و الأخير

8.7K 631 240
                                    

الخياط الجزء الثالث .
الفصل السابع عشر .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفصل إهداء لكل قارئي الرواية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«وقابلته .. نسيت إني خاصمته ،
ونسيت الليل .. اللي سهرته .»

وقابلته

وقابلته، فاختفت كل الحكايات التي كتبتها في خصامك،
ونسيت الليل الذي أرهقني بالذكريات،
نسيت الكلمات التي ألقيتها على مسامع الفراغ،
وكأن الغضب كان محض سحابة عابرة،
وأنت شمسٌ أشرقت لتبددها.

وقفت أمامه،
فلم أعد أذكر دموع الكبرياء،
ولا الليالي التي حملت فيها أعباء الوحدة،
كان حضوره كالعفو الذي يمنحني الحياة،
وكأنني لم أخاصمه يومًا،
وكأن الغفران كان مكتوبًا على ملامحه.

لم أقاوم،
لم أجادل قلبي الذي ركض إليه كطفلٍ تائه،
نسيت، بل سامحت،
بل أدركت أنني لم أستطع أن أرحل يومًا عنه،
فكيف أخاصم ما يسكنني؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طفح الكيل ..
وبعد خمسة مكالمات منه ، أجابت أخيرًا ترد بمنتهى الهدوء :
_ نعم ؟

جاءها بصوتٍ خشنٍ يقول :
_ خمس دقايق ومستنيك فوق ، على الروف .

هي لم تحمل عناء كلمتها و هي تقولها بمنتهى البساطة :
_ مش هطلع .

_بقول خمس دقايق ومستنيكِ .
بحسمٍ شديد يجز على فكيه ، قالها لها ، لتأتيه هي ببرودها ، وكأنهم للتو تبادلا الشخصيات ، أصبحت تجيد النبرة الثلجية وهو أصبح أكثر عصبية :
_ عايزة أنام ، مش هطلع .

_ لو مطلعتيش دلوقتي ، هنزلك أنا .
يهددها ! ، يبدو أنها تجعله يصل إلى ذروة غضبه وانفلات أعصابه ، أتقنت الدور جيدًا ثم أضافت بصوت هادئ :
_ مش مشكلة أنزل أنت يا روحي .

_ تمام استنيني .
الحوار بينهم يبدو عبثي للغاية ولكن النوايا تحمل غموض كبير .
فهي بالفعل ارتبكت بل و توترت لا تأمن مدى جنونه ..
ولكن أقسمت على أن توريه نتيجة أفعاله و كما تقول «وجه أخر» لها .

وقفت على عجالة تهندم ثيابها والتي كانت تتكون من منامة صيفية زرقاء ، رمقت إسدال صلاتها مترددة ولكن تنهدت وهي تقرر عدم ارتداءه .. رمقت شعرها بتردد وهي تقوم بلفه بطريقة عشوائية .

ثم تنفست .. ماذا سيحدث إذاً ، هي يجب أن تفهم إلى ما ستصل بهم تلك الأمور وإلى أين سيأخذها غموض زوجها .

انتفضت بخفة ، حينما سمعت طرق الباب والذي لم يعطيها فرصة لتفتحه ، وكان يفتحه هو .. التفت بجسدها تشاهده يترجل .

نظرت إليه نظرات حاولت جاهدة أن تبقيها ثلجية ، ورفعت يديها تكبلها أمام صدرها تراقبه .

الخياطحيث تعيش القصص. اكتشف الآن