الفصل الثامن و الثلاثون

16.8K 1.3K 580
                                    

#الفصل_الثامن_و_الثلاثون
#صراع_الحب_و_الكبرياء

دخلت لغرفتها و هي مصرة لحظة ما تظل ببيت ابوها بوجود زوجته، ما تظل وياها بمكان واحد بعد ما طردتها من البيت و شمرت غراضها بالشارع ...

أعصابها مشتعلة مثل كتلة نار تسعر بيها، بسرعة بسرعة بدلت ملابسها و طلعت لهم، إخوانها صافنين، محتارين بين أخذتهم و امهم الي ما فرحوا برجعتها حتى .. أجواء البيت توترت بعد سكون الصبح، و هي مستحيل تتراجع عن قرارها،
- بابا أريد اروح ...

- بابا وين توليين، وين تولين فهميني ؟!

- وديني لامي، إنت وعدتني البارحة ...

تنهد يهدي أعصابه الثائرة و رد،
- بابا مو هالشكل تروحين ...

- ما بية شي .. البارحة جنت مريضة و طبت .. هسة تودوني ...

- لا إله إلا أنت ربي، لج بابا تخبلتي ؟! وين اوديج من الصباحيات ؟! أكو واحد يزور ناس وية الريوكَ ؟!

- ما رايحة أزورها، أروح اظل يمها ... ببيت جدي سويت مشاكل، و هنا سويت مشاكل؛ ودوني لامي ولا تشوفون وجهي ولا اسوي لكم مشاكل ...

صفن عليها مصدوم من هذا الحجي، ذبته كله مرة وحدة، و هو مو حمل يخسرها بعد ما تعب عمره كله حتى يلمها تحت جناحه .. كَعد على القنفة و ملامح التعب مسيطرة عليه،
- بابا اكَعدي بنيتي، وين تروحين ؟! تعوفين بيت ابوج و تروحين لبيت عمج عادل ؟!! هي هاي تاليها ؟!!

تقربت منه و كَعدت يم رجليه على الأرض و لزمت إيده و هي تنطق بنبرة توسل،
- مو جنت عايشة ببيته طول عمري ؟! فدوة اروحلك بابا خل اروح، بس هالفترة، والله تعبانة، و اريد امي .. انتو ما مقصرين علية والله، بس اني اريد امي، والله بس هالفترة .. الله يخليك بابا ...

باوع لها بنظراته الهايمة بتعب من كل شي يصير، ما يطاوعه كَلبه تروح، بس صارت هواية أشياء، عجز يفهم بنته، عجز يحتويها، ما يكَدر لوحده بدون أم .. و كالعادة دموعها و توسلاتها كانت كفيلة بأن يستسلم و صاح على وسام،
- كَوم ودي أختك ...

على أعصابه طلب من أخوها يوصلها، و ملامح وجهه غير راضية .. همست بنبرة توسّل،
- بابا لا تزعل مني ..
و باست راسه و هي تكمل،
- والله محتاجة أمي ...

- روحي بابا، هاهية روحي ...

- يعني انت راضي ؟! ما زعلان مني ؟!

لمها لصدره و باس راسها بشمة و هو يكَول،
- كل الي يريحج ارضى بيه، بس تعودت عليج بابا، صعبة اعوفج ببيت غيري و اني الأحق بيج ...

- ما اعوفك اني، والله ما اعوفك .. بس ارتاح جم يوم ...

- روحي ارتاحي وليدي .. الله يريح كَلبي و كَلبج .. يلا كَومي لا تتأخرين على اخوج ...

صراع الحب و الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن