1

6.9K 209 49
                                    


قمر دموي متكامل كاللؤلؤة في عتمة سماء الليل الأسود وغيوم تشكلت كظلال لظلام السماء المرصعة بالنجوم ذات الإضاءة الخافتة ورياح حملت معها غباراً من أنحاء القارات مع ورق الشجر الذابل، خطوات بحذاء أسود مسنن ثقيلة خطت في الوحل يديه تغوص جيوب معطفه الطويل بينما أرتد معطفه مظهراً بنطاله الأسود ذو الحزام الذهبي وملابسه العلوية التي لم تخلو من اللون الأسود من ما طغى عليه جبروت لا ينكر.

يسير على الطريق الجانبي الفاصل بين العاصمة والقرى الصغرى، رفع رأسه يتفقد طريقه بشرود وشعره البني الكثيف يحجب إحدى عينيه العسلية ويغطي وجهه قناع أسود لم يخفي حدة فكه وجمال ملامحه المخبئة خلفه.
غلبه الشعور بالنعاس والتعب فأسقط جسده على الأرض المتسخة بإهمال يتأمل النجوم بأنفاس متهدجة غادرت ثغره وأصدمت بقماش القناع مولدة حرارة أزعجته رغم برودة الجو وبحركة مهملة من يده أخرج القناع من خلف أذنيه ودفعه أرضاً بجانبه يعود لتأمل النجوم بخمول حتى غطى في نوم عميق غير أبه بما حوله. أشرقت شمس الصباح الدافئة ولامست أشعتها الساخنة وجهه من ما أزعجه فنهض مستقيماً عينيه شبه مغلقة ثم أتجه إلى شجرة عملاقة قريبة منه يستلقي تحت ظلها مكملاً نومه. لكن لم تمر لحظات من الشعور بالراحة في غفوته وها قد رن هاتفه المحمول مفسداً عليه هذه الراحة حاول تجاهل الرنين تخرج من ثغره تمتمات تعبر عن غضبه إلا أن توقف رنين الهاتف فشعت إبتسامة طفولية على شفتيه وعبرت عينيه عن متعته بهذه القيلولة لكن عاد الرنين مجدداً وأضطر للنهوض وفعلاً نهض سريعاً غاضباً مع ذلك حمل الهاتف بهدوء يضغط على الشاشة رفعاً به إلى أذنه وتثأب بكسل يقول قبل أن يعرب الطرف الأخر عن كلماته:

- ماذا تريد؟

- أين أنت؟!

سأل المتصل بنبرة حادة غاضبة فتلفت ينظر حوله بخمول وفرك أذنه الأخرى بنعاس ثم أجاب بنبرة خاملة:

- لا أعلم

- ماذا تعني بأنك لا تعلم؟

تضاعف الغضب في صوت المتصل لكن الجالس تحت ظل الشجرة لم يجب واكتفى بتنهيدة ثقيلة.

اغضبت برودة أعصابه الطرف الأخر لذا صاح هذا الشخص على الخط بنفاذ صبر:

- أليوت كف عن هذه المهزلة لم أعد أتحمل قلة المسؤولية التي لديك

- أحتجت للنوم لذا غادرت

قاطع أليوت حديث الأخر ويبدو أن الكيل طفح معه أيضا.

- للنوم للنوم أليوت لقد سببت فوضى عارمة ثم تختفي لأيام والتبرير الذي تقدومه الأن هو حاجتك للنوم

صرخ نهاية حديثه بغضب مما جعل أليوت يبعد الهاتف عن أذنه بإنزعاج مغلقاً عينيه ثم سريعاً ما أعاد الهاتف يفتح فمه ناوياً الحديث بينا يفتح عينيه لكن الأخر تحدث بنبرة قوية لا يعطي له مجالاً للكلام:

Eliotحيث تعيش القصص. اكتشف الآن