GUARD 10

281 36 4
                                    








غامضة تلك المشاعر المتملكَ لكنها فكرة مضيئة، قصائد حزينة وموسيقى مهموسة الرنين فحلق بين دواوين صفحات تلك القصائد الأزلية وصوتها الخالدة



فامتلأ العيون بمواجعٍ تحكي المها فأخذ جسدها بين يداه حاملًا إياها إلى داخل القصر صارخًا بعلو صوته ويرتفع تدريجيًا كلما لم يكن مناجاة




خرج الأبُ المدعوا بـ إدوين يليها المساعدة إيلينا تجمد كليهما بأرضهم حتى صرخ بهم الحارس فاهتزت جسد إيلينا رعبًا وخوفًا فأسرعت لتدل الحارس بمكان غرفة نوم ئيليسا ألا إن الأب إدوين ذاب قلبه وأصبح ساقاه غير قادرين على حمله




وضع الحارس جسدها وسط سريرها ينظر إليها بقلق شديد فبقى مذعورًا، كاد إن يفقد صوابه للحظة لكنه سرعان ما تمالك نفسه حالما دخل الأب إدوين يتسأل عن حالها " ماذا حَل بابنتي سيد جون ؟ ماذا حصل لها ؟ " أخبره قائلًا " عنيدة .. عنادها قد أقحمتها بمرضها " طأطأ رأسه مكملًا " كانت تعاند البقاء تحت الأمطار الغزيرة "



ذهبت إيلينا لـ جلب بعض الماء البارد تصاحبها منشفة فأن جسدها تشتعلُ نارًا رغم برودة الجو واثناء ما كانت تجهز حاجتها قد أقبل عليها أحدهم فتىً بريعان شبابه مع بريدًا طارئ يسلمها وهي بدورها استقبلتها بخوف ولم تبقى بمكانها لثانية واحدة




دخلت غرفة ئيليسا وبيدها البريد تقدمها للأب إدوين فتلقاه الأخرى بسرعة يفتحها على عجلة من أمره فبدا القلقل يساوره تدريجيًا فتارة ينظروا إلى الورقة بين يداه وتارة أخرى ينظر إلى أبنتها !



" سيد جون أبنتي بين يديكَ قد طرأ أمروا عاجل عليا الذهاب بأقصى سرعة " ذهب مسرعًا مع ترك سلامة أبنته بين يدا الحارس




أصبحت إيلينا تضع الكمادات على جبينها لكن جسدها تأبه الاستجابة لمطالب الهدنة مع البرودة، قلقت على وضعها وبقى وضعها على حالها حتى منتصف الليل



خرجت إيلينا من الغرفة لتجلب ماءً باردة لكن استوقفتها جسد الحارس الساكن إمام عتبة الباب، ساكن، هادئ، شارد الذهن وكأنه في عوالمٍ أخرى !




أنتفض مِن مكانه حالما ندهت إيلينا أسمه " يمكن الذهاب سوف أبقى بجانبها " نهض رافضًا " يمكنكِ إن ترتاحي سوف ألزمها إنا ألان " تقدمت إيلينا موضعة عينيها الخائفة وسط تلك الغير المعروفة بما هيتها " سيد جون أقدر طلبك لكن أنا رافضة فأنت السبب الأول بما حصل " أجاب في تأثر وحزن " إذا دعيني اصحصح خطئي " حاولت إيلينا الإجابة لكن الأخر قد سبقه برجاء " أرجوكِ .. أنتِ أيضًا متعبة نالي قسطًا من الراحة بينما الزم جانبها " تنهدت بتعب " موافقة لكن لا تبرح مكانك " هز رأسه بموافقةٍ فرحلت إيلينا وهو بدوره دخل غرفتها




سمع صوت انينا وتأوهات خافتة فجلس بجانبها فوضع شفتيه على جبينها يتحسس جلدها فجعل منه مذعورًا لشدة الحرارة فقفز قلبه بين أضلعه، نظر أليها بدهشة شاحبة الوجه، كان الحر قد لفح وجهها فأحالها متوردة، مستلقيه في تراخ وذبول وإعياء



وضع المنشفة المبللة بماءٍ الباردة على جبينها فشعر بحركتها الخفيفة تتألم وجعًا، كشاردٍ يستدرج المارة برقصة صاخبة تراقص عيناه بحيرة صاخبة فتابع رقصته السخية بتفاصيلها ليلاحظ تفتح عينيها بصعوبة بالغة فرأى عينيها الغائرة " زلا ... " حاولت نطق أسمه لكن الأخرى أسكته بقولاً بسيطة " هششش ... أنتي متعبة " أغلقت عينيها فقد كانت هذه حالتها تفيق قليلًا ثم تقسو عليها المرض لتعود إلى نومها




مكث بجانبها لساعاتٍ طويلة ليخبرها بحضوره اذ بصورة حزينة عليها قد احتجبت فأمسك بيديها لشدة أنينها ووجعها ففتحت فاها ناطقة هامسة بألم  " هل .. سـ ..ترحل .. عني ؟ " شد على يديها ليخبرها بـ مكوثه هنا





فطال الوقت بين التحام أياديهم مع بعضها حتى غفى الحارس لبعض الوقت في حين فتحت ئيليسا عينيها على هيئة الحارس النائم ممسكًا يديها بقوة، حاولت النطق لكن حلقها جافة كالورق اليابس الا أنها تغلبت على جفاف حلقها بكسر أوراقها " لقد أرغمتكَ على ترك عملك زلاديولوس " داهمتها نوبة سعال فاهتزت جسدها النحيل ليستيقظ الحارس بفزع يساعدها على قدر الإمكان فقدم لها الماء فتراجع جسدها الهزيل إلى النوم مرةً أخرى





قضت ليلة بين الأنين والسَهاد تتوق إلى الشفاء توق الضمآن إلى الماء، اشرق الشمس ليتبدد حرارة جسدها مع علوها في السماء أهكذا كان الهدنة بين الطرفين ؟





وضع الحارس شفتيه على جبينها مع تخلل ضوء الشمس إلى غرفتها ليشعر بانخفاض كبير في درجة حرارتها ليترك بقعته خارجً ومع رحيله فتحت ئيليسا عينيها هامسةً " زلاديولوس "

GUARD|LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن