|٢٤|

132 9 0
                                    

جلست في غرفتها تصفف شعرها أمام المرآة ثم وضعت مرطب شفاه و مورد لوجنتيها.. ابتسمت لنفسها و هي تضع عطرها الهادئ ثم أرجعت شعرها الذهبي للخلف.. أنهت فريدة صلاتها ثم نهضت و هي تحمل السجادة الصغيرة و خلعت حجابها:انتي خارجه ولا ايه؟
ارتبكت سمر و هي ترد:لا.. دا انا كنت هسهر مع عبده نشوف فيلم.
نظرت لها فريدة بخبث قائلة:مع عبده اااه.. طب متتأخريش عشان هنام وانتي عارفه نومي خفيف.
علت نبرة صوت سمر و هي ترد:اه بأمارة جدار الاوضة اللي مش قادر يكتم صوت شخيرك و خارم ودان عمار طول الليل.
رفعت كتفيها بعدم اهتمام و هي تجلس علي فراشها:و انا مالي حد قاله ينام جمب الحيطة!
تركتها سمر و غادرت الغرفة.. لمحت يحيي يجلس في الصالون و تشرح له عائشة إحدي المسائل بينما سلمي تقف في الشرفة تتحدث مع سيف عبر الهاتف.. تسللت لغرفة الشباب و طرقت الباب فأتاها صوت من الداخل.. دخلت بحذر في الغرفة المظلمة فوجدته جالس علي فراشه يتفحص جهاز الحاسوب.. ابتسم و هو يقول:فكرتك نسيتي.
بادلته الابتسام و هي تقول:انا وعدتك.
أفسح لها و هو يقول:طب تعالي يلا..
قاطعته سمر متعجبة:اجي فين انت عايز اقعد معاك ف سرير واحد؟ انت اتهبلت رسمي.
ضحك عبدالرحمن و هو يقول:هو انا هاكلك يا سمر؟ وبعدين عمار ف سابع نومه و يحيي و عايشه بيذاكروا برا وليلتهم طويلة.
نظرت له بحيرة و تردد ليضحك أكثر:تعالي يا سمر مش هاكلك متخافيش.
نظرت أرضاً بتردد قبل أن تقول:بس تفتح النور.
رد عبدالرحمن:عشان عمار يقوم يولع فينا احنا الاتنين!
زفرت سمر بيأس و أقتربت لتجلس بجواره بينما هو أفسح لها لتجلس.. أمضوا عدة دقائق و هما يختاران الفيلم و أنتهي بهما الحال بالفيلم الرومانسي الشهير "Me before you".. أمضوا الوقت و هما يضحكان معاً تارة و يتآثران بحياة البطل تارة.. وجدته يميل برأسه ليضعها علي كتفها.. تخلخلت بأنفه رائحة شعرها مع عطرها.. بينما هي شبه تجمدت من إرتباكها فلم تعطي أي ردة فعل.. وجدته يرفع رأسه ليزيح خصلات شعرها الكثيف الذي وضعت علي كتفها.. تلاقت أعينهم فوجدته كالسكير و هو يتأمل عينيها الخضروتان بعدما أنعكس ضوء الحاسوب عليهما..وجدته يقترب بهدوء ليطبع قبلة علي وجنتيها.. خفتت أنفاسها و شعرت بأنها قد تجمدت بالفعل.. ابتعد قليلاً ثم طبع قبلة أخري بجوار شفتيها..ابتعدت علي الفور لم تكن ستظل جالسة بإنتظار خطوته التالية.. و كم سيكون محرجاً لهما أذا أتي يحيي الغرفة في أي وقت أو استيقظ عمار من نومه.. أزاحت الغطاء و نهضت مسرعة ليناديها بصوت خافت:سمر.. سمر انا اسف.. استني بس..
فتحت باب الغرفة و غادرت علي الفور و لاحظ يحيي و عائشة خطواتها بلهفة و توتر و كأنها تهرب.. تبادلا النظرات بإستغراب بينما سمر دخلت غرفتها و أغلقت الباب و أسندت جسدها إليه و هي تضم يديها علي قلبها.. و كأنها تمنعه من أن يقفز من مكانه..يرتجف جسدها من شدة الإرتباك و تلتقط انفاسها بصعوبة..لمست وجنتها حيث قبلها و هي تضحك بسعادة تغمرها..بينما عبدالرحمن أغلق الحاسوب و هو يلعق شفتيه و يضحك ضحكته الخبيثة.. وضع رأسه علي الوسادة لينام و لكن هل سينام بالفعل بعد تلك الليلة؟

أحمق في بيتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن