GUARD 24

165 29 4
                                    



خبروني شعوركم في كل مقطع وماذا يتداول في خيالكم حول المقطع اللي تقرونها ؟
______________


التزمت الصمت مقربةً الطعام نحو فمه ، لم يفتح فمه وبقينا نتبادل النظرات حتى جعلني هذا الصمت أتحدث " انا فعلت " بقى يرمش عدد مرات فقلت له " أفتح فمك يجب علي تغذيتك ، جرحك لن يطيب وحده "  ماذا لو أنا غيرت ملابسه أوليس انا التي ارسل له الرسائل ولا يعلم من هي ! فهل تبديل ملابسه امراً بغاية الصعوبة !


بينما أنتهيت من إطعامه أتت إيلينا تاخذ الصحون معها فبقينا وحدنا والصمت الهادئ ، النسمات تتداخل من خلال النافذة ، رائحة الحطب ، أصوات إحتراق الخشب في المحرقة ، اخذ يأخذ خطواته نحو الطاولة ليرى حزمة من الرسائل الغير المقروءة جنبًا الى جنب صديقاتها ، ينظر إليهم واحدةٍ واحدة فتسأل " هل جميعها اثناء إصابتي ؟ " أنزلت رأسي بأسى فنعم إنه كذلك ولكن ما الفائدة فإنك لم تقرأ حتى واحدةً منها " نعم " قلت وقد جمعها جميعها داخل الصندوق الخشبي مع بقية الرسائل الأخرى " كيف وجدتها جميعها ؟ " تسأل مرةً اخرى فرحتُ أقول له " كل لليلة أرى واحدةً بجانب الباب " ابتلعت ريقي فذهبت لأقف إلي جنبه " ليس هذا فقط وأنما أحيانًا أرى خلال ساعة واحد أرى عدد رسائل " همهم مغلقًا الصندوق ، جلس على سريره " إقرأ رسالة واحدة لعلها تطلب نجدتك " مد جسده على السرير مع التفافهِ للجهة الأخرى " أنا فقد مستعد لنجدتكِ " سرح خيالي في الأفق البعيدة متخيلًا يديك يمتد ليمسك يدي لكن يا زلاديولوس انا هي التي تطلب النجدة لكنك غافل عن الحقيقة



خرجتُ مِن الكوخ  بعدما علمت إنه لن يتحدث مرة ثانية  " في ليلة مقمرة رق نسيمها  في ليلة شتوية سيقودني الرياح إلى خارج عالمي فالتقي بك لبرهةٍ وأسمح للسكون إن يسيطر على نظرات عينينا ، اقفل الأقفاص والأبواب ولن أدعك تذهب للهجران ، سوف نعد أنا وأنت عدد الغبار على الطاولة لنقتل الملل ربما أو أخذ الوقت من بين يديكَ "



أغلقت الرسالة وذهبت خارجًا بعد ان علمتُ ، الساعة تشير إلى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ، طرقتين على الباب ودخلت فرأيت بإنه نائم بهدوء ، وضعت الرسالة على الطاولة ورحت أجلس بجانبه ، ضوء الشمعة الصفراء المائلة للون البرتقالي يجعله وديعً أكثر ، رائحة عطره مع تداخل السيجارة وشيئا من رطوبة الحطب يتداخل مع بعضها فيشكلان عطره الخاص

ملامحك تائه يا أبن السماء ! أنظر ملياً لما ينتاب فؤادي هذه الرجفة ؟ لما لم تكون يومًا غريبًا عني وكأنك مني وفيني ! تلمستُ خصلات شعره الواقعة على عينيه ، أبعدهم بهدوء ، هل يسمح السماء بإن أبعث بابنها ؟


أقتربت نحوه وجهه موضعًا وجهي امام خاصته ، تشبه يقظة الأحلام ، حلوًا لكن لا تخلو من المرارة ! ابتعدت أمرر أصابعي على اوردته ، ربما يومًا ما أتجول هنا بين عروقك ، وقتها لن يشاطرك أحدٍ غيري ، لعلك وقتها سوف تأتي لنجدتي دون الحاجة لمراسلتك


فجاة فتح عيناه على مصرعها ارتعدت إلي الوراء ، تنفست الصعداء ووقف شعر جسمي من نظراته " منذ متى ؟ " يتسأل عن قدومي ، تأتأة في حديثي واحسست بالهلع " ليس منذ مدة طويلة " أغمض عينيه بهدوء وتلبسه السكون " آنستي " ندهني فأجبته وإنا لا أكف عن النظر أليه حتى بعدما داهم قلبي الخوف " حديثك الصامت يذوب كالشمعةِ " يا أبن السماء حرارة الشمس تذيبك على شفتي ، عندما أتيتُ في منتصف الليل فقد لاحتضنك ويتهرب مشاكساتي فالشمس أحيانًا يجعل الحديث يذوب والليل يجمدها ليلتقوا حديث العينين بين المقطعين

GUARD|LKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن