الفصل الثامن:النمرودة

360 26 8
                                    

"دا انت فوق النمبر وان بنمبرين تلاتة "
التفت إليها عاصم بطلته الرجولية وبابتسامته
"بتقولي حاجة يا انسه أسيل "
قالت له أسيل بنبرة عادية:كنت برحب بيك يا حضرة الظابط عاصم....

نظر لها عاصم والابتسامة مازالت علي وجهه
"يا ستي خلي البساط أحمدي قوليلي عاصم عادي "

نظرت أسيل بنظرة متفحصة
"لا إزاي فرق السن واحترام الألقاب "

انعقد حاجبي عاصم ثم اردف
"فرق السن انا مش اكبر منك بكتير يعني دا انا تمنية وعشرين سنة بس "

ابتسمت له أسيل واردفت بنعومة
"تمام وأنا تمنتاشر سنة يعني فرق السن بيني وبينك عشر سنين بس يا حضرة الظابط "

تلاشت ابتسامته ونظر لها ببعض الصرامة والجدية....
"انسه أسيل ياريت بلاش القاب وبعدين عادي عشر سنين دي حاجة حلوة يعني انا عندي خبرة اكتر في الحياة وغير كده هعرف احتويكي "

امتعض وجه أسيل من كلامه.....
"سيبك من فرق السن والالقاب تحتويني إزاي يا حضرة الظابط "

نظر لها عاصم بغيظ بسبب تكرار لقبه....
"بصي انا هفهمك انتي لسه في مرحلة المراهقه ودا شيء طبيعي انكم متسرعين وبتاخدوا قررات غلط كتير وخصوصا البنات تقلبات مزاجية وغيره وغيره فكل ما الحياة تضغطك انا هحتويكي هتكوني في حضني ومش هخرجك منه أبدا "

تقززت أسيل من كلامه المعسول واخذ عقلها يفكر يمينا ويسارا ......
"اسمع يا استاذ انا مليش في جو الكلام المعسول ده انا اللي يعجبني الأفعال الحب عمره ما كان كلام وبس الأفعال هي اللي بتبين الشخص"

انعقد حاجبي عاصم وكأنه يتحدث مع امرأة بالغة
"تمام عندك حق بس مش شايفه انك صوتك عالي وانا قولتلك بلاش ألقاب ألقاب جبتي الكلام دا منين اللي انا اعرفه ان البنات بتكون هاديه مع أول مقابلة مكسوفة مش عارفة تتكلم لكن أنتي حاسك في مؤتمر صحفي "

اتكءت أسيل علي سور الشرفة وقالت له بصوت يحمل بين طياته العديد من التساؤلات....

"بص يا عاصم من الاخر موضوع الكسوف ده كان فيه وخلص لأنه معدش معدش في الزمن ده والكلام الكبير بتاعي ده اللي مش لايق علي سني احب اقولك اني مثقفة وبقرا روايات وكتب كتير في شتي المجالات ومن الآخر كده انا مش هنفعك شوفلك واحدة غيري انا واحدة عايزة اتعلم في القاهرة واسافر بره مصر سواء خدت اي كلية المهم اسافر وانا هسلك مع نفسي وبعدين انت عايز واحدة علي زوق امك اخد بالك وانا امك مش مستلطفاها نهائي يا عاصم "

نظر لها عاصم وكأنه يقول ما هذا الكلام فتاة ماذا تخبءين وراء ذلك الوجه البريء......

"بعيدا عن انك مش حبيتي ماما بس اي سر أن الكسوف اختفي وأنك عايزة تسافري برا مصر "

نظرت له أسيل بعيون مشتعلة
"مش شغلك خليك في حالك اظن كلامي منتهي "

اقترب منها عاصم وقال جوهري
"لا بما انك هتكوني مراتي وأم عيالي وشايلة اسمي وحالي من حالك يا مدام عاصم "

القاتلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن