وقفت سلمي تُقطع حلقات من البصل و تمسح دموعها التي تنهمر بلا توقف في حين تقف فريدة هي الأخري تدمع عينيها و لكنها تحكي:مضايقة اوي ي بت ي سلمي..كلها 3تيام و هتسافر و تسيبني تاني.. اول مره احس انها هتوحشني.
رفعت سلمي يديها للأعلي و التي كانت تحمل في إحداهما السكينة و الأخري قطعة من البصل:ياختي ربنا يهديهالك كمان و كمان.. عقبال الخروف ابوكي دا.
لوحت فريدة بيدها بوجه مشمئز:الله يجحمه مطرح ما هو قاعد.
استدارت لها سلمي و قالت بلوم:لا مش للدرجاتي هو ابوكي بردو.. ادعي ربنا يخده مره واحدة.
رفعت فريدة يديها و هي تدعو في حين قاطعهما صوت أحمد يأتي من النافذة:بت ي سمسمه.
اقتربت سلمي من النافذة و ردت بصوت مسموع:ايه يا حمو؟
أتي صوت أحمد من الأسفل:احط كام فص توم علي الملوخية.
ردت سلمي بصوت عالي:حط اربعه كبار و اتوصي بالكزبرة.
عادت سلمي لتتحدث لفريدة:هو الواد يحيي عامل من بنها بردو؟
اسندت ظهرها للحائط و هي تقول بوجه متأثر:مش معبرني ولا اكني كنت ف يوم اقرب حد ليه.
قاطعهما مجدداً صوت شهقة عالية فركضت سلمي نحو الشرفة بفزع:هببت ايه يا منيل؟
أتي صوت أحمد يقول بحماس:دا انا بشهق ع الملوخية.
أدارت وجهها بنفاذ صبر و هي تتمتم:متخلفف.
بادرت فريدة:ألا صحيح مش البت ملك واقعه لشوشتها خالص.
ضحكت سلمي ساخرة:ما الاتنين ضاربين زي بعض.
قاطعهما صوت طرقات علي باب المنزل و كادت أن تغادر فريدة المطبخ و لكن سبقتها ملك.. نظرت ملك لعبدالرحمن نظرة تفحص سريعة و هو يقول:صباح الخير..كنت عايزك ف حوار كدا انا و يحيي..
قاطعته ملك بعدم اهتمام:طيب طيب شوية و انزلكم.
كادت ان تغلق الباب في وجهه مجدداً فدفع الباب بيد و جذبها من ملابسها بيده الأخري:دا انتي الذوق مش نافع معاكي بقا.
ركضت علي الدرج و هي تدافع عن نفسها:ياجدع مش قصدي اقفله ف خلقتك..الله..دا انت قلبك اسود اوي.
دخلت منزلهم و ألتفتت له:متزوقش طااه.
ظهر أمامه أحمد فارداً صدره بشموخ و يقول بصوت خشن:مالك بيها يا نجم؟
أتي صوت يحيي الذي جلس علي الكرسي حول المائدة:ياجدعاااان..هقطع الشيك وربنا.
ركضت ملك لتجلس علي الكرسي الذي يجاوره:الكلام علي كام مليون بقا؟
نظر لها يحيي بضيق عينيه:اول ما سمعتي سيرة الفلوس جيتي جري يعني.
ارجعت ظهرها للخلف و هي تقول بلوم:آيووه عليك! دا انا كنت هقولك تستثمرهم فين!
سألها يحيي بفضول:فين؟
غمزت بعينها و هي ترد:ف جيبي.
ذم شفتيه و أدار وجهه عنها:حد يشيل الكائن دا من قدامي.. وبعدين هي فين رئيسة العصابة؟
رد عبدالرحمن:اصلها نايمة ف مهنتش عليا اصحيها.
رد يحيي ساخراً:لا صحيها يا سيد يا عاطفي..و هات ف ايدك الهبلة التانية و سيب عايشة تلهي فريدة.
اومأ عبدالرحمن برأسه و غادر المنزل في حين أقتربت منه ملك تقترح:ما تجيب احوشهملك معايا؟
رفع يحيي رأسه للأعلي و همس:الصبر من عندك يارب.
قاطعهم دخول سمر و سلمي و عبدالرحمن المنزل و هم يقهقهون معاً علي شيئاً لم يسمعه الرفاق فنهض يحيي و قاطع ضحكاتهم:فريدة حست بيكم؟
انضمت سلمي للطاولة و جلست بجوار أحمد:لا دا انا سبتها مع عايشة بيحضروا الغدا فوق.
تنفس يحيي بإرتياح:طب اقعدوا بسرعة بقا عشان عايز اخد رأيكم ف حاجه مه..
قاطعه أحمد موجهاً حديثه لسلمي و سمر حيث جلست إحداهما علي يمينه و الأخر علي يساره:يحيي عايز يستثمر.
طرقعت سلمي بأصابعها قائلة:احنا نصدر حواوشي.
ألتمعت عيني سمر بالفكرة العبقرية و ردت بحماس:فكرة هايلة.. و اهو حتي الكلاب تقل ف الشارع شوية.
بينما أحمد يجلس بينهما يومأ برأسه معجباً بالفكرة في حين تنفس يحيي بنفاذ صبر قبل أن يبادر بنبرة هادئة:ممكن تسمعوني الاول و بعدين اللي ف بطنه فكرة يطرشها؟
حركوا جميعهم رؤوسهم بإتفاق قبل أن ينهض و يقول بإبتسامة خفيفة:انا.. انا عايز افاجئ فريدة و عايزكم تقترحوا عليا فكرة و تساعدوني انفذها.
رفعت سمر يدها مسرعة:انا عندي فكرة..انا هطلع اندهلها و انت تقف ورا باب الشقة اول ما تدخل تخضها.
أدار عبدالرحمن وجهه لها قائلاً:بيقولك عايز يفاجئها مش يجيبلها صرع!
اخفضت رأسها بإحباط في حين رفعت ملك يدها بعينان تلتمع بحماس:انا عندي فكرة تانية.
ضم يحيي ذراعيه و وقف بالقرب منها:قولي شكلك شغلتي مخك.
قالت ملك:فريدة عيد ميلادها بكرا.. ف احنا نروح نجيبلها تورته و بلالين..
قاطعها يحيي قائلاً بإبتسامة متسعة:انا قولت بردو البت ملك اللي هتفهمني..كملي و بعدين؟
أردفت ملك بثقة:و نقوم نوقفك ورا الباب أول ما تدخل تقوم لاطشها بالتورته ف وشها.
تفاجئت به يرفع قميصه كي يحرر حزام بنطاله:هي الفكرة معجبتكش ولا ايه!
لم تشعر بنفسها إلا و هو يجذبها من ملابسها لباب المنزل:متجيش هنا تاني..سمعتي ولا لا؟
أغلق الباب بقوة و ألتفت خلفه و هو يضرب بحزامه علي الكرسي ليصدر ضجيج أرعبهم.. انكمشوا في أماكنهم و هم ينظرون له بهلع:اللي مش هيشغل مخه همده بالحزام و علي طي..
أسرعت سلمي بالرد و هي ترفع يدها التي ترتجف:خلاص خلاص.. انا هقولك فكرة.
أقترب ليقف خلفها و هو يستمع لإقتراحها:فريدة من شوية و احنا ف المطبخ قالتلي ان مامتها ناوية تعملها عيد ميلاد بكرا و انها نازله انهارده بليل معاها يشتروا شوية حاجات.
سألها يحيي:مقالتلكيش هتعملها العيد ميلاد فين؟
حركت سلمي رأسها:تقريبا عندها ف الفندق..و قالت هتخرجها و تلففها بالعربية شوية و كدا.
تنهد يحيي:مينفعش..لازم مكان يكفينا كلنا.
صمت يحيي يفكر في حين بادر عمار:عبده.. فاكر المكان اللي عدينا عليه بعربيتك السنة اللي فاتت و فريدة و عايشة كانوا نفسهم ندخله؟
ضيق عبدالرحمن عينيه و هو يتذكر:فاكره اه بس دا كان غالي اوي و لازم بحجز قبلها.
تسائل يحيي:انتو لسه فاكرين مكانه؟
اومأ عمار:يعني بالشبه كدا.
صمت يحيي و وقف يأكل أظافر يده و هو يفكر بحيرة قبل أن ينطق بحزم:ماشي خلاص دي عليا.. دلوقتي عايز حد فيكم ينزل معايا الصاغه.
تسائلت سلمي بنظرة بلهاء:ايه دا ليه؟
نظر لها يحيي لثواني نظرة خالية من التعبير قبل أن يرد ببساطة:اصلي معجب بأحمد بقالي فترة قولت ما ادخل البيت من بابه.
رد أحمد بإبتسامة خجولة:كلم بابا الأول لو وافق هفكر.
أظهر يحيي حزامه مجدداً فأسرعت سمر:خلاص هنزل معاك انا..احنا بنات و هيبقي ذوقنا زي بعض.
اقترح عبدالرحمن:طيب قوموا بسرعة اوصلكم بالعربية قبل ما يجي معاد الشغل.
نهضت سمر مسرعة للأعلي لتبدل ملابسها بينما عبدالرحمن حمل مفاتيح سيارته و نزل الدرج في حين وقف يحيي يرتدي حذائه و هو يقول لسلمي بتوعد:عارفة يا سلمي لو فتنتني بكلمة لفريدة هعمل فيكي ايه؟
نظرت له بإستخفاف:هتعمل ايه يعني؟
رد يحيي:هخدهم كلهم معايا عيد الميلاد و اربطك ف رجل الكنبة هنا و اسيبك تموتي من الفضول و الملل..و اقولك حاجة؟ مش هشيلك حته جاتوه.
أتسعت عينيها بهلع و هي تتخيل هذا السيناريو:لالا خلاص..هسكت و مش هقع بلساني.
أنت تقرأ
أحمق في بيتي
Humorمجموعة من الفتيات و الشباب يجمعهم القدر ليعيشوا تحت سقف واحد رغماً عنهم.. يذهبون للجامعة معاً و يتناولون الطعام علي نفس المائدة كعائلة واحدة.. و لكن كيف سيتأقلمون علي هذا الوضع وسط تحديات تلك الحياة الجديدة مع أناس و بلدة جديدة!.. سيندمجون رغم اختل...