وقف يحيي في الشرفة عينيه تراقب شرفة المبني المقابل..لم تظهر منذ أيام و قد بدأ يشعر بالإعجاب نحوها..أراد أن يفعل شيئاً يجعلها تخرج للشرفة فيراها فأخذ ينظر حوله عن شيئاً خفيفاً لقذفه نحو شرفتها.. لم يجد سوي تلك المشابك البلاستيكية فحمل البعض في يده و أخذ يقذفهم واحدة تلو الأخري.. سمع صوت عائشة الصاخب يأتي من الداخل و هي تنادي:يحيي.. ولا ي يحيي.
همس يحيي لنفسه:غوري ف داهية بقا مش وقتك.
دخلت عائشة الشرفة وهي تنادي بصوتها العالي:انت يزفت ي يحيي مش بنادي.
شهقت و هي تنظر للمشابك التي يحملها فخطفتهم من بين يديه مسرعة و تقول بنبرتها الصاخبة:يخيبك!! بقا عمال تحدف المشابك علي بنت الجيران عشان تطلعلك؟
لاحظ يحيي أن تلك الفتاة فتحت شرفتها و وقفت تراقبهما بذهول ولكن عائشة أكملت حديثها:و لما انت تحدف المشابك كلها هيتبقي ايه أنشرلك بيه بوكسراتك!..و بعدين ياخويا مالها واكله دماغك..
قاطعها عندما دفعها للداخل بقوة و أغلق الشرفة مسرعاً:متزقش الله.. الحق عليا خايفة علي مصلحتك.
صاح في وجهها و هو في قمة غضبه:انتي اييييه!! مركبة ميكروفون جامع في زورك!!
سعلت عائشة و هي تضع كف يدها في مقابلته:خمسة ف عينك انهاردة الخميس يوم خمسة ف شهر خمسة الساعة خم..
قاطعها يحيي و هو يصيح غاضباً:هحسدك علي ايييه ي اختي!!
تدخلت فريدة بنبرة هادئة:في ايه يخويا انت هتردح للبت ولا ايه ولا من كتر قعدتك مع النسوان ع المصاطب.. و بعدين دي قلبها عليك.
تصنع يحيي المفاجأة و هو يقول:يااا شييخة.. يعني مش انتي اللي بعتاها عشان تجرسني كدا؟
جلست فريدة بجوار عمار علي الاريكة ليقول عمار له بنظرة شماتة:اخص عليك ي يحيي.. فريدة مترضلكش الفضيحة ابداً.
أردفت فريدة:و بعدين انا عايزة مصلحته ي شيخ عمار.. بقوله قول اشهد ان لا إله الا الله و أن محمداً رسول الله مش راضي يقولها.
مال يحيي نحوها و تحدث بهدوء:تصدقني و تأمني بالله.
ردت فريدة:لا إله الا الله.
أردفت يحيي:انتي هتخليني اكفر.
شهقت فريدة بصدمة:شوف ي شيخ عمار!.. خيراً تعمل شراً تلقي.
تجاهلهما يحيي الذي دخل غرفته و أغلق بابها بقوة.. حدث نفسه و هو يجول بداخلها ذهاباً و إياباً:ياربي انا هلاقيها منين ولا منين.. الست بهية.. و لا عالم المتخلفين اللي اترميت وسطهم غصب دول..كله كوم و الوليه ام مسلسلات تركي دي!!
انقطع التيار الكهربائي فصعق يحيي و تعثرت قدميه وهو يركض لخارج الغرفة و يردد:انا اسف والله اسف.. ي عماااار الزفتتت.
ركض نحوه عمار و هو يتماسك فيه:الحجني ي يحيي ي اخويا انا جتتي لبشت.
تسائل يحيي بصوته الذي يرتجف:امال فين عبده و البنات؟
رد عبدالرحمن و فريدة و عائشة في آن واحد من خلفهما:احنا هنا اهو.
قفز يحيي و عمار في اماكنهما بفزع:ايههه هي ناقصة خضة انتو كمان.
قاطعهم صوت بهية الذي عرفوا صداه جيداً:حبيت افكرك بس ان انهارده اخر ليلة مسموح ليكم تناموا فيها ف الشقة.. من بكرا الدكر ابن الدكر اللي هلاقيه..
قاطعتها عائشة:هو ايه العفريته اللي بتشرشرح دي.. بقولك ايه ي ولية انتي انا مسمحلكيش تتكلمي مع صحابي و اخواتي كدا و دا بيتهم غصب عنك.
انهت جملتها عائشة و قبل أن يحييها رفاقها علي شجاعتها أنغلقت النوافذ بقوة معاً فهلع كلاً منهم بالصراخ و الأرتجاف و الاعتذار وكانت اولهم عائشة..انفعل عمار بلهجته الصعيدية:بجولك ايه ي ست بهية انا مش راضي اقل ادبي.. اقسم بالله أية الكرسي تولع في اللي جابوكي.
اتي صوت قهقهات الست بهية من اللامكان قبل أن يتضايق عمار:الحق ي يحيي دي مش مصدقاني.
رفع كفيه للسماء و بدأ يتلو أية الكرسي بينما يحيي يختبئ خلفه و هو يردد:الله اكبررر.. الله اكبررر.
ابعده عمار عنه بتذمر و هو يقول:انت جاي تستشهد؟
عاد التيار الكهربائي ليقفز عمار بسعادة غامرة:حرقتها.. حرقت ابوها.
ردت فريدة بنظرة سخرية:حرقت مين ي شيخ عمار.. دا زمانها سابتكم بس عشان دمكم خفيف.
نظر عبدالرحمن حوله بتفحص ثم تسائل:امال فين سمر؟
تبادلوا النظرات بقلق قبل ان تقترب عائشة من باب غرفتهن و تفتحه فوجدت سمر تجلس علي فراشها ممسكة بمكبر الصوت و تكتم فمها من الضحكات.. اغلقت عائشة الباب و تنفست الصعداء:الحمدلله.. نايمة.
أنت تقرأ
أحمق في بيتي
Humorمجموعة من الفتيات و الشباب يجمعهم القدر ليعيشوا تحت سقف واحد رغماً عنهم.. يذهبون للجامعة معاً و يتناولون الطعام علي نفس المائدة كعائلة واحدة.. و لكن كيف سيتأقلمون علي هذا الوضع وسط تحديات تلك الحياة الجديدة مع أناس و بلدة جديدة!.. سيندمجون رغم اختل...