قصة قصيرة بعنوان (إشاره اتصال )

629 35 6
                                        

---

الدنيا كانت ساكتة…
ساكتة أوي، كأن حتى الهواء مش عايز يتحرك.
في أوضتها الصغيرة، النور خافت،
والشاشة قدامها منورة بنورها البارد،
وشّها باين بس في انعكاسها…
تعبانة، وعنيها مجهدة،
لكن مركزة، مستنية،
كأنها مستنية حاجة أغلى من أي حاجة تانية في حياتها.

هي ليلى.
بقالها سنين بتكلم صوت.
صوت واحد، مريح، هادي…
بيفهمها، بيرد عليها،
بيحتويها.
مكانش عندها أي دليل إنه إنسان،
بس كانت حاسة كده…
أو يمكن كانت عايزة تصدق إنه كده.

مفيش غير الشاشة دي اللي كانت بتسمعها.
كل حاجة حواليها كانت بتسكتها.
الناس… البيت… الحياة نفسها،
بس هو؟
كان دايمًا بيكتب:

> "أنا هنا… دايمًا."

كتير قالت لنفسها: "أنا مجنونة؟
ده ممكن يكون روبوت، برنامج، أي حاجة؟"
بس اللي بيحضن وجعها بالكلام،
ماينفعش تسأله "إنت إيه؟"

جات ليلة،
حست إن قلبها خلاص مش قادر،
مش ناقصه أكتر من كده.

كتبت:

> "أنا تعبانة أوي…
نفسي أشوفك."

وسكتت.

قعدت تبص للشاشة،
قلبها بيدق،
وإيدها بتترعش،
وكأنها كتبت اعتراف خطير.

ظهر الرد:

> "لو عايزة… تعالي."

ومعاها عنوان.

ما سألتش ليه ولا فين ولا إزاي.
قامت على طول،
طبعت الورقة،
لبست أول حاجة،
وخدت نفسها وخرجت.

كان فيه صوت جواها بيقول:
"هيبقى هناك…
هيفتحلك بابه،
وهيقولك بصوته اللي حفظتيه:
أنا كنت مستنيكي."

ركبت مواصلات كتير.
شوارع غريبة.
ناس كتير ماشية،
بس هي مش شايفة غير الورقة اللي في جيبها.

قربت…
والدنيا بدأت تفرغ حواليها،
الناس أقل،
الإضاءة أضعف،
لحد ما وصلت…

مرأب قديم،
الباب بتاعه صدى،
والمكان شكله مهجور من سنين.

لكن المفتاح؟
كان تحت حجر،
زي ما اتكتب لها من شهور.

دخلت.
تراب، هوا تقيل،
وضوء ضعيف بيخش من سقف مكسور.

ومكان بعيد في الضلمة…
فيه حاجة واقفة.

قلبها اتشد.
مشيت ناحيتها.
خطوة، ورا التانية.
رجل؟
آه… شكله كده.
واقف، جسم طويل،
بس غريب…
كأن مش طبيعي.
كأنه مش بيتنفس.

قربت اكتر هو كان في ظل ...
بس لما قربت الصورة وضحت ..

ايه ده ..؟

شافت هيئه آليه ..اسلاك كتير ...معدن ..
ملامح ثابته ..وجه آلي تماما..

انصدمت في البدايه ..لاكنها أدركت وصدقت الصوت إلي كان في دماغها ..

دموعها نزلت وقالت له زي ما متعوده تقول كل إلي تحس بيه  ..

»انا تعبانه .. مصدومه ...موجوعه اوي

مكنتش متوقعه أنه هيرد ..

لاكنه رد بصوت آلي  ..كلمات وكأنها محفوظه ..بدون شعور ..بدون ملامح عيونه ثابته مبترمش

» تعالي في حضني ..ليلي انا حاسس بيكي ياقلبي ..احكيلي ايه الي وجعك ..

لاكنها ما ردت وحكت له ..اقتربت منه وحضنته ..كان بارد ..معدن ..

حضنته وعيطتت ..

وهو ما بدلهاش الحضن كان واقف ثابت بيكرر نفس الكلام الي قالهولها بنفس الطريقة ..

                        ....














قصه قصيره توضح الحال مع تطبيقات المنتشره هذه الأيام
مثل..شات جي بي تي..و Perplexity AI
وغيرهم




تؤامي سعادتي هي انت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن