_25_وسوسة شيطان

139 6 0
                                    

رجع عاصم إلي بيته في أذان الفجر  متعب الأعصاب عاصف الذهن  .... أخرج مفاتيح بيته ودخل البيت بتعب  جلس علي الطاولة ومسح وجهه بضيق نزلت دمعة من عينه دمعة علي ألم فراقها يعرف أنها هناك مع ذلك المسخ .... ولكن لا يوجد دليل ان مشي وراء القانون لن يجدها عليه أن يتخذ موقف  .....

********************************

في قصر الجندي أنتهي من إتمام صفقة السلاح الضخمة بعد وصولها من الميناء استلمها دياب الجبالي ووزعها علي شاحنات ضخمة توزع علي باقي التجار وفرع الصعيد  .....

"كده كله تمام يا هارون نتقابل في الصفقة الجاية "

اماء له هارون واردف  .....

"هنتقابل قريب يا جندي "

رحل هارون ورجاله وترك الجندي يفكر في كلامه الذي يحمل الأسرار بين طياته  .... دخل لقصره حيث طلب من عفاف أن تبلغ أسيل بأنه يريدها  .... نزلت أسيل علي الدرج ولكن تلك المرة لا توجد بها حيوية عيناها باهتة .... تقدمت من الجندي واردفت بجمود  ....

"افندم "

أخرج الجندي سيجارته واشعلها وتنفس بعض من دخانها واردف باسترجاع للذكريات  .....

"اقعدي يا أسيل هحكيلك حكاية "

جلست أسيل واردفت  ....

"اتفضل "

مسح الجندي علي وجهه واردف  .....

"من اتنين وتلاتين سنة كنت طالب في ثانوية عامة مجتهد دحيح زي ما بيقولوا كنت أنا وغزال أختي عايشين لوحدنا بسبب إن أبويا وأمي ماتوا من وإحنا صغيرين اتربينا في بيت عمي بس العيشة معاه كانت زي الزفت عمي كل حقي وحق أختي لما تميت خمستاشر سنه سيبت بيت عمي ورجعت شقتنا القديمة أنا وأختي اشتغلت أكتر من شغلانة عشان أصرف عليا وعلي اختي دخلت ثانوي عام بس في أولي وتانية مروحتش دروس ولا مدرسة يدوبك علي قد الشغل لأن أختي كانت صغيرة جدآ أنا كنت شايل كل حاجة علي كتافي  .... لحد ما جت تالتة ثانوي قولت هوفق ما بين شغلي ودراستي وفعلا وفقت وجبت مجموع كبير كنت الأول علي مدرستي ..... بس مش كل حاجة ماشية علي هوانا كان الإختيار صعب ما بين صعب أختي ومستقبلي زي ما كان إختيارك ما بين عاصم وحلمك ..... قولت هسيبها يمكن ربنا يسهلها اشتغلت في فترة اجازه الثانوية في كافيه بس جه اليوم إللي غير مجري حياتي  ..... كنت بشتغل عادي بس الشيفت كان ليلي .... خرجت أشم شوية هوا بعد ما مسحت الكافيه كله ..... لقيت عربية بترمي راجل تلاتيني مضروب بالنار ..... جريت عليه وسندته خلعت الكوفية بتاعتي وسديت بيها الجرح معرفتش اخده للمستشفي شيلته علي كتفي ولحسن حظي إن بيتي كان قريب من الكافيه حمدت ربنا إن غزال كانت نايمة وقتها مددته علي السرير وجبت طقم الإسعاف خرجت الرصاصة من بطنه وخيط الجرح ومتقوليليش عملتها إزاي كان حلم عمري أطلع جراح والفرصة جاتلي خيط الجرح وطهرته ووقفت النزيف .... عملت للراجل كمادات لحد ما نام وتاني يوم صحي  .... طلب مني تليفون وأتصل من الأرضي علي رجالته تقريبآ جم خدوه وخلاص  ..... قولت الحكاية خلصت ..... بس عمي الزبالة لقيته مرة وحده جاي ومعاه عقد إن أبويا باعله الشقة اتجننت ساعتها ومقدرتش أعمل حاجة .... مكانش معايا تمن المحامي اتبهدلنا وعمي طردنا وبقيت أنا وأختي في الشارع بس الراجل إللي نجدته قبل كده استضفنا في بيته عرف إللي حصلي إزاي معرفش أهم حاجة كانت عندي إن أختي متباتش في الشارع كنت في الأول رافض لأن عرفت شغله داير عن ايه  .... مخدرات سلاح آثار خفت علي أختي ومستقبلي بس ربنا يكفيكي شر وسوسة الشيطان  ..... قلبتها في دماغي وقولت لو طلعت هلاقي مكان أعيش فيه أنا وأختي فين  .... لا فيه بيت وحتي الشغل اتطردت منه كان طريق الشيطان أوله خطوة والباقي أمره سهل ..... واحدة واحدة التهامي علمني أصول الشغل نسيت كليتي وحلمي وبدأت في العالم ده .... لحد ما جه اليوم واستلمت من التهامي الشغل أصله كان زي نظام ورث عيشنا أنا وأختي أحسن عيشا وعلمتها أحسن علام  .... لحد ما بقت دكتورة نفسية قد الدنيا ..... في مرة كنت قاعد مع نفسي بفتكر إللي فات وخصوصا أي حد ظلمني وجيه عليا  ..... أولهم كان عمي ..... طردته هو وعياله من شغلهم كلهم واتحوجوا ليا .... كنت عارض عليهم اشتري البيت كله وهما مكنوش عارفين هوية المشتري  .... يوم كتب العقود ظهرت كنت ساعتها عندي تمانية وعشرين سنة ..... مصدقوش إن ده حازم العيل إللي الكل كان جي عليه .... أشتريت البيت وطردتهم ورجعت حقي تالت ومتلت ..... إنما بقي طريق القتل بدء من يوم ما كان في هاجمة عليا ..... كان ضابط اسمه سالم الديب ..... كان في صفقة مهمة جدآ والصفقة دي اللي خلت إسمي بقي علي شنة ورنة سالم تدخل في إللي مش ليه وأنا موتي وسمي في إللي يحشر نفسه في شغلي أدي يا ستي حكايتي اطمنتي "

القاتلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن