خرجت فريدة من قاعة المحاضرات ثم راسلت يحيي:أنت فين انا خلصت السكشن؟
نزلت الدرج ثم سارت في حديقة الجامعة تبحث عن رفاقها ليهتز هاتفها معلناً عن رسالة يحيي:انا مش ف الكلية.. قولت اروح اصلي ف الكنيسة الي جمب الكلية علي ما معاد السكشن يجي.
ابتسمت فريدة و هي تراسله:من امتي التقوي دي يا ابونا؟
دخل يحيي من بوابة الكنيسة و هو يقرأ رسالة فريدة و يبتسم.. سمع صوت فتاة من خلفه تهمس:ممنوع الموبيل هنا.
أغلق هاتفه فوراً ثم سار في طريقه إلي تمثال لفت نظره.. كان مجسماً علي هيئة المسيح عيسي عليه السلام مقيداً علي الصليب و قد نُحت التمثال بحرافية شديدة..وقف أسفل التمثال مباشرة و رفع رأسه له يتأمله..كانت تدور في رأسه عدة تساؤلات في تلك اللحظة..كعقل طفل اعتنق المسيحية عن قريب..سمع صوت نفس الفتاة تقول:شكلك مش بتيجي هنا كتير.
ألتفت نحو الفتاة الشقراء التي كانت غاية في الجمال ثم سألها:اشمعنا؟
رفعت الفتاة رأسها للتمثال ثم أجابت بثقة:واقف مندهش بالتمثال اوي زي الاطفال لما بيزوروا كنيسة جديدة..اصلا انا اول مره اشوفك هنا.
ابتسم يحيي بلطف و هو يقول:عندك حق انا اول مره اجي هنا..اصل انا اصلا مش من اسكندرية.
ألتفت نحو التمثال ثم تسائل:انا شدني سؤال ف دماغي لما شوفت التمثال عشان كدا وقفت اتأمله.. او بصراحة اسئلة كتيرة.
استدارت الفتاة نحوه و سألته بإهتمام:ايه هي؟
عقد حاجبيه و هو ينظر للتمثال بإستغراب:مش المفروض ان المسيح صُلب زي ما احنا عارفين؟
اومأت برأسها ليردف:طب و ازاي و ف انجيل يوحنا يبقول فرفعوا حجارة ليرجموه أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا.. يعني المفروض انه مش دا اللي حصل و شُبه للرمان وقتها.
ضيقت عينيها و هي تفكر ثم ردت بتردد:بس كلنا عارفين ان في كتير من الانجيل متحرف.
تسائل يحيي:طب منين متحرف و منين المسيح قال تزولان السماء و الأرض و لا يزول حرف من كلامي؟
ابتسمت ساخرة و هي ترد:و دا اكبر دليل انه متحرف!.. وبعدين لو زي ما بتقول انه شُبه للرومان وقتها ف دا خداع من الله.
أخفض رأسه و هو يفكر بحيرة:عندك حق..اكيد لا.
أقترحت عليه الفتاة:انا من رأيي تسأل ابونا ف الكنيسة بنفسك عن اي حاجه شاغله تفكيرك.. انا كنت زيك كدا من كام شهر.. ومهدتش غير لما فهمت كويس و الايمان ملي قلبي.
ابتسم يحيي قائلاً:انا فكرت ف كدا فعلاً..بس المرة الجايه بقا.
نظر لساعته ثم قال متعجلاً:عشان عندي معاد محاضرة دلوقتي.
اومأت متفاهمة ليسألها يحيي:انا معرفتش اسمك.
ابتسمت الفتاة قائلة:ساندرا.
مدت يدها لتصافحه فصافحها بإبتسامة ودودة:وانا يحيي.. هشوفك تاني هنا صح؟
ابتسمت ساندرا:اكيد.غادر عبدالرحمن القاعة و سار بخطواته السريعة منفعلاً حتي خرج نحو حديقة الجامعة و ذهب لحيث يجتمع الرفاق دوماً..وجد سلمي تجلس مع فريدة و يتناولان فطورهما فأقترب نحوهما و تحدث لسلمي بنبرة حادة تحذيرية:اسمعي.. خلي بنت خالتك دي تعقل انا صبرت عليها كتير بدل ما هخليها تزعل بجد.
استخفت بجملته ساخرة:ياعم اسكت دي تزعلك انت و عشرة زيك.
بينما فريدة بادرت:انا مش لسه كنت بتكلم معاك.. اديها وقتها يا عبده مش كدا اللي حصل مش قليل.
أسرعت سلمي هامسة:بس بقا عشان داخله علينا اهي.
لوح عبدالرحمن بيده و رحل منفعلاً ليقابل في طريقه يحيي الذي ناداه:رايح فين يا عبود؟
رد عبدالرحمن دون أن يتوقف له:رايح الزفت الشغل.
أنت تقرأ
أحمق في بيتي
Humorمجموعة من الفتيات و الشباب يجمعهم القدر ليعيشوا تحت سقف واحد رغماً عنهم.. يذهبون للجامعة معاً و يتناولون الطعام علي نفس المائدة كعائلة واحدة.. و لكن كيف سيتأقلمون علي هذا الوضع وسط تحديات تلك الحياة الجديدة مع أناس و بلدة جديدة!.. سيندمجون رغم اختل...