الفصل الثلاثون

19.6K 1.1K 461
                                    

#الفصل_الثلاثون
#صراع_الحب_و_الكبرياء

إجى لبيت جده مثل ما متعود لما يكون عنده شغل مهم و يبحث عن الهدوء و العزلة، و تفاجأ بحال جارته الساكنة بيت جده .. و بدل لا يكَعد يدرس، سهر على راحتها متربع أرضاً بجانب سريرها و يمسّد على خصلاتها و يطمنها ببعض الذكر الحكيم و همساته بإنه بالجوار للمساندة و الحماية إلى أن نامت بسلام و لا إيده الي توقفت عن مداعبة خصلاتها، و لا عيونه الي فارقت ملامحها الغافية بهدوء و بلمحة طفولية .. هدوء و سلام بملامحها لو شافها أي بشر راح يكَول هذا نسمة هادئة مستحيل تجرح بكلام أو ترد على كلام قاسي غير بالدموع، بس الحقيقة آه من الحقيقة ..
بالحقيقة ما هي إلا عاصفة على هيئة حمل ودود ...

شي بداخله يمنعه من تركها و العودة بأدراجه حيث غرفته، و دراسة امتحانه المزعوم .. ما يعرف شنو هو، بس أكيد ما يريدها تكَعد خايفة مرة ثانية و تلكَى نفسها وحيدة ...

دقّت الساعة الثانية بعد منتصف الليل و قرر النهوض .. مر وقت كافي منذ أن غفت، و حالياً يكَدر يتركها مطمئن ...

توجه لغرفته، ترك كتبه و كل الي إجى من أجله، و تمدد على سريره سارح بأفكاره عن الغازية الي غزت أفكاره و احتلتها بسيطرة تامة، و بدون أدنى جهد منها .. يا ليتها بذلت جهد ولو قليل؛ حتى يكَدر يتهمها بإغواءه و ينطي لنفسه عذر، بس يبدو إنه الموضوع أكبر ...

شوية و رجع يستذكر لجوئها لحضنه تحتمي بيه من كوابيس و أوجاع أرقتها و أرعبتها .. صغيرة هي .. أصغر منه بسبع سنوات، بس عاشت معاناة أكبر من عمرها، و أكبر من طاقتها على الاحتمال .. و هو الكبير؛ عجز يحتويها و يحتوي أوجاعها ...

و من بين أفكاره المنصبّة قلباً و قالباً عليها، داعب الوسن أجفانه المتعبة، و غط في نوم عميق ...

....

كَعدت من نومها الصبح .. طلعت للحمام تغسل و برجعتها شافته كَاعد على سجادته يسلم منهياً صلاته .. و قررت تتشكر منه على اهتمامه بيها بالفترة الأخيرة ...

تقربت من باب غرفته المردود، صارت عينها بعينه و نهض يطوي سجادته و يعدل ببلوزته البيتية، من شافته و شافها أناقته عنده رقم واحد، حتى بالبيت ...

دكَت على الباب تستأذن، مدت راسها منه و دفعته و على وجهها ابتسامة محرجة،
- صباح الخير ...

بادلها الابتسامة و هو يرد،
- صباح النور ...

- تقبل الله ...

خلى سجادته على الكرسي و رد بابتسامة،
- منا و منج .. شلونج اليوم ؟

دنكَت راسها بلمحة خجل من استذكارها لتفاصيل الليلة الماضية و ردت،
- الحمد لله زينة .. أاا، يعني ردت اشكرك ...

تقرب منها بخطوات بطيئة و ابتسامة مستمتعة،
- على شنو ؟!

- على البارحة ..

صراع الحب و الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن