الفصل السادس
لم يكُن هناك شيء في المظهر يُمكن أن يميز البشر الملعونين عن الحيوانات العادية.
إذا لم تتحدث الحيوانات، فليس لدينا فكرة عما إذا كانوا حيوانات أم أشخاص ملعونين. على ما يبدو، بعض البشر الملعونين لم يتمكنوا من التحدثِ لسنواتٍ عديدةٍ بسبب صدمة تحولهم إلى حيوانات.
هل كان ذلك في وقت ما من الشهر الماضي؟
لقد اصطدتُ ما اعتقدتُ أنه سمكة شبوط عادية لأنها لم تتفوه بكلمة واحدة طوال الوقت، ولكن فقط عندما كنتُ على وشك تناولها قالت: "إنهُ أمر مؤلم، هل يمكنكِ أن تضعيني أولاً حتى أتمكن من قول " شئ ما."
「أشعر أن سيدتي مُختلفة عن المعتاد. عادةً لا يكون لديك اهتمام كبير بما يحدث في البحيرة. 」
"......إنهُ ليس كذلك."
طلبتُ منها ألا تقول أي شيء غير ضروري، لكن عيني ما زالت مثبتةً على البجعة الصغيرة. لم أستطع الاستمرار على هذا الحال، لكن خطواتي لم تتوقف.
「الشمس على وشكِ الغروب لذا ادخلِ يا سيدتي وخذِ قسطًا من الراحة ، سوف آخذ هذه الطفلة....」
"... هل ستأخذين البجعة الصغيرة إلى البحيرة؟"
「نعم، في هذه الأيام، تظهر بعض الكلاب الوحشية بين الحين والآخر، لذا إذا تركناها هنا، فقد لا تصمد حتى الليل.」
" صه!"
سأغطي آذان الطفلة!
وبدون تفكير مددتُ ذراعي والتقطتُ البجعة الصغيرة. عندما شعرتُ بالبجعة الصغيرة تتنفس بين ذراعي، حتي أنها لم تتفاجأ بحملي لها ولم تطلق أي صرخة.
لذا تحدثتُ بشكلٍ أكثر هدوءًا.
"لا بأس ، يا سيلين، لماذا لا تغادري أولاً. ألم تعدِ بالمساعدة في تنظيف حقول القصب في المساء؟ الوعد هو الوعد".
「......ولكن ماذا عن البجعة الصغيرة......」
"هيو-أوه، حسنًا، يبدو أنه ليس لدي خيار آخر. سأعتني بها اليوم."
هزت سيلين رأسها وبدت وكأنها ستموت من الانزعاج.
"... كنتُ سأأخذ قيلولة خفيفة، ولكن الآن يبدو أنني لن أكون قادرةً على الراحة."
◇ ◆ ◇
......لا يوجد أحد هنا، أليس كذلك؟ بمجرد دخولي القصر، نظرتُ حولي ثم وضعتُ البجعة الصغيرة على الطاولة. أما بالنسبة للراحة، فقد كنتُ مستيقظةً بالفعل. لقد نمتُ بالأمس واليوم السابق، ومن المُحتمل أن أنام غدًا، فلماذا أحتاج إلى النوم الآن؟
"همم......."
حسنا إذا.
أومأتُ برأسي وأنا أفحص البجعة الصغيرة. بدا الريش الأبيض الناصع ناعمًا مثل رقاقات الثلج قبل ذوبانها مباشرةً.