GUARD 38

141 21 5
                                    



لا تنسون الكومنت

________



فكرت لساعات طويلة هل هو جسدك الذي أصابه النار ام جسدي ؟ فكرتُ بك صاخبًا لعلك تسمع احتراقي وتسقط جبروتك كما تسقط الريح

مستقبلًا عندما تشاهد دموعي فالتأني وتحتضني فمئات الأحضان لا تساوي حضنة واحدة منك ، مستقبلًا عندما تشاهد مقبرة وجثة فالتأني من العدم وتأخذ بيدي من الأرضِ

جلست في الشرفة رغم علمي بأن هناك إمطار خفيفة تنهمر فأنني لم أعتقد ولو قليلًا بعدم شعوري بها ! كنتُ أتأملك تجلس القرفصاء وبيدك غصن شجرة تحفر بها الأرض وبيدك الأخرى سيجارة تستنشق منها بكل مرة ترفع رأسك نحو السماء


وهذا السكون في الأجواء كان يؤلمني كما أني قد شعرت بدموعي تنهمر بغزارة فبدات بمسحها فأرى راح يدي ملطخة بدموعي ! على ماذا أبكي ؟ على يومًا كنتُ سبباً بموت أحدهم وعلى لحظة أشعر بإنها تكرر نفسها !


رفعتُ رأسي أراك تنظر لي ويداك خلف ظهرك وحالما شعرتُ بإنك تنظر لي فابتسمت إبتسامة جانبية ! أستغربتُ منك فأنت لا تضحك ولا تبكي فما سبب هذه الابتسامة الخفيفة ؟ هل ولو بالصدفة تحاول تخفيف المي بعلمك بما حصل اليوم ؟



عدت إلى الداخل وفي وسط غرفتي شعرت بألمٍ فضيع ينهش قلبي لإجرائها سقطتُ الأرضً وإنا امسك أيسر صدري والهثُ بقوة والدموع تجمع مَرة اخرى فبقيت على وضعي دقائق حتى أختفى الألمُ تدريجيًا


وقفتُ على قوائمي ورحت أركض بسرعة كبيرة إلى الخارج ، وقفتُ أمام الكوخ فطرقت الباب وفي ثواني قليلة فتحت الباب ، نظرت إليك بشيءً من الآلم " أردت رؤيتك ، أريد ان أقول بإنني اسفه ... اسفه جون " بهذه الكلمات القليلة أريد منك إن تكرمني وأي تكريم عندما تحتضنني بين ذراعيك


وفي لحظة مفاجأة إقتربت تضع شفتيك على جبيني ومن خلال هذه الحركة تبين مكانتك لدي ، فها إنا أشعر بدقات قلبي تتسارع عن غير المعتاد " ليست لديكِ حمى ... " بقيت مغلقة عيناي عندما ابتعدت عني وبقيت على وضعي اذ اصور لك حزني

أشفق علي ولو قليلًا فأرضي قاحلةٌ وليست بها زرعة واحدةً ، أبحث عن سمائك لعلك تمطر علي وتزرع زهرة في أرضها ! وفي خضم أفكاري شعرت بحرارة جسدك ضد جسدي وذراعيك أخذت حيزها حول خصري والأخرى خلف ظهري ، فتحت عيناي على وسعها واغلقتها مرة ثانية أحشر وجهي بعنقك فأطلق العنان لبكائي ، فأخذت جسدي تقربني أكثر فأكثر إلى نفسك

وفي هذا العناق السماوي قد أكرمتني بخلود سمائك روحًا مسالمة تحلق فوق أرضي ، ويا إلهي على قدرتك في هذا الكمال ! كيف خلقته بنعمة غامرة أنهل منها وهو ويروي نفسي !


" الن تخبرينني ماذا يحزنكِ ؟ " تسألت ونفيت انا بدوي ، أنفصلت عن جسدي فأخذت بيدي للداخل تجلسني على سريرك فتجلس القرفصاء إمامي تخبرني " ولو كان السلاسل تطوقُ جسدي تلك اللحظة لقطعتها واتيتكِ لأقف إمامكِ وأخذ الرصاصة بدلًا عنكِ " أرتجف جسدي مع ارتجاف شفتاي وانا أسمع له " لكن ... " لم أستطيع إكمال ما كنت أريد ان أقوله حتى هو باشر الحديث " أنا الحارس وأنا الأولى بإن يصيبني مكروه هذا عملي "



أردت النهوض والرحيل فلا أريد الاستماع الى حديثه فأنه لا يفهمني ، إنه لا يفهم فكرة ان يموت أحدٍ بسببي حتى وأن كان يقتصر على عمله ، إنه لا يعلم بمكانته السامية لدي للحد الذي يكون موته شيئًا سهلًا لدي


أمسك بيدي يعيدني لأجلس مكاني " حلالٌ بكِ موتي وتحريماً على قتلتي "  أغرب ما سمعته فما هذا النوايا ! التهب وجداني وهتف قلبي بألمٍ فسارعت بمعانقته وأنا أرتجف خوفًا من كلماته " اجلدني وانبت حوافر الخيولِ على جسدي واياك النطق بالموتِ " هز رأسه مع معانقة جسدي


وهذه العاطفة الرقيقة ذات مستوى رفيع تنقلها لي عبر حراستك وصوتك الهادئ الملائكي بقربي المعطرة بالحُب يغمرني سعادة وأمانًا ، فها انا أحلق وأتذوق الغيوم واشم رائحة المطر يتخللها رطوبة الحطب مع دخان السجائر


" وفيتُ بحمايتكِ ولا تجعلي بالوفاء مذلةً ، اقطعي لي وعدًا بإنكِ لن تفكري بهذا الموضوع نهائيًا " طأطأت رأسي تزامنًا مع نزول دموعي " أعدك ... " رفعت رأسي تقول لي " لنعود للقصر تأخر الوقت " همهمت له ، اوصلني إلى القصر وعاد أدراجه للكوخ



وفي صباح اليوم التالي قد عاد والدي ، تناول الفطور وأخبرني بإنه يريد التحدث معي في الظهيرة عن موضوعًا مهم وقد ذهبت إلى مكتبه عندما حل الظهيرة وقد باشر الحديث دون مقدمات " عائلة وكاتو يقيمون حفلة ترحيبية بعودة أبنهم البكر وعلينا استغلال الفرصة "

GUARD|LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن