                                    





تنهت بتعب وعاد دقات قلبي إلى الصراخ مَرة أخرى فألقيت الظرف اسفل الباب ووقفتُ بجذعي الحمدلله أنه نائمٌ الآن، أصفر وجهي إصفرار وجه الميتِ، أهتز قلبي بين أضلعي خفية تجمد الدم في عروقي عندما فتح الباب ورأيته أمامي بوجهه الخالي من التعابير ناطقًا " ماذا تفعلين هنا ؟ " جف حلقي وبالكاد استطعت إن أقول " قس درجة حرارتي "


نظرة إلى مطولًا فصرت أرتجف مِن الخوف والبرد في آن واحدة حتى شعرت بكَ تقترب مني فأخذ يداكَ حيزاً خلف رأسي تقربني إليك كثيرًا واعتلى نبضات قلبي خافقةً بشدة حتى لحظةِ التي شعرت بشفتيك تتوسط مقدمة جبيني ! اتسعت عيناي على مصرعها وشددت على فستاني بقوة كبيرة

حبستُ أنفاسي، اكتم الشهقة التي ينوي الخروج مِن فعلته ! وانتابني الاضطراب الشديد فماذا الآن ؟ ما هذه الحركة الغير متوقعة ! كل ما أردته مِن كذبتي البيضاء ان افر هاربًا من فعلتي لكنك تقبل جبيني !

أخذت تتراجع شيئًا فشيئًا بهدوء فسمعت صوتك مع قطرات المطرِ وكأنها سحرًا إلهي وقع على مسمعي " لديكِ القليل مِن الحرارة " فؤادي تجذر شيئًا بها، فماذا يكون يا ترى ؟ أنت يا زلاديولوس قد تشبث بكَ هذه الجذور

لقد دبَ هواك بصورتها الخالدة فأستقر في القلبِ، فالشعور الذي ترسله رقيقةٌ كالنسيم، خفيفةَ الظل، زلاديولوس قد نمى جذروك فانطلق في الروح مرفرفة وتشدو بسعادة كبيرة


تشبثت بكَ بعدما أفقدت توازني ورحت تمسك بي كأغنية حزينة شاعرية، وقتما شعر جسدي بحضور جسدك عليها ألقيت نظراتي نحوك، فيا إلهي كم هي حلوة كلمات عيناك الحزينة ! نغمة عذبة تستهويني إلى الجنون، رغم انطفائها إنارة فؤادي فكيف ذلك يا أبن السماء ؟


تراجعتُ عنكَ بعدما عرفتُ موقعي فرحت انحني شاكرًا لك، أخذت بخطواتي بإسراع للداخل فهناك عاصفة هوجاء داخلي أشعر بي أنني أموت هنا !


أغلقت باب الغرفةِ التقاط أنفاسي أرمي بجسدي نحوه السرير، ما كان ذاك ؟ ما هذا الشعور ؟ أريد أن أكتشف مَن هو !

أرى الكثير من الأوجاع يسردها عيناك، أنت لا مبالي، ماذا فعل بكَ الأقدار الملعونة ؟ مِن إي معركة عدتَ وهناك صفرًا معلقة على جبينك ؟







الصباح يعني صباحًا مع شركتي الحلوة الشاي الأخضر، كنتُ منشغلًا بقراءة إحدى الكتب حتى سمعتِ صوت إيلينا " آنستي السيد جون  .. " قطبتُ حاجبي أبعد الكتاب " ماذا هناك ؟ " ضغطت على مفاصل يديها بقوة والتوتر كان ظاهرًا عليها " لقد وبخني لأنني لم أعتني بكِ جيدًا " نهضت صارخة، حملت فستاني بين يداي ذاهبًا إليه



GUARD|LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن