الآن فقط يمكنني أن أفكر: "هل كنت مخطئة؟" وأعود لأتأمل في الأمر. لكن في تلك اللحظة عندما استيقظت، كان من الصعب عليّ التفرقة بين الحلم والواقع.
لم أكن أتوقع أن تزول اللعنة، ولا أن يسامحني، لذلك لم أستطع أن أصدق أن كل ذلك تحقق في العالم الحقيقي.
كان هناك شيء واحد فقط ظل يتردد في ذهني، حتى بشكل لا إرادي: "يجب أن يكون الأمر كذلك". كانت تلك الأمنية الوحيدة التي خطرت لي.
"أنا أعرف جيدًا كم هو مؤلم أن تشعر بأن أمها قد تخلت عنها. لا يمكنني أن أجعل هانيل تواجه هذا الألم مرتين."
"إذن هل يعني ذلك أن البالغين يمكنهم أن يتحملوا الأذى؟"
"صاحب الجلالة؟"
"أتحدث عن سيدتي."
"..."
بصراحة، كانت سيلين أفضل عندما كانت بطة.
حتى عندما حاولت أن أتجاهلها وأشرب الماء الذي قدمته لي، شعرت بأن الماء الذي ليس حارًا يغلي في داخلي، مما يعني أن التجاهل لم يكن له فائدة.
"هل يمكن لسيدتي العيش بدون جلالته؟ هل سيكون الأمر على ما يرام إذا تم محو ذكريات الأميرة هانيل ولم ترَ جلالته مرة أخرى؟"
"سيلين."
"كانت فرصة ذهبية! كان يجب أن تري كم كان جلالته محبطًا."
بدا أن سيلين كانت تشعر بالظلم لدرجة أنها انتزعت الكوب من يدي. لكن رؤية جانبها الحقيقي المليء بالحديث المستمر كان أمرًا يثير الحنين بالنسبة لي.
"حتى لو نظرتي إليّ هكذا، لن يساعد الأمر. كنت أعتقد أن حياتي ستتحسن بفضلكِ، لكنني وجدت نفسي محتجزة هنا مع الجميع."
"لماذا تقولين هذا؟ كل شيء انتهى بشكل جيد."
"هذا رأيكِ أنتِ فقط! لو كنت في مكانكِ، لكنت قد انتهيت من كل شيء في تلك اللحظة، حتى لو اضطررت إلى التوسل لجلالته..."
قاطعتها فجأة وهي تمسك ذراعي، ثم انحنت بخجل عندما أدركت وجود شخص آخر.
رغم أنها كانت تحثني على التمسك بريكيد، إلا أنها عند مواجهتها لموقف مشابه تحولت إلى سيدة رقيقة وصامتة.
"أعتذر، سيدتي، سأغادر الآن."
"لماذا؟ ابقي قليلاً. هناك ضيف في الانتظار."
"لا، يجب أن أذهب لمساعدة السيد ديون في الاستعداد لحفل توزيع الجوائز عند البحيرة. الجميع يشعر بخيبة أمل لأن الصيد انتهى بسبب 'سبب معين'."
قالت سيلين كلماتها الأخيرة قبل أن تصطدم بالضيف عند الباب، واحمر وجهها خجلًا. من ناحية أخرى، لم أستطع سوى الابتسام وأنا أراقب الضيف الذي أشعل خديها.
