|١٤|

129 7 0
                                    

وصل الشباب الثلاثة لدوار الحجة أعتماد و كان رابعهم سامي و خامسهم عم عمار الضخم.. مال يحيي نحو عمار و تشبث في ملابسه هامساً:يسطا مين عمك اللي شنبه شبه المفتش كرومبو دا؟
همس له عمار و هما يصعدان الدرج:دا عمي الكبير عبدالقادر..دا عصبي جدا اوعي تستفزه.
فُتح باب الدوار علي مصرعيه و سار الرفاق نحو أحدي الغرف حيث خرجت الحجة اعتماد ركضاً لتعانق ابن أخيها بترحيب شديد ثم قبل عمار يدها و فعل سامي المثل بينما يحيي و عبدالرحمن صافحوها فقط.. قادتهم نحو غرفة الطعام حيث المائدة الطويلة التي تمتلئ باللحوم و الدجاج و الحمام و البط المشوي و بكميات كبيرة بالأضافة لأنواع الفواكة و الحلي العديدة.. اتسعت عينان عبد الرحمن مندهشاً:دا كتير اوي ي حجة اعتماد تعبتي نفسك ليه بس؟
جلست الحجة اعتماد و جلس علي يمينها عمار و علي يسارها يحيي:و لا كتير ولا حاچة يولدي خير ربنا كتير و الحمدلله.
ارتبك يحيي عندما جلس علي يساره العم عبدالقادر الذي انقض علي دكر البط المشوي و شقه نصفين ثم أخذ نصف:ولا كتير ولا حاجه كل يا عمار بدل ما انت خاسس و هفتان كدا.
وضعت الحجة اعتماد حمامة مشوية و بضع قطع اللحم و الكباب في صحون الشباب و هي تمسح علي ظهورهم بود و حنان:كلوا يولاد بالهنا و الشفا.. يا مرحب يا مرحب.
كان يحيي شهيته مسدودة و من المستحيل ان يتحمل تناول تلك الاطعمة الدسمة في هذا التوقيت المتأخر و خاصة أنه بحاجة للنوم الشديد و لا يشعر بالرغبة في فعل أي شئ أخر.. نظر لصحنه بقلة حيلة بينما الجميع بدأوا بتناول طعامهم بشهية.. نظر له عمار بتسائل فأشار له يحيي نحو صحنه و حرك شفتيه:مش هقدر تقيل اوي.
افزعه صوت عبدالقادر:انتو بتجولوا ايه؟
أسرع يحيي متلعثماً:مفيش دا انا بقوله الاكل حلو جوي..تسلم ايدك ي حجة.
نظر عبدالقادر ليحيي بتحذير:طب كُل.
وضع يحيي الحمامة في فمه مسرعاً و ألتهمها حتي أدار وجهه عنه فأبعدها و أجبر نفسه علي المضغ..بادرت الحجة اعتماد:ليك وحشة ي عمار يولدي.. اخبار الچامعة ايه و الامتحانات امتي؟
رد عمار بأدب:كمان شهر ان شاء الله يعمتي.. دعواتك لينا بقا.
رفعت يديها المتسختان للسماء و هي تدعي:الله يوفقكم و يستر طريقكم انتو و كل اللي ف سنكم ي قادر ي كريم و يرحم ابوك و يبشبش الطوبة اللي تحت راسه.
و بينما عبدالرحمن و عمار ينظران الحجة اعتماد بإبتسامة لطيفة أفزعهم صوت أصطدام رأس يحيي بصحنه بعدما أمسكه عبدالقادر من مؤخرة عنقه و دفعه نحو الصحن و لكن لم يتوقع أن يحيي بهذا الضعف الجسماني.. أو ربما لأن عبدالقادر قوته هائلة:ما تاكل يولد الاكل هيبرد..كل بدل ما انت نحيف و مخستع إكديه.
حاول يحيي أن يتجاهل الدوار الذي أصابه بسبب هذا الاصطدام المفاجئ:باكل اهو باكل.
دفع الطعام لفمه و تكاد عينيه تلتمع بالدموع و هو ينظر لرفيقيه بنظرة استنجاد.. تسائلت الحجة اعتماد:اسكندرية حلوة علي كدا؟
رد عمار:إلا حلوة يا عمتي.. و لا نسوانها.. ي ابوااااي.
بادر سامي ساخراً:و انت رايح هناك تبصبص علي النسوان ولا تدرس ي عمار؟
رد عبدالرحمن بدلا عنه:والله ي سامي ي اخويا الواحد بيبقي ف حاله يلاقي هوت شورت معدي قدامه.
نظر عبدالقادر بإشمئزاز لعبدالرحمن:ايه الهوت شورت ديه؟
اجابه سامي و هو يلتهم دجاجته:مايوه ي عمي.
سخرت منه الحجة اعتماد:اكتم انت و هو مش فاهمين حاچة كده.. الهوت شورت ديه شورت فوق الركبة.. كيف اللي بتلبسه مريم فارس ف الساحل.
انبهر يحيي بمعلومات و نباهة الحجة اعتماد و صفق بيديه قائلاً:اشطا عليكي احجة اعتمااااد.
وجد أحدهم يدفعه في ذراعه بقوة لدرجة أنه سقط من فوق الكرسي:اتأدب و انت بتكلم الحجة يولد.
هلعت اعتماد ليحيي و ساعدته علي النهوض:اسم الله عليك يولدي.. ما بشويش علي الولد يا عبدالقادر.
تجاهلها عبدالقادر و هو يكمل طعامه و كأن شيئاً لم يحدث.. تماسك يحيي و عاد للجلوس مجدداً بينما عمار ينظر له بإعتذار شديد.. ضحك عبدالرحمن مخففاً من حدة الموقف:معلش اصل يحيي عنده انيميا.
نظر عبدالقادر نحو يحيي بتفحص و علي وجهه نظرة سخرية:ما باين عليه.. و ايه المكرونة البسكلته اللي انت عاملها ف شعرك ديه؟
خرج يحيي عن هدوئه و تحدث منفعلاً:لا بقا انا ساكتلك من الصبح.. اولاً اسمها مكرونة اسبكتي ثانياً دا كيرلي هير.. انت عارف انا بصرف علي شعري المش عاجبك دا قد ايه ف الشهر؟
عينيه تتسع تدريجياً و شعر يحيي لوهلة كأن شاربه أيضاً يتضخم.. وجهه تورد بشدة و عينيه تكاد تلتهمه من شدة الغضب.. ثواني قليلة و وجد يحيي مسدساً مصوب لرأسه و عبدالقادر يقول بصوته الخشن:انت بتعلي صوتك عليا ي ولد؟.. اتشاهد علي روحك.

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن