الفصل السابع عشر :البعد

218 18 5
                                    

التفت فاروق بوجهه إلي أسيل واردف  ....
" هنبدأ بيكي يا أسيل أنا يا بنتي كنت قاسي معاكي في كلامي بس دا لمصلحتك ومحدش معصوم من الغلط ولكن مش معني ده إننا نتمادا في الغلط كل شيء وليه حدود أنا عارف إنك ندمانة وضميرك بيأنبك وده شيء يوكدلي إنك ادركتي غلطك وغير كده الغلط مش هرميه عليكي واقول ما انتي ولو إنتي لا الغلط برضه مع الهمجي ده مسيطرش علي نفسه وحط حدود بينكم وساب شيطانه يمشيه اخد بالك يا حضرة الضابط "

نظر له عاصم بضجر واردف  ....
"تمام وبعدين حديث الثلاثاء مش هيخلص أنا ندمان ومعترف بكده والمفروض كنت خليت كلوا رسمي وأنا بعتذر لاسيل للمرة الألف أنا بطلب ايديها منك يا حضرة المستشار "

تنفس فاروق بعمق واستشعر صدق حديثه ولمعة عيناه التي تفيض بالحب تذكر نظرة فريدة زوجته عندما كان يرجع إلي بيته من العمل في كل مرة تستقبله بتلك اللمعة في عينيها تحدث فاروق بنبرة جامدة  ....

"الرأي رأي أسيل مع إني رفضتك في الأول ولكن باين في كلامك الصدق ها يا أسيل رأيك ايه دي حياتك الشخصية وأنا كنت فقط بوعيكي اتفضلي "

كانت أسيل تنظر لعينا عاصم وعاصم ينظر لها بلهفة منتظر اجابتها علي أحر من الجمر تنفست أسيل والأفكار لا تتوقف عن شكل مستقبلها معه هل سيترك لها حرية السفر بل هل سيتركها تكمل تعليمها ترددت أسيل لوهلة وتذكرت كلام ابيها عندما كانت صغيرة أن عندما يدخل رجل حياة امرأة يتشارك معها كل شيء حتي حلمها نبض قلب أسيل بقوة وزفرت هواءها الساخن وزهنها يعصف  .....

"لا "

اقترب منها عاصم وضرب الحائط بيديه واردف بغضب  ...

"قولتي سمعيني كده قولتي إيه "

صرخ في آخر كلمة حتي أقترب منه فاروق وأبعده عنها ....

"ابعد يا عاصم أظن أنت سمعت الإجابة قالت لا "

برزت عروق عاصم وجذ علي أسنانه واردف بنبرة جحيمة .....

"أسيل إنتي واعية للي إنتي بتقوليه كل إللي فات ده كان كدب كنتي بتضحكي عليا ليه فكراني عيل عبيط بريالة "

مع كل كلمة تفوه بها كانت تشعر بأن تلك الكلمات تطعنها كالخنجر اردفت بعد استنشاقها ماء انفها  .....

"لا ده ولا ده أنا فوقت لنفسي حلمي معارض معاك يا عاصم وأكيد البيت والجواز والمسؤلية هيعطلوني عن حلمي للأسف أنا فكرت كتير ولقيت ده الحل الأنسب "

ربت فاروق علي كتف أسيل واردف ....

"تمام يا أسيل وأنا معاكي لو ده رأيك فعلا "

نظرت له أسيل وكأن عيناها تصرخ بلا لا أريد ذلك بل أريده رغم خطاياها معه مازالت تريده  .....

"أكيد يا سيادة المستشار ده رأي عن إذنكم عايزة أشم شوية هوا "

خرجت من باب المكتب وهي تبكي علي فقدان ملجأها في الحياة ظل عاصم مشدوه من ردها الاذع أيعقل انه كان يتوهم كل ذلك  .....

القاتلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن