خرج بصعوبة من الغرفة ثم يظهر عبدالرحمن و هو يضع عوامة صفراء اللون تشبه البطة.. ابتسم بحماس و هو يقول:انا نفخت البطة..يلا انا جاهز.
تلقي عبدالرحمن صفعة علي مؤخرة رأسه من يحيي الذي قال:مش عيب علي سنك ي بغل انت؟
لتقول فريدة التي تفحصته بنظرات استغراب:والله انا شخصياً هستعر منه.
دافع عبدالرحمن عن نفسه:هو في ايه يجماعه احنا رايحين ننبسط.. وبعدين انا مبعرفش اعوم و بخاف من البحر.
رد يحيي منفعلاً:تقوم تلبس بطه؟ ياخي ياريتك جبت عوامه فلامنجو.
قال عبدالرحمن:تصدق روحت سألت عليها بس ملقتش منها قالولي خلصت..مسحوبة من السوق جامد.
ضحك يحيي معه لثواني قبل أن تنقلب تعابير وجهه فجأة و يقول بتحذير:أسمع يالا.. و المصحف الشريف انا ما نازل معاك بالمنظر دا.
ردت فريدة:مصحف ايه ي يحيي ما تفوق يابني.. الا ما شوفتك مره بتحلف بالإنجيل.
صاح في وجهها يحيي:ياستي انتي مال اهلك دا انتي عيلة حشراية جدا.
شهقت فريدة:انت بتعلي صوتك عليا انا؟ طب تعالي بقا.
خرجت سمر و عمار و أقتربا يفصلان بينهما بصعوبة بعدما كادت أن تلتهمه فريدة..نزلت الدرج و هي تقول بتذمر:بقي دي أشكال تتصاحب.. واحد لابسلي نضارة من سبيستون و التاني لابس مايوه عليه بطوط و عم دهب و التالت لابس عوامة علي شكل بطة.
دفعها يحيي بخفة و هو يقول:ما خلاص يا ست سامية جمال انتي.جلست عائشة بجوار سمر علي الشاطئ الذي يعتبر نظيف بالنسبة لباقي شواطئ الإسكندرية وسألتها:ها يا ست انزحه الماية نضيفة ومفيش اطفال بتعمل حاجات وحشة؟
هزت رأسها وهي تقول بتعجرف:اهو..ماشي الحال.
ألتفت يحيي لعمار وهو يمازحه:بس ايه يشيخ عمار المايوه الجامد دا يخربيت سمانتك يا راجل.
ابتهج وجه عمار الذي نهض من مكانه:لا استني لما اوريك التقيل.
وقف عمار امامهم وخلع سترته القطنية البيضاء فظهرت عضلات جسده المثيرة.. ابتسمت له عائشة بإعجاب ثم أدارت وجهها بخجل بينما بحيي صرخ بصوت انوثي وهو يضع يديه علي وجهه:لالا ي مجنون ي متهور مش قدام الناس.
لتبادر سمر ساخرة من يحيي:شايف يالا ي فقير الفورمه؟
لينهض يحيي بإصرار شديد و يخلع سترته هو الاخر ويقف بجواره بجسده النحيل محاولاً إبراز عضلات جسده لتبادر عائشة مازحة:اهو دا الفرق بين البيتزا اللي بتجيبها من برا واللي امك بتعملها ف البيت.
تصنع يحيي التضايق وهو يقول:انا مليش غير عبدالرحمن.. ي بوددددييي ي بوودييي.
ثم ركض كالأطفال نحو البحر وألقي نفسه فيه لتقول سمر وهي تضيق عينيها بتأثر:دبشه وقعه ف الترعه.
قهقهوا معاً قبل أن تنهض عائشة وهو تتحدث لسمر :احنا هننزل البحر احنا كمان خليكي انتي قاعده قرفانه من البحر و من عيشتك كدا.
أدارت سمر وجهها بتذمر كالأطفال وهي تضع سماعات اذنها وتغمض عينيها بإسترخاء.. وقف يحيي علي كتفي عمار وقفز في الماء بطريقة استعراضية وهم يلهون معاً بينما عبدالرحمن يسبح قريباً من الشاطئ بالعوامة الصفراء خاصته ليسخر منه عمار قائلاً:شوفوا الاهبل بيعوم فين اكنه لسه 7سنين.
نظروا نحوهه بسخرية فكان مغمض العينين بإسترخاء لتبادر فريدة:طب اراهنكم لو مكنش الواد دا بيعمل كيكي ف الماية دلوقتي؟
اشمئز عمار و عائشة و هما يبتعدان بعيداً عنه.. نظرت عائشة حولها وهي تتسائل:جدعان هو يحيي راح فين؟
نظروا حولهم في البحر باحثين عنه فلم يجدوه.. غطست فريدة بالأسفل وهي تبحث عنه ولكنها لم تجد له أثر.. بدأ الجميع يرتبك و الهلع يسود الموقف.. ركضوا للخارج مسرعين لسمر يسألونها :مشفتيش يحيي؟
ولكنها ردت:لا مهو كان معاكم.
ازداد الارتباك والخوف لدي الجميع ليبادر عبدالرحمن:طب اهدوا بس هو ممكن تكون الموجه بعدته عنا شويه وهو تاه مثلاً.
صاحت فيه فريدة التي بدأت ترتجف من شدة الخوف:تاه ايه هو عيل صغير!
فهدأتها سمر:يابنتي اهدي اكيد تاه فعلا.
ليقترح عبدالرحمن:طيب انا هروح مع فريدة ندور عليه.
ركضت سمر خلفهما:استنوا هاجي معاكم.
ركض ثلاثتهم يبحثون عنه بين الجميع ف الشاطئ وبداخل البحر في كل مكان بهلع حتي لمحت سمر شيئاً:جماعة بصوا كدا عند الشمسية الخضرا.
انتبهوا نحو الشمسية التي جلس اسفلها امرأة خمسينية بسيطة تحمل صحناً من الطعام وتقوم بإطعام فتي في فمه وقد جلس اسفل قدمها مربعاً القدمين وينظر لها للأعلي بإنتباه شديد وهي يمضغ طعاماً في فمه ويبدو أنها تقص عليه امراً في غاية الأهمية.. اقترب الرفاق أكثر منهما لينصتوا لهما حيث تحدثت المرأة:قعدت تزعق ولمت عليا نسوان العمارة كلها واقولها والله جوزي هيدفع الأيجار كمان اسبوع بالكتير دا اول مره يتأخر.. وهي ابداً عايزه تطردني ف الشارع انا وعيالي وجوزي المره الناقصة.. قمت ناديت ع البت منال خلتها جابتي مايه الغسيل الوسخه وكبتهالها علي السلم ومش بس كدا و كبتها علي غسيلها من البلكونة والدنيا شاطت اكتر.
هز يحيي رأسه متفقاً وهو ينظر لها بإنتباه:يخرابي اما ست ناقصه بصحيح.. وبعدين حصل ايه تاني؟
أكملت له بنبرة حزينة:والله مفيش ي يحيي يابني كلمه من هنا علي كلمة من هنا وافقت تستني ع الايجار اسبوع كمان..تاخد ورق عنب بقا؟
أومأ يحيي مستمتعاً وهو يمضغ:ايوا هاتيلي ورق عنب كفاية بتنجان وكوسة.
فتح يحيي فمه ليستقبل الطعام التي تمد يدها به لفمه ولكنه لمح اخيراً ثلاث افراد يقفون على مقربة ينظرون له نظرة خالية من التعابير.. ابتلع الطعام بصعوبة قبل أن ينحني له عبدالرحمن ويتحدث بحدة:وحياة أهلك؟! واحنا اللي مفكرينك غرقت؟
لتتسائل السيدة بعدم فهم:مين دول ي يحيي ي ابني؟
اجابها يحيي وهو ينهض من مكانه:دول صحابي اللي لسه كنت بحكيلك عنهم من حبه.. دا عبدالرحمن صاحبي..و دول..
نظر لسمر و فريدة بإشمئزاز كعادته قبل أن.يردف:لا دول مش مهميين خالص..ودي ام منال صاحبه اجدع صباع محشي.
جذبته فريدة بتوعد:دا انا اللي هلفك صباع محشي.
حمله عبدالرحمن بسهولة ثم يرحل به فتشبث يحيي به وهو يهتف لأم منا":اجيلك بعد بكرا ف التوقيت دا الاقيكي هنا زي ما اتفقنا.. اه وابقي اعملي مكرونة بشاميل بقا.
أسرع عمار و عائشة نحو عبدالرحمن الذي يسير حاملاً يحيي كأنه قام بإختطافه ثم يلقيه علي الرمال فجأة بغضب:البيه مش بس تاه زي العيل الصغير! دا كان برا الشط اصلا وقاعد مع ست كبيرة ف شط عام بتأكله محشي ف بوقه.
رفع كتفيه مدافعاً عن نفسه:اعمل ايه يعني بحب اعوم بضهري.. وبعدين انا ربنا خالقني اجتماعي والناس كلها بتحبني من اول دقيقة.
لوحت له سمر بسخرية:يا شيخ اتنيل.
رتبت عائشة علي كتف يحيي برفق:مش مهم يجماعة المهم انه كويس و وسطينا الحمدلله.
أنت تقرأ
أحمق في بيتي
Humorمجموعة من الفتيات و الشباب يجمعهم القدر ليعيشوا تحت سقف واحد رغماً عنهم.. يذهبون للجامعة معاً و يتناولون الطعام علي نفس المائدة كعائلة واحدة.. و لكن كيف سيتأقلمون علي هذا الوضع وسط تحديات تلك الحياة الجديدة مع أناس و بلدة جديدة!.. سيندمجون رغم اختل...