|٤٤|

118 6 0
                                    

ألتف الرفاق حول منضدة بلاستيكية في كافتيريا الجامعة و هم يتناولون فطورهم و يتنمرون علي اساتذة العام الجديد و يمدحون البعض..لاحظوا زميلهم الجديد في السكن يقدم عليهم مبتسماً.. لاحظ الرفاق لأول مرة تلك العرجة في ساقه اليسري.. لم تكن واضحة و هو يسير بخطوات بطيئة او لمسافة قصيرة و لن تلاحظها أيضاً إلا إذا دققت النظر.. ألقي السلام عليهم و جلس برفقتهم يشاركهم يومه الأول في الجامعة بما أنه في الصف الأول..تسائلت عائشة عندما انتابها الفضول:بس سلمي كانت بتقول انك قدنا.. احنا فكرناك ف سنة تانية زينا!
رد أحمد بعدما خطف شطيرة سلمي و ألتهمها:طب منا قدكم فعلا بس مأجل سنه.
ضربته سلمي في ذراعه قائلة بنبرة حادة:انت يا احول.. ياا احول.. مش شايفني باكل؟
خطفت الشطيرة مجدداً و هي ترمقه بحدة:كررها عشان اخلي ايدك توحشك.
لم يعيرها أحمد انتباه و كأنه معتاداً علي هذه المحادثة في حين سأله عمار:طب و أجلت ليه كنت عايز تحول ولا ايه؟
كاد أن يجيب أحمد و لكن قاطعه سلمي التي أخذت تسعل بقوة و تستنجد.. ضربها عدة ضربات علي ظهرها و هو يعطيها كوب من الماء:سيد قشطة قاعد بيفطر يا ناس.
ضربته في ذراعه بغيظ:باصصلي ف الساندوتش منك لله.
تجاهلها أحمد مجدداً و نظر لعمار و هو يجيبه: انا قضاء و قدر عملت حادثة و رجلي الشمال دي اتصابت جامد و مكنتش بمشي عليها لحد ما اتحسنت شوية بالعلاج الطبيعي.
همست سلمي بجواره و هي تلتهم طعامها:من اعمالك السودا.
دفعها ساخراً:يا شيخه اتلهي.. صحيح دورتيلي علي دكتور علاج طبيعي اتابع معاه هنا ولا نفضي؟
اجابته سلمي ببساطة دون النظر له:نفضت.
بادرت سمر:انا اعرف دكتور كويس قريب من البيت..و احنا مروحين هوديك تعرف مكانه.

قفزت ملك علي فراش فريدة التي تشاركها نفس غرفة النوم فأفزعت فريدة التي كانت شاردة في هاتفها و تبتسم ابتسامة عريضة.. اغلقت الهاتف و هي تصيح:يا ملك مش هتبطلي تخضيني!
وضعت ملك يديها في خصرها:عشان انني بقالك كام يوم سرحانه و مش راضيه تقوليلي مالك.
اعتدلت فريدة في جلستها و هي تسألها بتردد:يعني لو قولتلك هتفهميني؟
رفعت ملك كتفيها:جربي.
ترددت فريدة قبل ان تحكي:بصي.. انا بحب واحد بس هو مش قايلي انه بيحبني مع انه بيعمل كل حاجه بتقول انه بيحبني عشان لو كان قالي انه بيحبني وقت ما كنت بحبه ف الاول كانت هتحصل مشكلة عشان مينفعش اني احبه او يحبني بس دلوقتي انا مش فاهمه حاجه.. انتي رأيك ايه!
حكت ذقنها و هي تفكر بعمق:امم انا من رأيي تقومي تلبسي و تنزلي معايا لدكتور الدايت و ف الطريق نشوف الموضوع دا.
تنهدت فريدة بيأس:شوفتي اهو انتي كمان مش فهماني.. روحي يا ملك مشوارك عشان متتأخريش.
نهضت ملك و قالت بتردد:طيب بس لما ارجع هنتكلم ف الموضوع دا.
لوحت فريدة بعدم اهتمام و هي تتفحص هاتفها بينما ملك فتحت خزانتها و هي تقول:ألبس البلوزة الزرقا ولا البيضا؟.. هلبس الزرقا بيبقي وشها حلو عليا.

وقف أسفل مبني قديم عُلق علي إحدي أدواره لوحة لعيادة لأطباء تغذية و علاج طبيعي..صعد درج هذا المبني متجاهلأً ألم ساقه اليسري و دخل هذه العيادة الطبية.. طلبت من السكرتيرة أن ينتظر لبضع دقائق..اتبع السكرتيرة التي كانت ستقوده لغرفة العلاج الطبيعي و سارت به في ردهة ضيقة طويلة تمتلئ بالغرف علي الجانبين.. خرجت فتاة من أحدي هذه الغرف و اصتدمت به..لو انها صعقت قلبه لما تجمد هكذا عندما رآاها..لم تكن تلك الفتاة ذات الجمال الساحر.. كانت بسيطة ذو أعين بنية و بشرة سمراء و شعر أسود قصير قصيرة القامة و يزداد وزنها قليلاً فوق الطبيعي..كانت ترتدي سترة زرقاء تناسب لون بشرتها السمراء و بنطال اسود بسيط و شعرها القصير يلامس كتفيها..لا يدري كيف أذهلته في ثواني و هي تعتذر بصوتها الرقيق و ابتسامة عفوية:اسفة مخدش بالي.
رحلت فوراً من امامه و هي تتفحص هاتفها و تراسل صديقتها:خسيييت.. هجيبلك اكل معانا يا احلي فوفا.
نظرت السكرتيرة بإستغراب للشاب الذي تجمد مكانه و هو يراقب الفتاة حتي غادر باب العيادة و نادته عدة مرات حتي انتبه لها..

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن