|٤٦|

102 5 0
                                    

أقترب عبدالرحمن و هو يحمل كيس بلاستيكي يمتلئ بالمشروبات و الساندوتشات ثم وضع الكيس علي الطاولة التي ألتف حولها الرفاق..في حين كان أحمد يضع ساقاً فوق الاخري و هو يدير وجهه عن سلمي:يجدعان شيلوها من قدامي بدل ما اقوم عليها تاني!
ردت سمر مدافعة عن ابنة خالتها:مالك يا اخويا داخل ف البت شمال كدا ليه و هي يعني كانت هتشم علي ضهر ايديها.
رمقها أحمد بنظرة حادة في حين بادر يحيي:يسطا دا بدل ما تحمد ربنا انت اخيراً لقيتها و مش بس كدا دي طلعت جارتك.
غمز له يحيي بابتسامة خبيثة في حين مال أحمد علي سلمي و هو يقول:اعرفيلي منها رايحه للدكتور امتي انهارده.
اومأت برأسها:حاضر..بنت حلال اهي جايه اهي.
راقبوا أحمد الذي تغيرت تعابير وجهه تماماً بمجرد أن رآها.. يبتسم ابتسامة بلهاء و هو ينظر لها بإعجاب شديد.. اقدمت عليهم و هي تلقي السلام بإبتسامة ودودة قبل ان تقترب من فريدة و تعطيها مفتاح المنزل قائلة:خلي المفتاح معاكم بقا عشان انت هتأخر برا انهارده.
أسرع احمد ليهمس لسلمي:اسأليها هتتأخر ليه.
بادرت سلمي:هتتأخري ليه رايحه ف حته؟
ردت ملك:عندي محاضرات و بعدين هطلع علي الدكتور بتاعي.
زجر أحمد سلمي في ذراعها هامساً:أسألها هتخلص محاضرات امتي.
تألمت سلمي من ذراعها:هتخلصي محاضرات امتي؟
ردت ملك:علي 3كدا.
تناولت فريدة منها المفتاح ثم ودعتهم و رحلت ملك..نظرت سمر لأحمد بسخرية:ما نشوف شطارتك.
ابتسم احمد بتحدي:هتشوفوا.
وقف أسفل المبني و هو ينظر للداخل بين الحين و الأخر.. لا يدري كم من الوقت وقف علي حاله هكذا في انتظارها و متجاهلاً أمر ساقه..يردد بداخله منذ قرابة النصف ساعة:اهدي و متبقاش طور.. اهدي و متبقاش طور.
سمع صوت أحدهم ينزل علي الدرج فتجهز و هو يهمس:اهدي و متبقاش طور.
كاد ان يصعد ليجدها في مقابلته.. تصنع المفاجأة بأسلوب مبالغ فيه:ايه دا ملك ايه الصدفة دي!
ضحكت ملك بخفة:ايه دا انت جاي هنا لمين؟
رد أحمد:انا باجي لعيادة العلاج الطبيعي..و انتي جايه هنا ليه؟
ردت ملك:انا بعمل دايت و بتابع مع دكتور التغذية.
رفع حاجبيه متصنعاً الدهشة:غريبة يعني مع ان جسمك حلو فشخ.
ابعدت بعض خصلات شعرها و هي تتسائل بوجه حاد:نعم؟
صفع وجهه بخفة و هو يهمس لنفسه:طور وربنا طور.
أدار وجهه لها و حاول أن يصلح ما افسده:اقصد مش مليانه يعني شكلك كويس.
اومأت برأسها متفاهمة قبل أن تسأله:طب انت مش هتطلع ولا ايه؟
ارتبك أحمد قبل أن يجيبها:لا خلاص اجيله ف وقت تاني.
غادرت المبني و هي ترمقه بنظرات استغراب فسأله:انتي مروحه صح؟
اومأت برأسها:اه.
فطلب منها بأدب:ممكن امشي معاكي للبيت؟
ارتبكت ملك و لكنها ردت:ماشي.
سارت بجواره في الشارع بخجل فهي ليست معتاده علي التحدث مع شاباً او السير معه..كان كلاً منهما صامتاً لوقت طويل فحاولت أن تشق هذا الصمت عندما انتابها الفضول:و انت بتروح تعمل علاج طبيعي ليه بقا؟
رد أحمد:اصل كنت عامل حادثة علي رجلي من سنة و لسه مخلصتش العلاج.
حركت رأسها متفاهمة قبل ان ترد:الف سلامة.
اتسعت ابتسامته و هو يرد:الله يسلمك.
عم الصمت مجدداً قبل ان يسألها:ألا انتي ف سنة كام يا ملك؟
ردت ملك:سنة أولي.. مش انت بردو أولي؟
اومأ برأسه:المفروض ابقي ف تانية بس مأجل سنة عشان رجليا.
حركت رأسها متفاهمة.. وجدته يسألها:و عملتي ايه مع الدكتور؟
لاحظ تعابير وجهها التي تغيرت و ابتسامتها التي اتسعت و هي ترد:خسيت اتنين كيلو.
اتسعت ابتسامته:بجد !شاطورة.
أردفت ملك و عينيها تلتمع بفرحة عارمة:الدكتور كان مبسوط مني اوي و قالي الاسبوع الجاي هنبدأ نثبت..بس انا شكلي مش هروحله الاسبوع الجاي عشان عندي امتحانات الميد ترم..
صمتت عندما أدركت أنها ثرثرة و بدأت تحكي عن تفاصيل لم يسأل عنها في حين وجدته ينظر لها بإهتمام و يقول:انت كمان عندي امتحان السبت الجاي لدكتور رغاااي رغيي.. عارفه عصام كاريكا؟
ضحكت و هي تومأ برأسها ليردف:بيتكلم شبهه بالظبط مبنفهمش منه كلمة.
ضحكت ملك و تقول:تصدق و انا كمان عندي دكتورة بضحكني اوي..عارف عملت ايه ف محاضرة انهارده؟
نظر لها بإهتمام و علي وجهه ابتسامة متسعة لأنه و أخيراً يخوض معها نقاشاً بل و يمزحان سوياً..
خرجت فريدة من سلمي من الشرفة و هي تهلل:يولاد.. روميو و جوليت وصلوا و بيضحكوا سوا.
توقف كليهما أمام باب شقة الشباب فأدرك أحمد أنه عليه توديعها الأن و لكنه حقاً لا يود مفارقتها.. ابتسمت له ابتسامة رقيقة و هي تقول:شكراً علي التوصيلة.
رد أحمد الذي وقف في مكانه كالأبله:العفو..تصبحي علي خير.
تعجبت ملك لأن الساعة مازالت الرابعة عصراً و لكنها أجابته:و انت من اهله.
كادت ان تصعد الدرج و لكنها لاحظت انه مازال واقفاً علي هيئته ينظر لها:انت مش هتدخل ولا ايه؟
انتبه لها و هو يقول:ايوا داخل اهو..تصبحي علي خير.
ضحكت و هي ترد:و انت من اهله.
صعدت الدرج بينما هو اخرج المفتاح من بنطاله و لكنه لم يفتح الباب بل تسلل بخطوات خافتة ينظر للأعلي لها..وجدها تنظر له من الأعلي فشعر بالإحراج و هو يقول بتلعثم:بطمن عليكي بس..ههه.. تصبحي علي خير.
كتمت ملك ضحكاتها بصعوبة و هي ترد:و انت من اهله يا احمد.
طرقت باب منازلهن و هي تضحك كثيراً من ذلك الشاب..

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن