راجس

81

- راجس بطل تبكي .. كلمني وطالعني

راجس كان تحت البطانية ضامم جسمه .. لسانه يحرقه .. هو ما كذب .. هو قال الشي الا اعتقد انو صار .. بس هيا مسكت الكبريت وحطته على طرف لسانه .. عشان لا يكذب مرة ثانية ..

طبطبت علبه من فوق البطانية
- كل ذا لمصلحتك راجس .. الكذاب بيدخل النار .. انت ما تحملتها دحين بشي بسيط كيف بتتحملها بعدين ؟!

راجس غمض عيونه بالقوة قبل ما يحس بالفراش ينسحب من فوق بالقوة وشافها تطالعه .. سحبه وحضنته وهو يرجف وطبطب على ظهره
- ابكي .. خرج كل الوجع الا حسيته .. بس خلي ذا الشي درس لك عشان لا تفكر تكذب علي مرة ثانية بحياتك .. فاهم !

ما عرف ايش يسوي .. لما تكون صغير ومصدر امانك الوحيد هو الا يأذيك وقتها تفقد ثقتك بكل شي .. او تبدأ تعتقد انو ذا المصدر يحقله يأذيك .. لانو بيعطيك شي بالمقابل ..

مسحت على شعره قبل ما تبعد وتطالع في وجهه الا كان لونه احمر ودموعه تنزل
- بتكذب علي مرة ثانية ؟!

راجس هز راسه بلأ بخوف وبدون تردد وطرف لسانه للان يحرقه

ابتسمت ومسحت على خده
- شاطر .. ولدي الحلو الا ما يكذب .. تعرف اني أحبك وانت كذا .. تسمع كلامي !

راجس عض شفايفه .. ذي هيا اللحظات الصغيرة الا تكون ذواتنا .. الا تفهمنا انو الحب مشروط .. لو سمعت الكلام انت شاطر وبطل والكل يحبك .. ولو عصيته فأنت السيء الا يستاهل العقاب ..

لما حضنته بدأت تهمس في اذنه
- انت انخلقت عشاني راجس .. انت مو زي اخوانك .. انت جيت للدنيا ذي عشان تكون معاي .. عشان لا اكون لوحدي .. عشان لا استند على احد غيرك .. ذا نصيبك من الدنيا ..

ملاحظة ؛ هنا ينتهي الحلم الا هو من الماضي ونرجع للحاضر

فتح راجس عيونه وهو يحس بدموع في وجهه

رفع يده بشويش ومررها على دموعه .. ليش تبكي ؟ على شي صار من سنين ؟! .. ولا على انك خالفت كلامها وما كنت سندتها وحميتها للاخير ؟

رفع يده بشويش وحس بثقل يد سياف الا كانت فوق خصره .. هو كان نايم على جنبه .. ظهره ناحيت سياف الا كان نايم ويده فوقه بس ما كان لاصق فيه .. يمكن عشان كذا ما حس براجس وفزته لما صحي .. او يمكن راجس صحي بهدوء من ذا الحلم

هو مرر يدينه على عيونه .. ليش تبكي ؟ .. شي بوجعك ؟ .. لا .. هو مو قادر يحس بشي ..

ليش تراجعك ذكريات انت سبق وتجاوزتها فجأة ؟! .. ليش الان ! .. هل لانو عادل كان في بالمرات الا فاتت بس دي المرة هو لحاله ؟ .. ولا لانو الماضي جالس يطارده وهو بدأ يفقد اعصابه فعقله جالس يطلع الذكريات المدفونة فجأة

مسح عيونه قبل ما يبعد يد سياف بهدوء وهو كاتم نفسه عشان ما يبغى سياف يصحى

لمجرد ما تحرر من يد سياف هو رفع جسمه وتحرك من السرير للطاقة المطلة على الشارع .. لسه النور ما ظهر .. الوقت جدا بدري ..