GUARD 18

189 28 0
                                    




وددت ان أتلمس وجهك لوهله بسيطة وأن اقبلك على عجلة من إمري وأهرب إلى غرفتي فتمسك بيدي تعيدني إلى رشدي ! ماذا أتخيل وكيف هذا الهوى يرضيني رضًا ثم يمزقني إِرْباً إرْباً ؟

" هل رأيت والدته ؟ " سألته فتحرك وراح يجلس على سريره فأجابَ " رأيتها .. ليست بحالة جيدة " اخذت نفسًا عميقًا أفكر مليا، أتخذت قرارًا فألقيت عليه ما يدور في ذهني " هل يمكنك المجيء معي بعد الظهيرة إلى السوق " همهم مع هز رأسه فعلمت إنه موافق وأيضًا إنه يطردني طردًا محترمًا وقبل إن أذهب قلت له " لقد وجدت ظرفًا مرميًا بجانب الكوخ وضعته على طاولتك " نظر إلى مطولة وانتابني رهبة فادرتُ جسدي للرحيل



صباح اليوم التالي اعد الفطور مع إيلينا كالمعتاد، تناولنا الفطور أنا ووالدي فذهب هو بدوره إلى عمله لكن قبل ذلك أخبرته " أبتاه هل يمكنني الذهاب للتسوق ؟ " حدق مطولًا كأنه يخبرني هل عدنا إلى قصتنا القديمة فأخبرته بسرعة " مع الحارس أبتاه وليس وحدي " فأومأ وذهب أدراجه وتنهدت بتعب ضننت إنه لن يوافق كسائر عهده


ارتديت فستاني الأبيض المطرزه بخيوط ذهبية ناعمة وبحماس شديد ذهبت إلى الكوخ أطرق بابها وثواني قليلة أفتتح الباب من الطرف الأخر واثناء هذه اللحظة رأيت تلك العينين فإذا بي تراني أحدق به شارد الذهن واحسد السماء على أبنها، يلمع مع النجوم ويحلق مع الملائكة وبلا إرادة مني ابتسمت بخفوت فتقدم نحوي فآفاق خيالي مع وضع شفتيه على جبهتي فسمعت صوتًا قادمًا من السماء يخبرني إنه المنشود وفي غفوتي سمعت صوته " حرارتكِ عادية فلماذا تضحكين ؟ " قضمت شفتي بقوة حتى شعرت بطعم الدماء في فمي ! استدرت ورحت نحوه البوابة فصار يتبعني


ذهبنا نحوه السوق المطلق عليه ( سوق الظلام ) لعدم وجود الضوء هناك، كان يتبعني بهدوء شديد حتى بعض الاحيان لم أشعر بوجوده معي ! دخلنا محلًا للمجوهرات فقلت لصاحبها " أريد ان أبيع هذا العقد " عندما وضعت العقد إمامه نظر اليه بتعجب ! فنظر إلي بحيرة من امره غير مُصدقًا لما أقدم عليه ! " آنستي هل انتِ متأكدة من بيعها ؟ " أخرجت الهواء من ثغري أنظر نحوه الأعلى لا أريد البكاء " إنها عقد والدتي وإنا اعزها كثيرًا أرجو ان تقدم مبلغًا جيدًا " نظر إليها مليًا، مصنوعةً يدويًا فترى حجرًا كبيرًا باللون الأخضر يحميها جذع الأشجار مع أوراقها وبعد حين اتفقنا على المبلغ المرضي لكلا الطرفين، خرجت بسرعة من المحل ومشيت عددت خطوات حتى انتبهت ان الحارس ليس بجواري ! أدرت رأسي بجميع الجهات حتى لفت انتباهي خروجه من المحل فقلت بعجلة " خذني إلى منزل ذاك الصغير " أومأ بصمت وذهبنا

ذهبنا نحوه السوق المطلق عليه ( سوق الظلام ) لعدم وجود الضوء هناك، كان يتبعني بهدوء شديد حتى بعض الاحيان لم أشعر بوجوده معي ! دخلنا محلًا للمجوهرات فقلت لصاحبها " أريد ان أبيع هذا العقد " عندما وضعت العقد إمامه نظر اليه بتعجب ! فنظر إلي بحيرة من ام...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



وجدت نفسي أمام قرية صغيرة، تسير شوارعها مصعدةً في التل وهي محفوفةُ بأشجارٍ كبيرةٍ رائعة، تقع بين الأشجار والأزهار وليست متلاصقة، وأمام عتبة الباب ألقي نظرة على البيت لأعرف شكله وكل ما فيه، أفتتح الباب من قبل الصغير يرحب بنا بسعادة واسعة، غرفة مربعة لا يتجاوز طولها وعرضها السبعة امتار وعلوها الثلاثة ! جلسنا على الأرض الباردة، أهكذا يعيش ذاك الصغير ؟ قدم لنا الماء ليجلس هو بدوره أمامنا، لوهلة كدت أن ابكي فقلت بعجلة " كيف حال والدتك اليوم ؟ " لازمت والدته الفراش تسعل وتتوجع وتئن، مصفرة وجهها، اجاب مطأطأ الراس " تتدهور حالتها يومًا بعد يوم " أخبرته قائلًا " سوف يصل الطبيب بعد قليل لا تقلق " وقبل مجيئنا مررنا بالطبيب ليأتي إلى هنا، ابتسم في وجهي وقال " شكرًا آنستي "

حضر الطبيب بعد حين وأخذ يشخص مرضها ويستمع دقات قلبها، سألت الطبيب بعد برهة من الزمن " طمئني عن حالها" فجاب الطبيب مطمئنًا " لا خوف عليها تحتاج إلى الراحة وملازمة علاجها " فشرع في تحرير وصفة الدواء وتمنى لها الشفاء العاجل فتقدمت منه أدفع الاجر

أبتسم الصغير في حنو بالغ، غمر كيانه السعادة فتقدم مني يمسك يدي محاولًا تقبيلها وسحبتها من بين يديه اعانقه بدل ذلك " لم إفعل شيئًا عظيمًا لتقبل يدي يا صغيري " إنهار بالبكاء معانقا إياي بقوة يشهق وسط بكائه " ستعيش والدتي بفضلكِ يا آنستي " قهقهت بساعدة أبعده قليلًا عن أحضاني " والدتك سوف تكون بمثابة والدتي وانا لا أرضى برؤيتها مريضة هكذا " التمع عيناه سرورًا وبهجة وتفاؤلا، فقدمت له مبلغًا بسيطًا من بيع العقد لأجل دواء والدته وأخبرته أيضا إن يعود كلما أحتاج إلى المال، رغم أنني استطيع إن أطلب المال من أبي وأساعده لكن فضلت هذا الأمر، سوف أشعر ان والدتي فعلت ذلك أو انني قدمتُ شيئًا لوالدتي


عدنا إلى القصر، التفت لاراه، هادئ لم يتحدث كثيرًا رغم انه كذلك طوال الوقت إلا إنني لم اعتاد على الأمر حتى الآن، سرت سريعًا نحوه ازهاري وهو وقف يحاول إغلاق البوابة فصرخت بأعلى صوتي " تقدم بسرعة كبيرة " ترك البوابة متقدمًا وبمسافة بسيطة بين كلينا سمعت صوت أطلاق النار فتوقف الوقت لبرهة وتوقف الحارس بمكانه فرأيت قميصه الأبيض يتدفق منها الدماء !

وهذا اليوم نحت في فراغ يقدم سرابًا طويلًا مؤلمًا، خذ ضحكتي وبهجتي وعود إلي يا ابن السماء، رجت الصدمة كُل كياني، عيناي الغارقتين في النظر إليك سقط مع وقوع جسدك على الأرض، زلاديولوس يا ابن السماء

GUARD|LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن