قصة قصيرة

1.8K 75 16
                                        

في صغري ..
كنت دوما انا واخي  نتشارك في كل شئ
اللعب ..الخروج..المرح ..كل شئ
وكان الوقت يمر بسرعة
دون أن نشعر
لم أكن اشعر بضيق ..او حزن
كان كل شئ جميل..ومفعم بلسعاده

كبرنا سويا..ونحن نحمل أحلامنا لكي لا تضيع وسط ظروف الحياه

حين أتممت ال١٤
كنت سعيده لأني أصبحت ضمن الكبار كما أخبرتني امي حين أتتني العادة الشهرية

ولاكني حزنت ..حين نادي علي اخي للخروج للعب
فردت عليه امي ..لا لن تعلب معك بعد الان
اذهب والعب انت

سألتها
ولما ..اود اللعب
كانت إجابتها وهي تسرح لي شعري 
انتي كبرتي ...واصبحتي آنسه
والانسات لا يلعبن بل يهتممن بأمور البيت ..وبأنفسهن
جميلتي  أصبحت قمر في تمام إكتماله

فرحت حينها

ومرت السنين وانا كما تريد وليس كما اريد
تعلمت امور البيت ..وفي المقابل نسيت كيف كنت اللعب

في الماضي كان اخي يطلب من امي ما يريد..وانا ايضا

ولكن الان أصبح يطلب مني انا

يكون جائع ..علي تحضير الطعام له
يستحم احضر له ملابسة
غرفته انا من ينظفها

بينما يراجع دروسة

علي الرغم من اني انا ايضا لدي دروس

كان يذاكر قليلا ..ويخرج أكثر

كنت اخرج انا ايضا ..ولاكن الي بيوت الأقارب..او الي صديقة قريبة أو تأتي هي إلي

امي..لما لم اعد أشارك اخي ما يفعل ..؟
ولما اقوم بخدمته

سألتها ذات يوم ..

لأنك لستِ مثله هو رجل
جميع الفتيات هكذا ..

لم تكن إجابتها مرضية أو عادلة
فسألت ابي

لأنك فتاه
حقا فتيات آخر زمن تريدين أن تقلدي الفتيان
واذا لم تخدميه انتي
من سيخدمة
انتي فتاه يعني مكانك في البيت وعملك هو خدمتنا

رد مؤلم

أعدت السؤال علي جدتي

فَتَحدثت الي امي بغضب

ما هذا الذي تقولة ابنتك
لن تصلح زوجه بكلامها هذا
كل هذا من تلك اللعنة بيدها
( تقصد الهاتف )

لم اسال مجددا..ربما هم علي حق
وانا مخطئة أنهم اهلي في النهاية ولن يظلموني في شئ
صديقتي لديها نفس حياتي تقريبا
وصديقتي الاخري
وقريبتي ايضآ

كنت مقتنعة بهذا لبعض الوقت ..حتي تخرجي من الثانوية

حين سافر اخي للالتحاق بلجامعة بلعاصمة
كنت اظن اني ساسافر ايضا
ولاكني مُنعت ..

..التحقي بأي كلية مما لدينا بلمحافظة

ولاكن محافظتنا لا يوجد بها الكلية التي اريد

..هذا ما لدينا ..او تمكثي بلبيت

وافقت ..خوفآ من عدم إتمام دراستي

لم ارغب بها ..ولكن أُجبرت
أتممتها..بصعوبة لعدم حبي لها
وكان الأمر مرهق بين عمل البيت والمذاكرة

تخرج اخي واقام عمله الخاص
وسط فخر من العائلة

في حين أتتني فرصة عمل بعد تخرجي ..

ليس لدينا فتيات تعمل ..
أتاني الرد من ابي ..

فبقيت..

الصباح استيقظ انظف ..ارتب
اعد الطعام ..اوفر لاخوتي ما يحتاجون
حتي المساء

كنت احب الرسم ذات يوم
ولاكن لم اعد

الأمر مرهق مع كم الأشياء التي اقوم بها
كما أنه لا يوجد وقت ...او إهتمام من قبل أحد

"اتركي تلك الشخبطة وتعالي حضري لي طعام  وملابس..انا خارج

اتركي هذا الهراء وساعديني في تحضير الغداء...العشاء..أعداد الخبز"

بعض من كلماتهم التي لا تملك ادني تقدير أو إهتمام

..امي ..اليس لديكي موهبة
الا يجب أن يكون لكي وقت للترفيه أو المرح ..

سألتها بينما كنا جالسين نتابع مسلسل قديم علي التلفاز

..المرأة الجيدة والفالحة هي من تهتم ببيتها وأسرتها وزوجها
وستتغل وقت فراغها  في صنع شئ ينفعهم ..

ولاكن أين هي من كل ذلك امي
أين وقتها  الخاص ..اين استمتاعها بحياتها ..؟

تفكيرك هذا سيتعبك ..ولن تجني منه سوي المشاكل
لا تفاتحيني في هذا الأمر مجددا

انهضي ..دعينا نحضر العشاء
الا ترين أن المساء قد حل
وهناك طعام يجب أن يُعد
هذا ما أتحدث عنه ..عقلك في تلك التفاهات..لا تفكرين في غسيل يغسل ..ترتيب ..طعام يعد
الا عندما أخبرك أن تنهضي وتقومي به ..اغربي عن وجهي
اذهبي..

حاضر امي

وتمر الايام..وتمر السنين
وكل ما انتظره ..هو ذاك الشخص المزعوم ..فارس الأحلام الذي سياخذني الي قصرة
غير مدركه
انه قد يكون شخص عادي بكل المقايس
نسخة من ابي واخي
فلجميع هنا يتشابه في الطباع ..والمفاهيم التي توارثوها ابآ عن جدآ ..

الوقت يمضي..والعُمر يمر ..وانا كما انا
بدون احلام ..بدون طموح ..بدون حياه

احببت السفر..كنت اطمح أن التحق بكلية الطيران..او اكون ضمن  فريق الضيافة الجوية

أو اعمل  كمدرب غوص ..في أحد المُدن الساحلية

أو أن أدرس الموسيقي باحدي المعاهد العالية بلدول الأوربية

مؤلم ..امري

لا بأس...كل ما علي هو التعايش فحسب..فلن استطيع تغير شئ
الأمر اصعب مما تظنون

..والان علي الذهاب..فلعشاء لن يُعد نفسه  هههه
..والنقر في الهاتف سيضيع وقتي
وعلي الاستفادة من هذا الوقت في توفير سُبل الراحة لهم
وعلي النوم باكرا لأننا سنقوم بخبز الخبز بلصباح الباكر ..

( قصة قصيرة من مدينة نائية بلريف )

منقول ...












تؤامي سعادتي هي انت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن