GUARD 43

151 26 4
                                    



يا جماعة الخير لو ما التفاعل ما راح يكون في بارت ولا هم يحزنون

_______



في غرفتي البائسة ، اجلس على طرف السرير ، يداهمني الخوف والقلق ، ماذا يمكنني أن أفعل لالغاء هذه الخطوبة ؟  كيف اواصل الحياة دونك يا زلاديولوس ؟ 

وأثناء انغماسي في التفكير قد اقبلت إيلينا بحماس شديد تخاطبني " آنستي عائلة وكاتو هنا " أصاب جسدي رعشة شديدة ونهضت بسرعة كبيرة

نزلتُ من على السلالم وقد وفد وكاتو رين تايغا مع عائلته ، استقبلناهم بحرارة شديدة ، اخذ جميعهم موقعهم على كراسي الطاولة وبشار الجميع بتناول وجبة العشاء

لم أنطق حرفاً واحدا ، ولمَ عساي أن افعل ؟ فانا مجبرة على هذا الأمر ، وفي خوض افكاري وضع رين تايغا يده على يدي ، نظرت اليه باستغراب وشيئاً فشيئاً أدمعت عيناي عندما سمعت حديث والدي مع والده " سيد إدوين قد جلبنا خواتم الخطوبة " ضحك والدي رادً عليه " خير ما فعلت سيد وكاتو سوف نباشر بعقد الخطوبة بعد العشاء " صعقت ووقفت مذهولة من هول الامر ! استبد بي اليأس والحزن فنظرت لرين تايغا أخاطبه بعيناي المنهمرة بالدموع وقد نطقت أحرفي " بالهناء والشفاء " غادرت المكان قاصدة الحديقة

اريد أن أعانق الارض ليس عناقا وبعدها الوداع ، أريدها عناق أخيراً الى ما نهاية ، تحت عرش السماء إطلب رحمتك يا الهي ، حلماً كان أو خدعة اريد زوالها ، لا اريد فقد روحي وهم يجلسون متمددين على حديقتي الحبيبة

حينما يصرخ افكاري داهمني عناقاً بها البؤس وحزن الضحية " لا تشغلي نفسكِ بالتفكير سوف افعل اي شيءٍ يرضي قلبكِ " هنا ينفتح الجراح فما من مجال للألم ، لا مجال للتغيير ولا مجال للانخراط في البكاء " لن يتغير شيء رين تايغا .. موتي وحياتي محتومة على أياديهم "

ألتفت اليه فعانق جسدي غمرني بين أحضانه ، في الجهة المقابلة من الحديقة خرج زلاديولوس من الكوخ وقد تلاقى عينانا مع بعضها بتلك الوضعية ، إنه يخدعني بصمته المطبق مع تلك البرودة الصادرة منه ، دونما حراك انتهى كل شيء بيننا

يدرك بأن الحُب لا تدوم ابداً ، وفي كل منا سحابة سوداء يتدفق منها الدخان ، زلاديولوس لا تبع حلمي معك ، فتتجول به بائعاً إياه بثمن بخس ، ما من احد كان يتحدث سوى الصمت وعيناي الدامعتين

فصل كلانا العناق ، دخلنا وقد تجمع كلّى العائلتين متحضرين لعقد تلك الخطوبة ، وقفت بجانب رين تايغا وفي جانبي اليسرى يقف والدي وفي جانبه اليمنى يقف والده ، تقدمت والدتها بخواتم الخطوبة مقدمة أياها لكلينا ، أمسكت الخاتم مستعدة لان اخطوا نحو الموت ، وضعت الخاتم في يد وكاتو رين تايغا ولم اشئ اتخاذ هذه الخطوة ، صدح المكان صوت تصفيقات عالية


لا يزال هناك بعض الوقت لتغيير مسار هذه الخطوة ، لا اريد زوال هذا الحُب في قلبي ولا اريد انتهاء كل شيء للابد ، لا اريد الذهاب إلى رحاب النسيان ، فقط وميض امل منك كافية بالنسبة لي ، سوف أحاكيها كبرق يضرب الارض


امسك وكاتو رين تايغا الخاتم ياخذ بيدي بين يديه مستعداً لوضع الخاتم في اصبعي ، رفع راسه ينظر لي للحظة أخيرة قبل أن يتخذ خطوته ، قد كنت أستغيث بِهِ وعلى الشحوب وجهي ارتعد من الخوف ، طأطأ رأسه يضع الخاتم في اصبعي ، ندت مني صرخة قوية مزقت احشاء السكون حينما اطلق احدهم النار

انتشر الهلع والفزع في قلوب الموجودين ، لم يكن طلقة نارية واحدة فقط اشتدّت علينا النار كما الامطارِ تماماً ، اسمع هذه الاصوات والصرخات المرعبة ، اضطربت وأخذت ارتعش من شدة الخوف وجمدت قوائمي فلم استطع آنّ أهرب ، تسمرت في مكاني لا اقوى على الحركة


رايت وكاتو رين تايغا يخرج بندقية يدوية يطلق النار على جهات مجهولة وفي نفس الوقت سمعت صوت والدي يخبرني بأن اتحرك من مكاني لكنني لا اقوى على الحركة نهائياً

ربما الموت يناديني يلفتني في الظلام الابدي ، وسط تصويري لموتي المحتوم رنّت صوتاً ، صوتاً هبط من السماء كان حقيقياً يعانق روحي ، يركض نحوي بخطواتٍ سريعة صارخاً بأن اتحرك من مكاني لكن دونما جدوى

كنتُ كمن ضارباً الحياة بعرض الحائط ، كنتَ ناصعاً وأنت تركض نحوي يا زلاديولوس ، ضعت في مسارات مختلفة من الحياة لكنني أجدك في مفترق الطرق الذي هربت منها ، انتظر ذاتي بان يقع بين نور احتضانك ، فلتدرك جنوني ولهيف فؤادي


تركض وتقصر المسافات حاملاً بندقية يدوية بين يديك ، فجأة ، تلك اللحظة التي عانقت بها جسدي ذلك كان موضع الحب ويشبه قبلة دافئة ، انفجر غاضباً وبصوته الغليظ كأنه هدير النهر في الهيجان قال لي " ماذا تفعلين بحق الجحيم ! " اخذ بي إلى مكانا امن ، كان يغوص في بحرٍ منّ ألأفكار وهو يتفحصني ، كان عسيراً على روحي أن اراك وانت مرتبك يساورك الحيرة


نهض بسرعة بعدما تأكد بانه لم يصبني اي أذى ، اخذ ببندقيته اليدوية ضارباً أماكننا يعلم مصدر اطلاق النار منها الينا ، وفي دقائق ليس بطولية سكن المكان وهدئ الاجواء من صوت أطلاق النيران ، أسرعت بالنهوض ورحت إليه امسك عضده اجعله يلتفت نحوي ، رحت أتفحصه بقلقٍ شديد خشية اصابته في مكاناً ما كما في السابق ، تنهدت بأريحية حالما هداء هواجيسي

نظر لي قائلاً " هل أنتِ بخير ؟ " وهنا في محيط كلينا أنا اشعر بإني بخير ، ها أنا أخبرك بتلك العينان الذابلة انني بخير ، وبجانبك يا زلاديولوس أتحول الى نجمة مضيئة ، نجمتك لا تعرف غير سمائكَ يا أبن السماء


في هدوءٍ عائم أدركت بأننا لسنا وحدنا هنا فالتفتت للجهة الأخرى والا بي ارى الجميع ينظرون إلينا باستغراب والحيرة تساورهم !

GUARD|LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن