78. خمرٌ محرّم..!

692 128 177
                                    

دقّت الساعة معلنةً انتصاف الليل، وعلى شرفتها كانت لور واقفة تحدّق بالإطلالة الليلية الساحرة للوران وثلوجها.

ورغم ملابسها الخفيفة إلّا أنّها لم تكن تشعر بالبرد أبداً، لم يكن هناك أيّ مساحة شاغرة بين مشاعرها المضطربة للشعور بالبرد.

ويبدو أنّه لن يغمض لها جفنٌ هذه الليلة، ليس بعد تلك الحفلة الحافلة التي قلبت عالمها رأساً على عقب..!

كلماته واعترافه وكلّ ما حدث بينهما في تلك الحفلة كان يدور في ذهنها بلا توقف والحرارة لم تفارق خدّيها لحظةً وكم كانت تشعر بالإحراج من نفسها ومن كلّ ما حدث..!

تمنّت لو أنّ إيميلي برفقتها الآن لتناقش معها ما جرى ولكنّها نائمة في غرفتها ولن توقظها لسببٍ سخيفٍ كهذا..!

توسّعت حدقتاها بذهول حين بدأ الثلج بالهطول، مشهد تساقط الثلوج بالنسبة لها مشهدٌ أسطوريٌّ ساحرٌ والمفضّل لديها ويبعث في داخلها سكينةً هائلة..!

لم تتردّد حينها بالقفز عن حافة الشرفة نحو الأسفل وتشقلبت في الهواء عدّة مرّات قبل أن تحطّ على الأرض أسفل الثلوج المتساقطة وابتسامةٌ واسعة تحتلّ ثغرها، مثل ابتسامة طفلٍ صغير يرى هطول الثلج أوّل مرّة.

ورغم أنّها كانت حافية القدمين ولكنّ ذلك لم يشكّل لها أيّ مشكلة وحتّى برودة الثلج كانت محببةً إليها تلك الليلة.

بل كلّ شيء، كلّ شيء بدا جميلاً كما لم يكن من قبل..!

كلّ هذا الدفء والسلام بسبب اعترافٍ واحدٍ منه..!

كانت غارقة في بحرٍ من المشاعر الدافئة والجميلة وليست معتادةً على ذلك أبداً.

سارت مبتعدة عن القصر وقد شعرت برغبة بالبقاء وحدها أكثر من أيّ وقتٍ مضى ولملمة شتات نفسها.

وحين أصبحت في منأى عن كلّ الأنظار دارت حول نفسها عدّة مرّاتٍ حتّى فقدت اتزانها وارتمت على الثلوج ضاحكة على نفسها وقد شعرت بسخافة ما تقوم به ولكن هذا لا ينفي أنّها كانت سعيدة حقّاً.

حدّقت بالسماء وبالثلوج المتساقطة وهي تشعر بنبضات قلبها التي لم تهدأ منذ الحفلة.

شعرت أنّ الثلوج من حولها ستبدأ بالذوبان بعد قليل لشدّة حراراتها إن استمرّت بتذكّر ما حدث لذا اعتدلت جالسة وقرّرت صنع رجل ثلجٍ عوضاً.

هذا كان يخطر على بالها في كثيرٍ من الأحيان كلّما أتت إلى لوران ولكنّها كانت تشعر بالإحراج من تلك الفكرة الطفوليّة دوماً.

ولكن الآن شعرت أنّه يمكنها أن تفعل ما تشاء ولا يهمّها أيّ مخلوقٍ في الكون...سواه.

استغرق الأمر زمناً طويلاً لأنّها كانت تعمل على مهلها، واللمسات النهائية كانت الأكثر متعة، سواء القش الأبيض الذي وضعته على رأسه أو العملتين المعدنيتين الذهبيتين التي وضعتهما كعينين له.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 5 hours ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia حيث تعيش القصص. اكتشف الآن