_34_ ظلمات

119 10 0
                                    

جلست أسيل بشرفتها تدخن من الفيب شاردة في الماضي .... أخرجت هاتفها لتجد رسائل عدة من حسناء لعامر ولكن تلك المرة لم تحذفها بل تركتها لتشاهد كيف سيرد  ..... أبتسمت لوهلة لتجد رده مقتضب كالعادة لا أكثر ولا أقل .... مر عام عليها وتغيرت كل صفاتها وكما يقولوا من الظلمات إلي النور .... لم يدخل النور حياتها منذ أن اطاءت قدمها عالم الشيطان ... أصبحت تغيب من الكلية بكثرة فقط تدرس بالبيت وأيام قليلة تذهب للجامعة ..... جلست علي المكتب لتدرس لثلاث ساعات متواصلة حتي تركت القلم من يديها وزفرت بعمق لتتجه إلي خزانتها وتخرج جاكيت جلدي أسود وتيشيرت أبيض وبنطال قطني أسود مريح ...... خرجت من القصر لتشير الساعة للواحدة بعد منتصف الليل ..... ركبت دراجتها النارية التي اشترتها مؤخرا ..... كان الطريق خالي لا يوجد سواها كان الهواء يداعب شعرها الخارج من الخوذة ..... ذادت السرعة لتجد سيارة أمامها لم تهتم لها وتخطتها لتجد السيارة تقترب منها وتسير أمامها سبت ساءقها سبة نابية لتزيد السرعة أكثر أقتربت السيارة أكثر لتنظر أسيل من تحت زجاج الخوذة الأسود وتردف بغضب ....

"ليلة أهلك سودة "

أبتعدت عن السيارة لتتوقف الدراجة بعرض الطريق لتحتك إطاراتها بالرصيف بصوت عالي ..... توقفت السيارة أمامها بسرعة قبل أن تصتدم بها  ..... حالة من السكون حلت علي المكان لتجد رجل عريض المنكبين لا تري ملامحه بوضوح يقترب منها .... توضحت ملامحه لها بعد انارت مصباح الدراجة .... اهتزت أوصالها وشعرت برجفة لتجده عاصم ....

"إيه يا بني آدم مفيش غيرك ماشي علي الطريق بطاقتك ورخصك يلا "

أبتسمت أسيل بسخرية عام مر وقست علي نفسها كي لا تراه خلعت الخوذة لينسدل شعرها علي وجهها ..... توسعت أعين عاصم بلهفة ليجدها معذبته .... معذبته التي اختفت عنه لعام .... بلع ريقه بصعوبة لدخول عبيرها داخل أنفه بفعل الرياح الشديدة .... أقتربت أسيل منه واردفت ....

"يلا وأنت صلاحيتك كضابط تديك الحق إنك تعامل المواطنين كده "

أقترب منها هو الآخر واردف بثبات ....

"أنا واجبي احافظ علي حياة وإنتي بتسوقي بتهور يعني بسببك ممكن تعملي حادث سير "

وضعت يديها بجيوبها واغمضت عينيها لتنظر لعينه بعمق ....

"والله يبقي دا عمره وأنا كنت سبب من الأسباب "

أمسك كتفها واردف بغضب ....

"إنتي اتجننتي "

ضربت صدره بشدة حتي ترك يديها ونظر لها مشدوها من أين أتت بتلك القسوة ....

"إيدك لتوحشك "

هز رأسه ضاحكا بسخرية ....

"والله وأنا كده هخاف أسيل اتظبطي "

ضغطت علي يديها واردفت ....

"الكلام معاك خسارة "

أبتعدت عنه لتجد يديه تلتف حول خصرها وضعت يديها علي صدره نظر لها واردف باشتياق ينحني ناحية عنقها يقبله بجوع ونهم ....

القاتلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن