ترجلت الفتيات الثلاث من الحافلة في حين عدلت سمر ملابسها و هي تلتقط أنفاسها بصعوبة بسبب الزحام الشديد داخل الحافلة:يستار يارب دا انا روحي كانت هتطلع.
سارت عائشة و سمر مع فريدة التي قادتهم إلي احدي المطاعم الراقية في الأسكندرية.. دخلت فريدة المطعم و هي تقول:المفروض ان هو دا المطعم.. بس انا مش شايفه عبده.
لوح عبدالرحمن بيده لها فأنتبهت له و تقدمت نحوه.. سألها عبدالرحمن:اتأخرتوا كدا ليه؟.. اقعدوا اقعدوا.
تفاجئت عائشة بعمار الذي نهض مسرعاً و جذب لها الكرسي لتجلس عليه في مقابلته.. شعرت بالإحراج الشديد لدرجة أن وجنتيها توردا في حين نظرت سمر ليحيي بإشمئزاز و هي تقول:ايه اللي جاب الواد دا هنا؟
رد عبدالرحمن بنظرة لوم:خلاص بقا ي سمر.. احنا دلوقتي جايين نتصالح و نفتح صفحة جديدة.
لم ترد و نظرت ليحيي بإشمئزاز قبل أن تحمل قائمة الطعام و تنظر لها بتعجرف..
تناولت سمر الطعام بشراهة كعادتها ثم تقول:ألا صحيح يا عمار.. مقولتلناش انت منين؟
رفعت عائشة رأسها و هي تنظر له بإهتمام فإرتبك و تردد كثيراً لإخبارها الحقيقة:انا.. انا من التجمع الخامس.
نظر يحيي و عبدالرحمن نحوهه و هما يخفيان ضحكاتهما لتقول فريدة بهدوء و هي تقطع اللحم بالسكين في صحنها:كداب.. لهجتك مش زي لهجة أهل القاهرة اصلا.. انت صعيدي صح؟
نظر لها عمار متفاجئاً من قوة ملاحظتها ثم أدار وجهه و هو يهمس:إللهي تنفضحي.
في حين تحدث عبدالرحمن:هو بس مبيحبش يقول انه من الصعيد عشان محدش يتريق عليه.
بادرت عائشة:علي فكرة انا عيلة ماما من الصعيد بردو و مش بتكسف أقول كدا عادي.
أبتسم لها عمار لتسأله سمر و فمها يمتلئ بالطعام:بس انت يابني ايه اللي حدفك الحدفة دي؟
رد "عمار" بلهجته الصعيدية:ابويا طول عمره كان نفسه اطلع مهندس عشان ابنيله بيت علي حته الأرض حدانا ف البلد و مجموعي مكانش عالي ف اتغربت هنا بقا..وبعدين حد يطول يقعد ف اسكندرية.
لتسأل عائشة يحيي:و انت ي يحيي من القاهرة بردو زي عبدالرحمن؟
رد يحيي:اه.
لتردف عائشة:انا بردو من القاهرة.. و سمر و فريدة من حلوان.
انهت جملتها لتسمع فريدة التي تأكل طعامها في هدوء شديد ثم تردد بهمس:الله اكبر استغفر الله.
رفع رأسه لها يحيي الذي يجلس في مقابلتها و نظر لها بتفحص متعجباً لتردف بهمس:اشهد أن لا إله إلا الله و اشهد ان محمداً رسول الله..لا حول ولا قوة إلا بالله.
بدأ بقية الرفاق يلاحظون همساتها و نظروا لها بعدم فهم بينما يحيي اخفي ابتسامته الساخرة و هو يضع الملعقة و السكين جانباً:ي أنسة فريدة.. انا مسيحي مش جن.. يعني مش هتحرق بالكلام اللي بتقوليه.
ضرب عبدالرحمن فريدة بمرفق ذراعه و هو يقول:لالا.. فريدة متقصدش حاجه ي يحيي.
ثم همس لها:اقسم بالله لو ما لميتي نفسي ي فريدة لهخليكي تمسحي اطباق المطعم كله.استيقظت فريدة مفزوعة عندما لاحظت الفراش يهتز بها اهتزازات قوية تصحبها صوت صراخ قوي و كأنه لا ينبع من داخل أنسان طبيعي..
ضربت فريدة بكفيها علي فخذيها و هي تجلس في حديقة الجامعة و يجلس حولها رفاقها:ي ميلة بختك ي فريدة.. ي حظك المهبب ي فريدة..من بين بنات العنبر كله مينامش معايا غير واحدة ملبوسة؟!
بادر عمار بلهجته الصعيدية:اللهم أجعل كلامنا خفيف عليهم..نصيبك ي فريدة بقا.
في حين كان عبدالرحمن يضع كفه علي فمه يكتم ضحكاته فلاحظته و دفعته بقوة:بتضحك علي ايه انت كمان انا نقصاك.
هدأها يحيي:ما تصلي ع النبي بقا ي فريدة انتي هتكفري ولا ايه؟
صرخت في وجهه:انت بالذات تسكت خالص.. حتي يارب يوم ما اعجب بواحد يطلع من ديانة تانيه.. هي دي الحياة الجامعية اللي حلمت بيها؟!
عانقتها سمر و هي تقول:روقي بقا ي فوفا.. اهم حاجه اننا سوا.
اقترح عبدالرحمن:تيجوا نتجمع الليلة بليل و نخرج سوا عشان نروق علي فريدة؟
اومأوا متفقين معاً قبل أن ينهضوا ليذهبوا للمحاضرة..
أنت تقرأ
أحمق في بيتي
Humorمجموعة من الفتيات و الشباب يجمعهم القدر ليعيشوا تحت سقف واحد رغماً عنهم.. يذهبون للجامعة معاً و يتناولون الطعام علي نفس المائدة كعائلة واحدة.. و لكن كيف سيتأقلمون علي هذا الوضع وسط تحديات تلك الحياة الجديدة مع أناس و بلدة جديدة!.. سيندمجون رغم اختل...