GUARD 31

135 23 16
                                    





لا تنسون الكومنت

_________


ومع حديث والدي بدأ عيناي يدمعان شيئًا فشيئًا ، اهتزت شفتاي فصرت اقضم شفتي بأسناني بقوة خوفًا إن يخذلني عيناي وتنجرف دموعي " سوف يأتينا غدًا حارسٌ جديد " هزيت رأسي بصعوبة ، طأطأت رأسي خوفًا من دموعي التي تسابقت على خداي فعندما سمعت صوت إغلاق الباب إنهار جسدي ، جلست أضع يداي على فمي قبل خروج شهقاتي ، حاولت بشدة النهوض والذهاب إلى الأعلى لكن قدماي تخذليني في كل مرة أحاول الوقوف



بصعوبة تامة أستطعت الذهاب للأعلى ، أطلقت سراح شهقاتي بأن يملئ الغرفة ، أحسست بشعور الضيق وبأن الهواء ليس لها وجود وبأن الأرض ينكمش علي ، هوى جسدي على الأرضِ أتلوى من فرط الوجع ، انهكني التفكير بك ، يواصل كل شيءٍ بتغيير مثل أوراق الخريف !





قد رأيتُ صباحَ اليومِ عصفورةً خرجت مِن عُشها ، فغردت بصوتٍ جميلٍ وفجاة أتى عصفورًا يجلس بجانبها ثم بدأ بالتغريد وفي هذه الأثناء سمعت صوت والدي يناديني لآبد إنه سوف يعرفني على الحارس الجديد




نزلت من السلالم ووقفت بجانب والدي فأشار بدخول أحدهم وفي هذه اللحظة رفعتُ رأسي لأنظر وقد تبين شكوكي محلها ، الحارس الجديد ، وجهه صلب ، شعرٌ أشقر ذهبي ، شفاه السفلى تتدلى مشقوقةٌ ، عينان جاحظتان لامعتان باللون الأزرق ، جسمه نحيف ولكنه ممتلئ نوعًا ما ، قصير القامة ، كان في أوسط العشرينات




" أعرفك على مهجة فؤادي إدوين ئيليسا " وفي هذه الأثناء طأطأت رأسي بسرعة وقبل أن يعرفني عليه قلت له " أبتاه انا لا اريده " ألقى علي نظرة قاسية وسألني بصرامة " ماذا ؟ " رفعتُ رأسي وعيناي ملطخةُ بالدموعِ " أبتاه أرجوك لا اريده " أخذه سورة من الغضب " لن أعيد تكرار ما نفعله في كل مرة ... هذا قرار نهائي ... السيد البرت سوف يكون حارسكِ الجديد " اخذ كلاهما بالذهب وبقيتُ أبكي مكاني وأبكي حتى أتت إيلينا تتفقدني لعلو صوت بكائي




وفي غرفتي أراقبُ الكوخَ ، سوف أُفارق الحياة مثل أوراق الخريف ، عُد لي يا زلاديولوس ، عُد يا أبن السماء ، ذبلت عيناي وهناك خواءٌ في السماء وهناك خواءٌ في روحي ، ايا ليتني كنت مثل الآثاريون أبحث عنك بين الأرض وآن جاز لي أبحث عنك في السماء أيضًا




بينما أشاهد الأجواء خارجًا رأيت اقتراب الحارس من باب الكوخ محاولة منه فتح بابها فصرخت بأعلى صوتي استوقفه عن ما يفعل قائلًا له بان ينتظرني، ركضت بأقصى سرعة نحو الخارج ونحو الكوخِ خصوصًا وعندما وصلت إلى هناك وقفتُ إمام الباب أفرد كلا يداي " لن أسمح بدخولك إلى هنا " قطب حاجبه في حيرة كبيرة " لم ينبهني أحدهم بأنني أتعامل مع طفلةٍ صغيرة " أحاول التقاط أنفاسي بعد هذه الركضة التي ركضتها " يمكن لعقلك المحدود أن يفكر كيفما يشاء لكن دعني أخبرك على جثتي سوف تذهب للداخل " زفر أنفاسه وأقترب ، أمسك ذراعي يحاول بقوة أن يبعدني عن الباب فقلت له وإنا أنظر بعينيه بغضبٍ واحتقار " أسهل شيءٍ هو ان اطردك من هنا " بلغ صوتي مسمعه فأجاب " ماذا يمكن لفتاة هزيلة صغيرة إن تفعل ؟ " غرقت بضحكة وقلت له " أتريد إن أثبت لك الآن أم تريد الاستقالة وتحافظ على ماء وجهك " أطلقة ضحكتة صاخبة مع اقترابه نحو وجهي " تردين كعكة في نهاية الأمر أو قبلة على وجنتيكِ الجميلة " وفي نهاية حديثه المقرف نزلت يداي وسمحت له بفتح الباب وعند هذه الاثناء مزقت فستاني من جانب الساقين وسارعت بتمزيقها من الجهة العلوية وصرخت صرخة سمعها اهل السماء والأرض وهويتُ بنفسي على الأرض مع أستمرار صراخي ، تسمر الرجل مكانه خائفًا مذعورًا لا يعلم كيف يخلص نفسه من هذه الورطة ، سارع والدي و إيلينا نحوي وبدأ الأمر واضحًا لكن والدي وقفَ إمام المدعو البرت يتسأل عن الأمر " ماذا حدثت لها ؟ " سيطر على المدعو البرت اضطراب شديد وداخله يشد بالفزع الكبير " أقسم بالرب كنتُ احاول فتح الباب وهي منعتني " التفت والدي يسألني فقلت له وإنا أرتجف رعبًا " حاول إن يلمسني مخبرًا إياي هل أريد كعكة أو قبلة " فصرخ والدي غاضبًا وزمجر يصفع البرت مع طردهِ من القصر





بعد ثلاثة أيام كنتُ ملازمةٍ غرفتي ، لا أخرج منها ابداً حتى إنني لم أخذ رسائلي التى كتبتها ، سمعت طرق الباب ولم يصدر صوتٌ لي بسماح دخول أحدهم ، ولم أسمع صوت دخول أحدهم حتى شعرت بجلوسه على فراشي فالتفت للجهة الاخرى ، إنه والدي ، لم يكاد يتعرف علي ! لم ارد إن يراني احدٌ ، ولا رغبة لي بوجود احد ، يطل علي والدي ! غدوت شاحبةً ، ناحلة مثل الرمح ، شاردة الذهنِ ، لا رغبة لي بالحديث ولا رغبة لي ان يتعرف مرة أخرى على صوتي ، أحتاج بأن أكون ظلاً يلازم الجدار بنحو بعيد عن الأشخاص



" قرة عيني ما الذي يشغل تفكيركِ؟ " يبحث عن اجابة لا جواب لها ، تنهد ثم أضاف " اي شيءٍ لعينيكِ " هذا الصوت الحنون انا لا استحقه فأنه يتعب كثيرًا بسببي ، غرق عيناي بدموعها فارتجف شفتاي فسارع بدوره يمسح دموعي قبل نزولها " أبتاه ... " همهم يمسح على رأسي " قرة عين والدها " جف حلقي وبالكاد أستطعت إن أقول " عود بِهِ " عانقته فلا اريد ان يشاهد جميع انهياراتي " ليس وكأنني طردته ... غادر من تلقاء نفسه " هكذا ما فعلت يا زلاديولوس لم تترك وسيلة لعودتك " هل يمكنك إن تعود بِهِ مرة ثانية " اجاب وهو مستمر بمسحه على رأسي " لقد غير عنوانه لكنني سأحاول البحث عنه ... لكن لماذا هو ؟ " حشرتُ رأسي داخل صدره قائلةً " لإنني لا أتقبل غيره .. "

GUARD|LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن