GUARD 54

151 23 10
                                    






ها أنا ذا أركب سفينة الهروب وأبحر في الفضاء ، أُسافر الى الارض والتقي بنجوم السماء ، أقتربت قليلاً منه حتى وقفت امامه ، أنظر اليه فربما يعلم داء قلبي ، وتنظر لي بطريقة اعجز عن التعبير عنه ، شيءً مِن الحُب وشيءً مِن القلق

وضعت رأسي على صدركَ وبدأت أستمع إلى دقات قلبكَ ، ماذا بكَ يا ابن السماء ؟ لماذا قلبكَ ينبضُ صاخباً ؟ هل أنتَ خائف لانني إلى جانبك ؟ هل ربما السماء لا توافق على ذلك ؟ هل هذا هو سبب صخب قلبكَ لأنك تغضب السماء ؟

عانقته ، أطوّق خصرك بكلتا ذراعي أشدها بقوة خوفاً من افكاري فربما اسقط ولا أستطيع معاودة الوقوف " جون ... هل استطيع أن أنام هنا ؟ " رغم خوفي وشكوكي إلا انك تَمُرُ على افكاري كطوق نجاة


أغلق الباب وهذا كان إشارةً لقبولك ، ابتعد قليلاً حتى يتاح لي رؤيتك فذهبتَ ترتب السرير وأنا بدوري قبضت على فستاني اعصرها بين قبضتي ، أشعر بالإحراج أملُ ان لا تفكر بي بشكلاً سيء

ذهبت وجلست عند المدفئة وعندما التفت إليّ تقدمت خطوة نحوي " لماذا تجلسين على الارض ! " صوبت نظراتي نحو إحتراق أحْطَاب " اريد أن أشعر بالدفء " اقتربت بدورك وجلست بحانبي " الجو بالفعل دافئ .. هل أنتِ مريضةٌ ؟ " نفيت وأنا اهز رأسي " لستُ كذلك لكنني خائفة " نظرة هو بدوره الى أحتراق أحْطَاب " خائفة ! " قالها وصوته يشي بالتعب ، لم اجبه ، ضللنا نشاهد احتراق أحْطَاب

ألتفتُ اليك بعد حين ، غارقةٌ بكَ وكيف تجعل هذا القلب يدق بسرعة كلما نظرت اليك ! أتسائل هل سلطة السماء يبقى في النهار ؟ وفي الليل يحترق وتبقى لي ؟ وأثناء تأملي لمحياك استوقفني الخال المتمركز على عنقكَ ، يا الهي تلك النجمة على مدار عنقكَ قلادةٌ يزين جمالك


" جون ... هل تخاف من الموت ؟ " حدق بي مطولاً وهو يفكر بكلماتٍ مناسبة يقولها لي " لو كان السفر إلى السماء يعني الموت فلستُ خائفاً " بديهيٌ جوابكَ فأنك سوف تعود إلى الوطن هذا أختلاف جذري بين موطن الارض والسماء ، فأنا اعلم بأن السماء يعني ولادتك ، عزفك على أوتار الأمطار يعني سعادتك ، واعلم بأن طفولتك كان بين الملائكة وطفولتي كانت بين الشياطين


اهٍ إيها الفؤاد مالك لا تتوقف عن آلانين ، أنظر اليك كيف تتخبط صدري مِن أجل عيناه وأنظر إليه كيف يرى عينيك يبكي ، وبين شرودي في معالم وجهك وضعت يدك على كتفي ، أزحت يدك أخذ بها بين خاصتي بعدها وضعتُ رأسي على كتفكَ " جون ... هل تمانع أن وضعت رأسي على كتفكَ هكذا ؟ " اجبتني بأنك لا تمانع فأغمضت عيناي استشعر قربك

" جون ... " ندهتك وسمعت صوت همهمتك " كيف اتعلم حكمة الموت ؟ " ساد الصمت بعد تلك الكلمات ربما تفكر بشيءً لم تفكر به من قبل ! لذلك أستوقفك كلماتي وهذا السكون دام طويلاً ، نسمع صوت احتراق الحطب واجمل من ما سوف اذكر هو صوّت أنفاسك القريبة ، يشعرني بالأمان وأشعر بالنعاس جرائها ايضاً " عندما تضعين بذرة إحدى الازهار في التربة ماذا يحدث لها بعد ذلك ؟ " أخذت نفساً عميقاً لأرد عليه ، فلماذا يسأل هذا السؤال ؟ " حسناً ... الأمر بديهي سوف تزهر الزهرة بعد حين " وفي هذا الاثناء ضغط على يدي " قبل أن تزهر الزهرة كيف كانت ؟ " أخبرته قائلة " كانت مدفونة ! " ولحظة جوابي كأنما خرجت صاعقة خلفي ففتحت عيني لأنظر اليه فنظر هو بدوره إلى كذلك  " رغم أن بذرة الزهرة تدفن إلا انها تزدهر زهرة ونحن كذلك عندما ندفن في الارض نزدهر في السماء " نظرت إليك مطولاً ، كيف بشعلة النار يزيدك جمالاً ! فكرت وأنا انظر إليك ولكنك لا تتعجب من نظراتي وكأنك تعلم كم أُحُبكَ ! فهل يحدثك نظراتي بشيءٍ اعجز أن اقولها ؟ لكن لازلت لم اتعلم حكمة الموت ؟ وكيف أتعلم حكمة الموتِ وأنا لم اتذوق شفتيكَ !


GUARD|LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن