مشهد

61.5K 1.7K 209
                                    


كَاعدة على أرضية الغرفة و ظهرها للباب و مسترسلة بكلامها و استغربت سكوتهم
- شكوو شبيكم، لك أوس كمل ...

إجاها من خلف ظهرها صوت بارد مثل الصقيع،
- وطن انتظرج بالغرفة ..

و اختفى بسرعة و ما شافت منه غير غباره،
ديما تنفست بعمق،
- الحمد لله .. جان اكلنا رزالة غسل و لبس ..

جرت عينها بامتعاض،
- و ليش عيني يرزلنا ؟ شمسويله قابل ؟!

تغريد،
- لج قابل ما تعرفيه، عنده دراسات و بحوث و يتخبل من الصوت العالي ...

- اووي الله يعينكم عليه، شكَد حقنة ..

أوس و هو ميت ضحك على منظرها،
- صحيح و الله من كَعدت لهسة تكَول بالعة مسجل لوك لوك لوك، و سالفة تجر سوالف و الضحك واصل لراس الشارع .. ديلا يابة روحي اكلي المقسوم ...

ظلت تاكل شفايفها بقلق،
- و اني شمدريني بيه هنا ! أوس حباب تعال وياية ..

- لا حبابة نشكر الدعوة اللطيفة، هي رزالة و ابوج الله يرحمه .. توكلي ..

التفتت لتغريد بعيون متوسلة إنه تنقذها، بس هي الثانية خذلتها،
- لج امشي لا يجي يطيح حظنا واحد فوكَ اللاخ ...

بعدها ما خلصت جملتها و اجتهم صيحة هزت جدران الهول عليهم،
- لج وين صرتي ؟!

- يلا ولج فوتي و الهوا بظهرج .. احنا راح نشجعج منا ...

فزت من صيحته و تقربت بتردد من غرفته، تقدم رجل و تأخر الثانية تتمنى تختفي قبل لا تواجهه .. دكَت الباب مرتين و دخلت للغرفة و عافت الباب مفتوح ..

مشغول يتصفح رفع عيونه تلتقي بعيونها الجريئة بلمحة خجل .. خليط غريب تجمّع بهذه العيون .. تفحصها من راسها لأخمص قدميها .. بجامة رمادية اللون و بلوزة وردية نص ردان مرسوم عليها أرنب أبيض و إذاناته رمادية .. شعرها الأسود الفاحم نازل على متونها و واصل لمنتصف ظهرها ..
لا إرادياً دخلت إيديها بجيوب بلوزتها الصايرة بإذانات الأرنب بحركة طفولية ما تنم عن عمر ناضج أبداً .. يكتسي ملامحها خجل نادر من جرأة نظراته المتفحصة ...

تنفّس بعمق .. بحياته ما كان من الي يدققون بملابس الإناث، بس هذه و بهذا منظرها .. توجه له دعوة مفتوحة للتفحص و إمعان النظر بمفاتنها ..

ظلت تاكل بشفايفها منتظرته يرحمها و ينهي جولته التفحصيّة هذه،
- ابن عمي ردت شي ؟!

خزرها و رد بصوت جاف،
- ساعتين انتظرج خاتون ؟!

- آاااه لاا بس شسمه ...

قاطعها،
- سدي الباب و تعاي احاجيج ...

ردت بشجاعة،
- ماكو داعي اسدّ الباب هيج احسن، كَول شرايد ؟!

نهض من مكانه بهدوء و تمشى للباب بهدوء مرعب و طبكَه بقوة خلت الرجفة تسري بجسمها ..

صراع الحب و الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن