GUARD 20

187 29 1
                                    





الحر لافحٌ في هذا اليوم، توهجت الشمس عبر نافذتي وأنعكس لهيبها على جسدي، تارة تنسدل الستار فتخفف عني توهجها الحارقة وتارة أخرى تحرقني بابتعادها

فتحت عيناي بهدوء شديد لأشعر بشعور غريب يصاحبني ؟ أشعر بالتعب وذبول واعياء ! الم غريب قد تمكن من ذراعي لا أقوى على حركتها فأشعر بغرابة ! أغلقت عيناي مرة اخرى وللحظات بسيطة قد شاهدت شريطًا مؤلمًا للحظات قاسية فما هذا الكابوس المخيف ؟ قد لفح الحرارة وجهي فيبدوا بإن الشمس يرغب بشيئً أجهله ؟

أحاول بقوة إن أفتح عيناي للمرة الثانية لكن لا أقوى الكابوس قد تمكن مني فبت لا أقدر على تحريك جسدي فأشعر بالهواء أختفى وان هناك احدهم يخنقني ويسرق الهواء من رئتاي ! يخيفني هذا الشعور فمتى ينتهي ويعود جسدي إلى سابقتها ؟

حزنٌ مفرط قد تمكن من فؤادي فمع اختفاء الهواء يداهمني هذا الكابوس عنك يا زلاديولوس، يهتز جسمي النحيل بسبب هذا البكاء القاتل، هل أهدرتُ الوقت ولم أحصل على روعة المكوث بجانبك ؟ أردت منك إن تنزع الهم من الهم، لا أريد صباحًا يكون بدايتها هلعٌ وأخرها بكاءٌ صامتًا فانتشل وهمك بين الغبار واصحابك


كنتُ صرخات توجعي نصف مكتومة وبعضها الأخرى متقطعة، أرتعش أوصالي رغم وجود الشمس الحارقة أرتجف شفتاي من أنيني المكتوم واخذت التقط أنفاسي بعناء حالما أستطعت فتح عيناي على مصرعهما دمعت عيناي الواسعتان وأجهشت بالبكاء وانهالت الدموع على وجنتاي الملتهبتين وتساقطت حارة غزيرة

تملكني الخوف واتاني الهواجس والوساوس أخذت أخذ خطاي رغم عدم قدرتي على الوقوف ورغم الألم الذي يصاحب ذراعي وبأقدام حافية وسط بلاط القصر وفوق عشب الحديقة أخذت طريقي ففتحت الباب وطال انتظاري وهدأت الهواجس وسط هذه البقعة، تلاحقت دقات قلبي وانعقد لساني وتسمرت في مكاني واندفع الدموع واحدة تلوى الأخرى

زلاديولوس هذا الهدوء أمام باب كوخك يمزق صباحي وايامي، رغم سكونك وحراستك البوابة الا إنك كنت صاخبًا بوجودك وبافكارك، أهكذا كنت مستعدًا مستسلمًا للحياة ! وإنا التي كانت تتأمل وجودك في عويل الظلام !

أخذت أذهب إلى سريره،أجلس على الأرض بجانبه فإنا لا قوة لدي للبقاء واقفة طول العمر، إنه مستلقي في تراخ وذبول، أخذ منه الآلام كل مأخذ، أصفر محياه كالورس، اهتزت شفاتي جراء كتم شهقاتي وانيني

احقاً الفصول الاربعة قد انجلى وهو ذهب في صيفً حارق احرقني فيتشكل الوحدة وتشدني إليها في فيضً غامر، زلاديولوس هذا الفؤاد الشاعر يملئها فيضٌ من الأحاسيس انت ملهمه الخالد فما أروع وجودك يتدفق إلى القلب

أسلوبك الجارح كان سهلًا ممتعًا فإن المشاعر معك مرهفة رغم قسوتك الطيبة فداخلك زبدة مطوية بصلابة ملامحك فإنا أستلهم الجمال في صوتك وروعة وجودك كما تستلهم الزهرة الندية

راق لي معالمك فأبلغ منك القمة في التعبير،وان كتبت عن الحب وصدق مشاعري فسوف أكتب عنك يا عزيزي زلاديولوس، عد لي فأنا اتهور في الجنون فلا تترك أفكاري وكوابيسي يملئ رسائلي


أمسكت يده بعد مدة من الزمن، باردةٌ يداك ! فنسج عيناي باقة وردةٍ فتركتُ أثرها على يداكَ، فإنا أضعها على عتبة حزني، أخذتها لشفتي أقبلها وانفخ عليها الهواء الحارقة "جونـ  ... " ندهته لعله ويعود ألي ولو لمرة واحدة


حاولت أن أتكلم معك لكن اقتحمت إيلينا المكان " آنستي ! " أرتجف جسدي وبدا البكاء يساورني فقلت لها " إنه لا يستيقظ يا إيلينا ؟ " أرغمت جسدي على النهوض قائلة " سوف يستيقظ لكن ليس الآن " استلهمت الغرابة من حديثها فقلت لها " متى إذا ؟ " تجاهلت سؤالي قائلة " يجب عليك ان ترتاحي يا آنستي " توقفت مكاني غير راغبة في الخروج " يجب عليك رد سؤالي يا إيلينا " تنهدت ترطب شفتيها " لقد فقد دماءً كثيرة يحتاج الى الوقت ليستيقظ وربما .. " توقفت عند تلك النقطة لاصرخ بها بإن تنهي ما بدأت " وربما لا يستيقظ "

GUARD|LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن