الفصل 121

1.3K 165 141
                                        


_______________________________
                    {ليفاي}

ألصقت وجهي على زجاج عربة القطار الفاخرة، أصابعي تطبع أثرها فوقه وأنا أحدّق في المناظر الخلابة التي تتدفق مسرعة مع حركة القطار.
الحقول تمتد خضراء بلا نهاية، والأشجار تتمايل كأنها تحيّينا، وكأنني أراها للمرة الأولى في حياتي.

انحنيت أكثر، كدت أسند جبيني كله على الزجاج البارد، أريد ابتلاع المشهد بعينيّ، أن أخرج برأسي من الإطار لأتنفّس الريف عن قرب.

لكن صوته جاء حازمًا من خلفي

الأب: ابتعد قليلًا عن الزجاج يا ليفاي، ستؤذي نفسك.

ارتجفت للحظة، ترددت بين الطاعة والعناد، لكن ابتسمت رغمًا عني… فحتى تحذيره الآن بدا مختلفًا، فيه خوف عليّ لا غضب.

______________________________
                   {الأب}

راقبته بعناية، ذلك الطفل الذي لم يزل يسكن قلب ليفاي رغم كل شيء. حماسه يفيض من حركاته، كأن كل ما حوله ولادة جديدة.
مددت يدي برفق إلى إيرين، الذي كان نائمًا بجانبي منذ بداية الرحلة، رأسه مائل على كتفي. عدّلت جلسته وأحطته بذراعي ليبقى ثابتًا.

ومسحت بخفّة آثار أصابع ليفاي عن الزجاج، ومسدت شعره كمن يطمئنه

الاب : ستجعل القطار كله شاهداً على بصماتك… لا ينبغي أن تترك أثرك بهذه العجلة.

ضحك ليفاي وهو يتراجع خطوة. ثم وقع بصري على إيرين، النائم إلى جانبي، مددت الغطاء فوقه برفق، وضعت أصابعي على جبينه للحظة، أتأكد من حرارته… أو ربما أطمئن قلبي لا أكثر.

رفعت بصري إليهما معًا: أحدهما يركض بعينيه وراء الحياة، والآخر يلوذ بي كأنه يخشى أن تُختطف روحه. شعرت بقلبي يضيق ويتسع في آن واحد.

________________________________
                    {إيرين}

فتحت عينيّ على لمسة دافئة فوقي… الغطاء قد عُدل بعناية.
رأيت يده قريبة من وجهي، فتظاهرت بالنوم من جديد، ليس رغبة في النوم، بل لأبقي على تلك اللحظة أطول.



_______________________________
                    {ليو}

طرق الحارس الباب خفيفًا قبل أن يدخل، يحمل بين يديه صندوقًا صغيرًا مزينًا بشرائط ذهبية.
الحارس: سيدي الأمير… هدية بسيطة وصلت إليكم، بعض الحلويات أرسلها أحد المقرّبين.

ابتسمت بعينين لامعتين، همست بحماس:
حلويات؟ في هذا الوقت! لقد أنقذني القدر من الملل."

لكن آلن، الذي كان واقفًا قريبًا، ضيّق عينيه وهو يتأمل الموقف ببرود

آلن : ومنذ متى تُقدَّم الهدايا إلى الأمير بهذه البساطة؟ ومن أي طريق وصلت إلى جناحه الخاص؟

تؤامي سعادتي هي انت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن